مساعدة الأطفال والأمهات
هذه الضاحية تسمى عين حلوان، حيث البيوت بلون الرمال الصفراء والشوارع والطرق غير المعبدة بالقدر الكافي والقمامة على جانبي الشوارع وحيث يعيش ثلاثة آلاف أسرة في محيط ضيق أغلبهم من الفقراء.
وحينما نزحوا إلى هناك قبل ما يزيد على عشرة أعوام لم يكن في عين حلوان محلات ولا أطباء ولا وسيلة مواصلات تربطهم بوسط المدينة. أما عن رعاية الأطفال المعوقين فحدث ولا حرج.
وقد كان العاملون بجمعية الرعاية المتكاملة يذهبون من بيت إلى بيت ويفحصون حالة الأطفال الصحية، ومما يتذكره السيد صلاح الدين محمود - أحد الرؤساء بجمعية الرعاية المتكاملة - أيام استلامه مهام العمل: "كنا نجد في أول الأمر أطفالا معوقين لا يسمح لهم بالخروج من البيت ويعيشون مختبئين بعيدا عن الأطفال الآخرين".
تغيير سلوك المجتمع
واليوم نجد مركز التأهيل الذي تدعمه منظمة اليونيسيف يرعى 120 طفلا. يقوم العاملون مرة كل أسبوع بتمارين بسيطة مع الأطفال يستطيع الأهل أن يجرونها معهم في البيت، كما يوجد تربويون للتدريب على النطق وأطباء وإخصائيون في الأعصاب وإخصائيون في علم الإجتماع للإهتمام بأولائك المرضى الصغار.
وفي حجرة لا تكاد مساحتها تتعدى مساحة حجرة المعيشة نجد كراسي الأطفال بجانب الحائط، وبجانب منضدتين صغيرتين توجد كراسي صغيرة أخرى تجلس إلى إحداها فوزية إبراهيم التي تريد تسجيل ابنها. ولهذا الغرض تناقش إحدى الموظفات معها مجموعة من الأسئلة وتستفسر عن مشاكل الطفل وعما إذا كانت هناك أمراض مشابهة في الأسرة وكيف كانت مدة الحمل والولادة.
إن حسن البالغ من العمر تسع سنوات لا يستطيع الكلام ولم ينمو جسمه نموا طبيعيا. وتقول الأم التي ترى أن وظيفة هذه الجمعية تعتبر أكثر من المساعدة: "إنه لشيء جيد أن أتقابل مع أمهات أخريات يعطين بعض الإرشادات الجيدة للتعامل مع الطفل وما يجب الإنتباه إليه".
وهذا هو شأن معظم الأمهات اللاتي يأتين إلى المركز بأطفالهن، حيث أن جمعية الرعاية المتكاملة تريد خلق مشاركة وجدانية في التعامل مع الأطفال، وفي هذا الخصوص يقول صلاح الدين محمود:
"ينبغي أن يعيش الأطفال في جماعة وأن يلتحقوا بالمدارس العادية وأن يلعبوا مع الأطفال العاديين. إننا نحاول من خلال برنامجنا أن نغير من السلوك في المجتمع، ونشرح أسباب الإعاقة، ونقول بأن كل فرد يمكن أن يصبح معاقا بعد حادثة على سبيل المثال".
كما أن الإصابة بالأمراض المعدية تعتبر أيضا إحدى مسببات الإعاقة، خاصة عند الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية المستمر، فهم يصابون بالإعاقة نتيجة الإصابة بتلك الأمراض، وخُمس أطفال مصر عمرهم يقل عن خمس سنوات.
ضرورة الرعاية الصحية للأمهات
وتعد الأمراض والمضاعفات أثناء فترة الحمل وأثناء الولادة مشكلة كذلك، حيث أن معظم النساء لا تذهبن إلى الطبيب لقلة ذات اليد. وهنا تحاول جمعية الرعاية المتكاملة أن تساعد في الوقاية من ذلك.
وتعمل الدكتورة فاتن كمال محمود كطبيبة في المركز الطبي التابع لجمعية الرعاية المتكاملة إذ ترعى الأمهات أثناء فترة الحمل وتنصحهن ببعض الفحوصات الضرورية وبالأدوية اللازمة، وتقول في هذا الخصوص: "نقول للنساء أثناء فترة الحمل أن يذهبن للولادة في إحدى المستشفيات أو إلى أحد الأطباء أو إلى قابلة متعلمة وألا يذهبن إلى أي شخص غير متخصص".
كما تستمر رعاية الأمهات وأطفالهن بعد الولادة، فيحصلون هنا على التطعيمات اللازمة ويتم مراقبة تطور نمو الأطفال، وإذا استدعى الأمر يحول الأطفال للعرض على أطباء متخصصين مع استمرار دعم مركز التأهيل لهم، وهذه المساعدة تكلف الآباء خمسة جنيهات شهريا، أي ما يعادل سبعون سنتا تقريبا.
ويعتبر هذا المشروع معروفا لدى جميع السكان في عين حلوان، وأصبح الأطفال المعاقون الآن جزءًمن المجتمع، فهم يلعبون في الشارع مع غيرهم ويذهبون سويا إلى المدارس العادية.
يانينا ألبرشت، دويتشه فيلله 2004
ترجمة عبد اللطيف شعيب