وفد من مسلمي ألمانيا يزور سريلانكا بحثا عن تحالف إسلامي مسيحي ضد التطرف
السيد اليزيدي، زرتم ثلاث كنائس ضربتها في أحد الفصح اعتداءات إرهابية أدت إلى وفاة عدد كبير من المسيحيين. ما هي انطباعاتك؟
اليزيدي: شاهدنا لاسيما في كولومبو كيف تتقدم إعادة البناء للكنائس. وتحدثنا إلى مؤمنين وقساوسة في عين المكان. وكان بالنسبة إلينا، المجلس المركزي للمسلمين، مهما جدا ليس فقط شجب موجة الاعتداءات للأسابيع والشهور الماضية، بل تقديم جواب مقبول. والجواب لا يمكن أن يعني إلا اللقاء. مزيد من اللقاءات والحوار والتكافل. هؤلاء الأعداء للإنسانية يحاولون التفريق بين المجتمع. هم يريدون إثارة نعرات الفرقة بين الأديان، ووجب علينا مواجهة هذا الأمر. وزيارة الضحايا هي إشارة تضامن وأخوة ورحمة.
ماذا أثار مشاعركم؟
كيف قوبلت زيارتكم التضامنية من قبل ممثلي الكنائس؟
الحديث مع رجال الدين كشف لنا عن الشكوك الكبيرة وكذلك الخوف. لكننا شعرنا بالامتنان لدى الشركاء وممثلي الكنائس. الامتنان والسرور بهذه المبادرة للمجلس المركزي للمسلمين. إنه من المهم أكثر من ذي قبل تقوية جسور الحوار.
بعد نهاية ذلك الأسبوع صدرت تقارير عن حصول مواجهات عنيفة بين مسلمين ومسيحيين بمدينة نيغومبو أدت في عيد الفصح إلى أكثر من مائة قتيل. هل تخشى على المدى الطويل حصول توترات بين الأديان في عين المكان؟
نعم للأسف التوترات موجودة. ويوجد في كل المجموعات متطرفون يستغلون هذه الأحداث لنشر مزيد من الكراهية والعنف داخل المجتمع. وهذا لا يمكن مجابهته إلا بتحالف المجموعات الدينية لجميع الناس العقلاء. والإيجابي إلى حد الآن هو صدور دعوات من السياسة وكذلك ممثلي الديانات المختلفة للاعتدال والعمل المشترك ضد الكراهية والعنف والإرهاب. بؤر التوتر موجودة في كل مكان.
كيف يتعامل المسلمون في عين المكان مع الوضع؟
ركزنا على تأكيد الجوانب المشتركة. فالمسلمون أنفسهم خائفون، لأنه يوجد غضب في الشارع. فنحن مثلا طُلب منا عدم ارتداء ملابس إسلامية احتياطا من حدوث أعمال انتقامية. وحاليا قلما يتم الذهاب إلى المساجد في كولومبو ومدن أخرى. فصلوات الجمعة الأخيرة كانت أقل جمهورا. والآن نحن في شهر رمضان حيث نُظمت في السنوات الأخيرة فعاليات مسائية كبيرة للإفطار، وهذا تم تقييده لأسباب أمنية خوفا من أن تجلب هذه الفعاليات اهتمام المتطرفين وتحدث أعمال عنف جديدة.
ما هو انطباعك: ما هي أهمية هذا النوع من التضامن مثل الزيارة التي قمتم بها؟
هذا النوع من الزيارة له مفعوله في الوعي العام وكذلك كإشارة داخل المجموعات المختلفة. سفرنا من شأنه إصدار إشارة إلى الداخل والخارج مفادها أن حياة كل شخص ذات قيمة ولا يمكن بأي حال قبول العنف. فالكارهون والإرهابيون والمقسمون يجب أن يلاحظوا بأنهم سيتسببون في أفعال مضادة. والحب والاحترام والتسامح هي سلاح العقلاء. وهذا يجب أن يتجذر عبر كل الحدود انطلاقا من الدين.
رحلتكم جاءت في رمضان. ما معناها بالنسبة إليكم؟
رمضان هو شهر الرحمة والتدبر. هو الشهر الذي يلتقي فيه الناس مع بعضهم البعض أكثر من الشهور الباقية ويخدمون الآخر. ولذلك نحن سافرنا في بداية هذا الشهر إلى سريلانكا. ونحن نريد تصحيح الصورة التي تدعي أن الصوم يجلب عدم الإنتاج وقليل من الحركة. فالعكس هو الصحيح. فرمضان هو أيضا شهر العطاء والتعايش. ومجرى رحلتنا إلى حد الآن يبين أن بركة رمضان ستقود سفرنا إلى النجاح.
أجرى اللقاء: كريستوف شتراك
حقوق النشر: دويتشه فيله 2019
عبد الصمد اليزيدي (43 عاما)، أمين عام المجلس المركزي للمسلمين، وخبير العلوم الإسلامية عبد المالك هباوي من مجلس الفقهاء موجودين حتى الجمعة في سريلانكا.