تناقضات شرق أوسطية.....مفاوضات وهمية وتوقعات سلبية

مع بدء المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين في واشنطن يرى مدير المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية خليل الشقاقي أن الجانب الإسرائيلي أوجد طريقة للتخلص من الضغط الأمريكي بخصوص الاستيطان وأن الطرف الفلسطيني ليس لديه ثقة في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. كما يؤكد أن ذهاب الطرفين للمفاوضات المباشرة هو مجرد محاولة لعدم إغضاب الإدارة الأمريكية. مهند حامد حاور الباحث المعروف الشقاقي في رام الله.

كيف تنظر إلى مسألة استئناف المفاوضات المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين؟

الشقاقي: الجانبان الإسرائيلي والفلسطيني يبنيان آمالا عريضة على المفاوضات؛ إلا أن الطرف الإسرائيلي أوجد طريقة للتخلص من الضغط الأمريكي بخصوص الاستيطان والطرف الفلسطيني ليس لديه ثقة في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سواء على مستوى مفاوضات مباشرة أم غير مباشرة. ولكن كل يريد الحفاظ على علاقات قويه بالإدارة الأمريكية، وهي محاولة من الطرفين لعدم إغضاب هذه الإدارة . فهذه المفاوضات مضيعة للوقت والطرف الفلسطيني معني بإظهار الحكومة الإسرائيلية الحالية على أنها تختلف عن الحكومات الإسرائيلية السابقة. فالمفاوضات مع هذه الحكومة ليس لها فائدة وهناك حاجة لإقناع العالم بهذا الطرح. ومن ثم اللجوء إلى الخطوة التالية التي قد تكون الطلب من المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية بمساعدة الطرفين بحل المشكلة من خلال التأكيد على مبادئ أساسية للحل من خلال قرار من مجلس الأمن يؤيد قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967.

المفاوضات مع نتنياهو سواء مباشرة أم غير مباشرة لن تنجح بسبب الموقف اليميني لحكومته ، والسبب الآخر أن الإدارة الأمريكية غير قادرة على الضغط على هذه الحكومة. وبدورها تتوقع النخب السياسة الفلسطينية أن الإدارة الأمريكية قد تكون الآن أكثر استعدادا من أي وقت مضى لقبول تدخل دولي للتوصل إلى تسوية تنهي الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية. غير أن الرأي العام الفلسطيني بشكل عام ليس لديه ثقة في ذلك، وهذه الخطوة قد تكون الخطوة الفلسطينية اللاحقة في حال فشل المفاوضات .

هل تشير استطلاعات الرأي التي تجرونها بين الفينة والأخرى إلى توفر شعبي واسع لدى الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي حول الإيمان بعملية السلام؟

الشقاقي: لا يجود إيمان بإمكانية نجاح عملية السلام، ولكن توجد قناعة بأن المفاوضات يجب أن تستمر بين الفلسطينيين والإسرائيليين . فالغالبية العظمى تعتقد أن عملية السلام ستفشل في إنهاء الاحتلال أو إقامة دولة فلسطينية في السنوات الخمسة القادمة على الأقل وبالتالي لا يوجد ثقة في مصداقية عملية السلام وفي قدرتها على تحقيق التسوية الدائمة للطرفين. ولكن هذا لا يعني أن الطرفين لا يؤيدان المفاوضات والتسوية السياسية. هناك فرق بين توقعات الرأي العام الفلسطيني والإسرائيلي وبين مواقفهم من المفاوضات ومن التنازلات المطلوبة للتوصل إلى اتفاق؛ فالغالبية العظمى من الجانبين تؤيد الاستمرار في المفاوضات وإن كانوا لا يتوقعون نجاحها. الرأي العام الفلسطيني والإسرائيلي على استعداد الآن من أي وقت سابق لقبول تسوية فيها تنازلات. أرى أن الرأي العام لا يعيق التوصل إلى تسوية. فهناك إمكانية لقبول حل لهذا الصراع في ظل الظروف الراهنة، غير أن الطرفين لا يعتقدان أن ذلك سيحصل.

برأيك بماذا يتمثل الحل المقبول لدى الطرفين؟

الشقاقي: الحل المقبول يبدأ بقيام دولة فلسطينية مستقلة تعيش بسلام وأمان وتعاون مع جارتها إسرائيل. ويتم من خلال هذه التسوية الدائمة إيجاد حل للاجئين وحل قضايا الأماكن المقدسة. هذا الحل يتمثل في نهاية للصراع ونهاية لمطالب الطرفين المتبادلة. الجانبان لديهم استعداد لقبول هذا الحل بغالبية كبيرة . لكن المشكلة تكمن في طبيعة التسوية المتعلقة في القدس وتسوية مسألة اللاجئين، إذ لا توجد رؤية مقبولة لدى الطرفين لحل هذه القضايا الشائكة، إلا في إطار تسوية شاملة تفضي إلى قيام دولة فلسطينية بحدود 67 ، فإن مدى التنازلات من الجانبين سيكون أكبر.

إلى أين تتجه المصالحة بين حماس وفتح ومن المسؤول عن تعطيل المصالحة وفق بحوثكم واستطلاعاتكم؟

الشقاقي: بشكل عام يميل الرأي العام الفلسطيني أكثر للثقة في حركة فتح أكثر من حماس في هذا الموضوع ، وإن كان الرأي العام غير مستعد لوضع اللوم على طرف بعينه دون غيره. وعند سؤال الرأي العام الفلسطيني من هو المسؤول عن هذا التعطيل، يأتي الجواب المباشر بأن الطرفين يتحملان مسؤولية ذلك. ولكن عندما تسأل بطريقة غير مباشرة تكتشف أن ربع الرأي العام يميل أكثر لقبول وجهه النظر القائلة بأن حماس هي المسؤولة عن هذا الأمر. سأضرب لك مثالا: عندما نسأل لو جرت انتخابات وفازت بها حماس كيف سيؤثر ذلك على فرص المصالحة، ولو فازت بها فتح كيف سوف يؤثر ذلك، نجد أن الرأي العام يميل إلى الاعتقاد بأن فرص الانقسام سوف تزداد إذا فازت حماس وفرص المصالحة سوف تتعزز بفوز حركة فتح. هذه النتيجة تكشف عن أن الرأي العام بطريقة غير مباشرة يميل إلى تحميل حماس المسؤولية عن ذلك؛ على الأقل جزء كبير يتهم حماس بتعطيل المصالحة .

هناك حضور بارز لشخصية رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور سلام فياض في المجتمع الفلسطيني مع دعم دولي وأوروبي تقابله مخاوف في حركة فتح من سلام فياض، فهل هذه المخاوف مبررة ولماذا؟

الشقاقي: حتى الآن لا يوجد سبب حقيقي للتخوف من "ظاهرة سلام فياض"، لأنها ليست واسعة الانتشار في الشارع الفلسطيني. "ظاهرة فياض" تعني أن شخصا مهنيا غير سياسي لم يشارك في بناء الحركة الوطنية أو لم يكن طرفا في حركة المقاومة الفلسطينية يمكنه أن يقود عملية بناء الدولة تحت الاحتلال. هذه الظاهرة التي تميز بها فياض ليس ظاهرة مقبولة لدى الرأي العام الفلسطيني، وبالتالي لا تزال شعبيته ضئيلة مقابل شعبية فتح وحماس. ومع هذا فقد حقق فياض نجاحات كبيرة ليس في مجال التنافس بين فتح وحماس ولكن في كسب ثقة الرأي العام الفلسطيني خاصة فيما يتعلق بموقفه من الاعتقالات السياسية. كما أن تحسن الوضع الاقتصادي والأمني يعطيان فياض نقاطا عالية لدى الرأي العام ولكن لا تجعل منه قائدا للشعب الفلسطيني وبالتالي لا مجال لخوف فتح من ظاهرة سلام فياض.

هناك مشاكل أخرى تتعلق بفتح وسلام فياض تتلخص بأن حركة فتح لا تقود عملية بناء الدولة كما ترغب، هي تقوم بدور مساعد ولكن ليست في المقدمة وهذا يعني أن حركة "فتح" الأكثر شعبية من "فياض" وحزبه يجب أن تكون صاحبة القرار وهذا بالتأكيد يغضب فتح. ولكن يجب أن لا يكون سببا لتخوف فتح، بل يجب أن تكون فتح شاكرة لفياض، فمن دونه سيستمر الوضع الأمني في التدهور لأن حركة فتح فشلت فشلا ذريعا في فرض النظام والقانون منذ انتخاب محمود عباس رئيسا للسلطة. كما فشلت في محاربة الفساد الذي نجحت حكومة فياض في محاربته، بالإضافة إلى ناحية الكفاءة في العمل، فيما فشلت حركة فتح بشكل كبير في خلق إدارة رشيدة تتميز بالمهنية.

هناك من تحدث عن عملية مقايضة البرنامج النووي الإيراني بعملية السلام، بمعنى هل الثمن هو ضرب إيران مقابل حل الفضية الفلسطينية؟ هل تؤمنون بواقعية هذا الطرح؟

الشقاقي: قد لا يكون هذا محلا للنقاش، لكن قد يكون له مصداقية من حيث الطرح وهو قد يكون سيناريو مطروحا، لكن ليس إستراتجية للتبني وإنما قد تكون واقعة قد تتبلور، بمعنى أن المشروع النووي الإيراني يخيف ليس فقط إسرائيل وإنما دول المنطقة العربية. هذا التخوف يجعل هناك هدفا مشتركا بين إسرائيل والكثير من الدول المحيطة بإيران. وإذا كان هناك ضربة توجه لإيران فإن الدول العربية المجاورة لن تكون على استعداد على الأرجح لتأييدها. كما أن الوقوف إلى جانب الولايات المتحدة أو مجرد فرض قيود على إيران من خلال مجلس الأمن ، لن تكون الدول العربية طرفا في هذه القضية ضد طهران ، ما لم تشعر أن الإدارة الأمريكية وإسرائيل قادرتان على التعامل بجدية وإيجابية مع المشاكل التي تواجه هذه الدول وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

إذاً قد يكون هناك نوع من التبادلية في مصالح الطرفين مصلحة أمريكا وإسرائيل في مشاركة الدول العربية في فرض عقوبات على إيران والانخراط بأي تبعات لهذه الإجراءات، ومصلحة الدول العربية في إنهاء الاحتلال والتقدم في عملية السلام. قد يحصل هذا الطرح كسيناريو في المستقبل وإن كان لا توجد في الوقت الراهن أطراف عربية على استعداد لأن تضع ذلك إستراتجية عمل لها. وقد لا يحدث ذلك لأن هناك مقاومة شديدة لمحاولة الربط بين محاربة إيران والتقدم في عملية السلام. فالحكومة الإسرائيلية تعتقد بأنه يجب أن لا يكون هناك ربط بالمطلق بين هذين الموضوعين؛ لأن إسرائيل لا تريد أن تشعر بأن هناك آلية للضغط عليها، ما يتطلب منها تقديم تنازلات مقابل الحصول على دعم عربي في الموضوع الإيراني.

ما الصورة التي ترسمها للمشهد السياسي الفلسطيني القادم وما هي السيناريوهات المحتملة لذلك؟

الشقاقي: على الأرجح المفاوضات لن تكون قادرة على إحداث تغيير جوهري على الوضع الفلسطيني الإسرائيلي وربما يعمد الفلسطينيون خلال السنتين القادمتين إلى البحث عن بدائل، مثل اللجوء إلى المنظمات الدولية، بشكل خاص لمجلس الأمن للحصول منه على اعتراف بدولة فلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس. هذا الموقف عبّر عنه الاتحاد الأوروبي، لكن الولايات المتحدة تعارضه وقد تستمر في هذا الموقف. وعلى الأرجح لن تسمح واشنطن لمجلس الأمن باتخاذ قرار تكون إسرائيل معارضة له بشدة. ولذا قد يجد الطرف الفلسطيني أن خيار التفاوض غير وارد، وقد يلجأ الى خيارات أخرى من بينها إعلان أحادي الجانب لإقامة دولة فلسطينية أو اللجوء إلى المقاومة اللاعنفية. باعتقادي أن هذين الخيارين لن ينجحا في تغيير الوضع وربما بعد كل هذا سنجد أنفسنا أمام انتفاضة جديدة .

أثارت نتائج دراستكم قبل فترة حول استعداد معظم اللاجئين للتنازل عن حق العودة مقابل التعويض المادي جدلا كبيرا. هل هذا مدخل براغماتي للتعامل مع قضية للاجئين؟

الشقاقي: لم يسبق أن خلصت أي دراسة أو استطلاع رأي أجريناه إلى تخلي اللاجئين عن حق العودة مطلقا وأن الغالبية العظمى من اللاجئين تصر على حق العودة ولا تقبل التخلي عنه . 95 في المائة من اللاجئين في استطلاع الرأي الذي أجريناه من قبل أصروا على حق العودة. ولكن ما تقصده أنه في حالة حصول اللاجئين على حقهم الكامل في العودة وأعطوا حق الاختيار ما بين الإقامة في دولة فلسطينية أو في إسرائيل أو الدول التي يعيشون بها حاليا ، فإن الغالبية العظمى منهم تفضل السكن في دوله فلسطينية أو في الدول المستضيفة. كما أن ان نسبة الراغبين في السكن في إسرائيل لا تتجاوز 10 في المائة.

هذا ليس موقف تفاوضي هو رأي 4500 أسرة لاجئه أجريت معها المقابلات في كافة المناطق التي يتواجد فيها اللاجئون. طبعا كان هناك فروقات ما بين كل دولة وأخرى، إلا أن الكل يجمع على ضرورة اعتراف إسرائيل في حقهم المبدئي؛ الحق الأخلاقي والسياسي في العودة. أما كيفية سلوك اللاجئين بعد الحصول على حقهم فهذا أمر يرتبط بهم. المطلوب من المفاوضين من الطرفين التوصل إلى اتفاق يعترف بحق اللاجئين في حق العودة ويعطيهم حق الاختيار في حال حصول ذلك.

ما تقييمكم لدور الاتحاد الأوروبي في عملية السلام؟

الشقاقي: الاتحاد الأوروبي يلعب دورا ثانويا في عملية السلام. فهو يقوم بدور اقتصادي في الدرجة الأولى ودوره السياسي محدود. اللاعب الأساسي الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يسلم بذلك وحتى عندما كانت الولايات المتحدة غير راغبة في التقدم بأي شكل في عملية السلام، لاسيما بعد ما حصل بعد انتخاب الرئيس بوش، فإن الاتحاد الأوروبي لم يفعل شيئا جديا لتغيير هذا الواقع. المشكلة الأساسية في الاتحاد الأوروبي أنه لا يمثل دولة واحدة وإنما مجموعة دول بكافة الاختلافات الجوهرية بينها، ما يجعل من الصعب أو المستحيل أن يوجد إجماع حول هذا الموضوع بشكل يؤدي إلى اتخاذ مواقف حاسمة. الإجماع الوحيد هو على القضايا الهامشية والتي وسبق وأن وافق عليها معظم الأعضاء. لكن هذا لا يعني أن الاتحاد لم يتخذ خطوات شجاعة بين الفينة والأخرى، فقد اتخذ موقفا متقدما بموضوع الاعتراف في القدس الشرقية عاصمة فلسطينية مستقبلية.

الاتحاد الأوروبي لا يقوم بأي خطوات عملية أو فعلية لاستخدام النفوذ السياسي أو الاقتصادي على إسرائيل أو على السلطة الفلسطينية. لم ينجح في السابق في دفع السلطة الفلسطينية إلى محاربة الفساد أو فرض النظام أو القانون أو خلق مؤسسات قوية وفاعلة؛ أي خلق نظام ديمقراطي. ولم ينجح في أي وقت بتغيير سياسة إسرائيل بالنسبة لحصار غزة أو انسحاب إسرائيل الأحادي الجانب من قطاع غزة أو بناء الجدار ولم يتخذ موقفا موحدا من مقاطعة منتجات المستوطنات رغم أن هذا موضوعا اقتصاديا سهل التعامل معه. المشكلة تكمن في عدم قدرته على اتخاذ خطوات شجاعة تحظى بإجماع دول الاتحاد كافة.

أجرى الحوار: مهند حامد
مراجعة: هشام العدم
حقوق النشر: قنطرة 2010

خليل الشقاقي يعمل مديرا للمركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية ويعد من أهم المحللين والمراقبين السياسيين في الشرق الأوسط ويكتب لعدد من الصحف العالمية المرموقة.

قنطرة

تعليق كريستيان شتيرتسينك:
الصراعات الفلسطينية الداخلية
احتجاجات غي غزة على المواجهات المسلحة بين الفلسطينيين يحذر مدير مؤسسة هاينريش بول الألمانية من تعليق آمال كبيرة على تشكيل حكومة فلسطينية موحدة التي قد تستطيع في أحسن الأحوال خلق فترة هدوء في الخلافات الفلسطينية الداخلية.

إمكانيات قيام الدولة الفلسطينية المستقلة:
الأراضي الفلسطينية من دون رؤية مستقبلية
عقدت مؤسسة هاينريش بول الألمانية ندوة في برلين تحت عنوان "التحوّل الفلسطيني"، وفي هذه الندوة تبادل الخبراء المشاركون الآراء حول تاريخ الفلسطينيين منذ قيام دولة إسرائيل في العام 1948 وأفاق التوصل إلى تسوية سلمية تفضي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة. بيتينا ماركس تلقي الضوء على بعض محاور هذه الندوة.

إسرائيل والسياسة الأمريكية الخارجية:
"يجب حماية إسرائيل من قوّتها"
يرى عالم الاجتماع الإسرائيلي ليف غرينبيرغ أنَّ الساسة الإسرائيليين طالما نظروا بسياساتهم إلى الولايات المتَّحدة الأمريكية ولهذا السبب بدأت الحرب الإسرائيلية على غزة في فترة اقتراب تنصيب باراك أوباما رئيسا للولايات المتحدة. والآن توجب عليه الضرورة القصوى أن يحمي إسرائيل من قوَّتها.