التقارب المصري التركي.. براغماتية سياسية ضحيتها "الإخوان"؟

بعد سنوات من القطيعة، تلوح في الأفق بوادر عودة الدفء للعلاقات المصرية التركية. ورغم أن هذا التقارب حتمته مصالح مشتركة، إلا أن الأنظار تتجه الآن إلى تأثير ذلك على المعارضة المصرية في تركيا وتحديدا "جماعة الإخوان المسلمين"

”عهد جديد"، وصف أطلقه وزير الخارجية التركي، مولوود تشاووش أوغلو، على شكل العلاقات التركية المصرية الجديدة، وذلك خلال إعلانه عن فتح أبواب الزيارات بين البلدين.

هذه الزيارات قد تضع حداً لسنوات من القطيعة بين القاهرة وأنقرة، بعد تدهور العلاقات بينهما منذ عام 2013 عقب إطاحة الجيش في مصر بالرئيس الأسبق محمد مرسي. وبلغ التوتر إلى حد سحب كل من تركيا ومصر سفيريهما وتجميد العلاقات بين البلدين. وأصبحت تركيا من بعد ذلك، وجهة ومقرا للمعارضة المصرية الممتثلة بالدرجة الأولي بـ"جماعة الإخوان المسلمين".

ولهذا فإن التطور الجديد في العلاقات المصرية التركية يطرح تساؤلاً مهماً حول مصير المعارضة المصرية في تركيا.

ردود أفعال متحفظة

سيطر خطاب محافظ حذر على موقف المعارضة المصرية الإسلامية والليبرالية تجاه الخطوات التركية، فقد صرح نائب مرشد الإخوان إبراهيم منير، للجزيرة مباشر، أن الجماعة لن تقف أمام من "يحقق الخير"، حين تم سؤاله عن احتمالية حدوث تقارب تركي مصري وإمكانية القبول بتركيا وسيطا لتقريب وجهة النظر أو المصالحة مع النظام، معبراً عن أمله بألا تغير تركيا نهجها بحق المعارضة.

فيما لم يستبعد المعارض المصري ذو التوجه الليبرالي أيمن نور، أن تحرص تركيا على أن تكون وسيطاً نزيهاً في حل الأزمة، من خلال ما أسماه "وجهها الحقوقي والسياسي".

ولكن يمكن التأكيد أن الرغبة المتبادلة بين البلدين بتحسين العلاقات، أدت إلى تحريك المياه الراكدة، وإثارة القلق لدى المعارضة المصرية في الخارج، وهذا الذي كان واضحاً في بعض غرف نقاش المعارضة على تطبيق "كلاب هاوس"، إذ ذكر بعضهم "أن لديه تخوفات وقلق على عائلاتهم المقيمة في تركيا".

 

https://www.dw.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%82%D8%A7%D8%B1%D8%A8-%D8%A7…