"تقارب يقوم على المصالح المشتركة"
في لقاء فريد بين رجال دين شيعة إيرانيين والبابا بينيديكت السادس عشر وأعضاء من المجلس البابوي للحوار بين لأديان تم الاتفاق على صيغة بيان مشترك حول "الإيمان والعقل في المسيحية والإسلام"، وذلك في إشارة مهمة إلى تخفيف حدة التوترات السياسية الدينية. راينهارد كليبر يجمل مظاهر هذا التقارب.
لقد استغرق الأمر بعض الوقت حتى لاحظ جمهور الناس وجود تقارب مهم بين إيران والكنيسة الكاثوليكية. وقد يعطي البيان المشترك بين إيران والفاتيكان دفعة مهمة للتقارب بين الأديان. ويؤكد الجانبان في البيان أن "الدين في جوهره لا يدعو إلى العنف". كما أن الإيمان والعقل لا يبرران العنف.
وشارك في اللقاء الذي عُقد في روما أعضاء من المجلس البابوي للحوار بين الأديان ووفد من منظمة الثقافة والعلاقات الإسلامية بطهران. واستقبل البابا بينيديكت السادس عشر الوفد الإيراني بقيادة مهدي مصطفوي. وحسبما ذُكر في يوم الجمعة الموافق 2/5/2008 فإنه من المخطط استئناف اللقاءات خلال عامين في طهران.
"تقدم مبدئي هام"
يرى بيتر هونسلر، الخبير لدى مؤتمر الأساقفة الكاثوليك الألمان، أن البيان المشترك بين الفاتيكان والوفد الإيراني "تقدم مبدئي مهم". وعلى مدى الحوار مع المسلمين، الذي دام طويلا، فإنه يعتبر اللقاء السادس مع شيعة إيران "خبرا ذا أهمية عالية". ويقول رئيس قسم الحوار المسيحي الإسلامي لدى مؤتمر الأساقفة "إن أهم ما في الأمر هو التركيز على رفض العنف".
وفي الوقت نفسه أكد هونسلر على الإقرار بأن الإيمان والعقل ينبغي أن يكونا خاليين من العنف وألا يُستخدما لتبريره. هذا الإقرار يعتبر في حد ذاته "جرأة" من قِبل المسلمين الموقّعين على البيان، لأن الموقف في إيران يناقض ذلك. ويقول الخبير أن البيان المشترك بمواده السبع يتفق في أحد الوجوه مع محاضرة البابا التي ألقاها بمدينة ريجنزبورغ في سبتمبر/ أيلول 2006.
ويوضح هونسلر ذلك قائلا: "من المؤكد أن محاضرة البابا تسببت بادئ الأمر في إزعاج المسلمين بشدة. ولكنها حركت شيئا لدى الجانبين، وجعلت كلاهما يمعن التفكير في الموضوع". ولقد حدث تقارب وبدأ الحوار بين الطرفين بعد محاضرة البابا حول الإيمان والعقل على الرغم من حدوث احتجاجات عنيفة عليها لدى كثير من المسلمين جراء إخراج المواقف عن سياقاتها.
مصالح مشتركة
يرى البروفيسور ماورس راينكوفيسكي، المتخصص في الدراسات الإسلامية بجامعة فرايبورغ، أن البيان على ما يبدو حصيلة تلاقي المصالح المشتركة بين الطرفين. كما أن رجال الدين في إيران والفاتيكان أصبحوا يدركون ما يجمع بينهم في الكفاح ضد "النسبوية" الغربية العلمانية وانهيار القيم. ولأن البابا شديد العناد ضد روح العصر فإنه – على الرغم من محاضرة ريجنزبورغ - يتمتع بسمعة طيبة في كثير من البلدان الإسلامية.
صدى سياسي إيجابي
كما لقي البيان ترحيبا لدى الاتحاد الديمقراطي المسيحي. واعتبرت السيدة/ انغريد فيشباخ، المكلفة بالشئون الكنسية من قبل الكتلة البرلمانية للاتحاد، أن البيان المشترك خطوة كبيرة على طريق الحوار المسيحي الإسلامي. وقالت فيشباخ: "من الممكن أن يكون مثل هذا البيان بمثابة بوصلة تحدد الاتجاه الصحيح، خاصة في فترة تقتصر فيها رؤية العالم للإسلام في الغالب على الإرهاب والأصولية. ويستحق كلا الطرفين التقدير على دفعهما لعجلة الحوار السلمي".
كما رحّب هانس ميشائل جولدمان، المتحدث الرسمي للشئون الدينية لدى الكتلة البرلمانية للحزب الديمقراطي الحر، بـ"بشارة التسامح التي تمهد للسلام وتدعو إلى الاحترام المتبادل". بيد أنه يتمنى أن "يكون التفاهم المسيحي الإسلامي مبنيا على احترام حقوق المسيحيين، وعلى وجه الخصوص في إيران".
راينهارد كليبر
ترجمة: عبد اللطيف شعيب
دويتشه فيله 2008
قنطرة
حوار بين البابا وممثلين عن المسلمين في ألمانيا:
العالمي للشباب في كولونيا مناسبة للحوار الديني
الملتقى العالمي للشباب الكاثوليكي، حدث ضخم جمع أكثر من مليون شاب مسيحي من جميع أنحاء العالم. تم في إطارهذاالحدث لقاء شديد الأهمية بين البابا وممثلي الجاليات الإسلامية في ألمانيا. تقرير وليد عبد الجواد
مها عزام حول حملة الإحتجاجات ضد محاضرة البابا:
لماذا يشعر المسلمون بالظلم؟
أثارت المحاضرة التي ألقاها البابا في ألمانيا ضجة شملت معظم الدول الإسلامية التي أعلنت عن احتجاجها على ما اعتبرته مساسا بالإسلام وشخصية النبي محمد. مقابلة مع الباحثة مها عزام حول دلالات هذه الاحتجاجات أجراها لويس غروب.
لقاء مع ابن ورّاق: حول مفهوم التسامح في الدين الإسلامي
نقد الاسلام ونظرة المسلمين
يرى الكاتب ابن الوراق ان النقد الموجه للاسلام يشكل خطرا على موجهيه بسبب عدم وجود التسامح الكافي لدى المسلمين وعدم وجود الحماية اللازمة من قبل الغرب لهؤلاء بسبب تقاطع المصالح الاقتصادية