الأزمة السوريّة في خطاب أوباما الوداعي
يقول الرئيس الأمريكي أوباما: «الوضع في سورية يبقى هاجساً يلاحقني. معرفة أن مئات آلاف الأشخاص قتلوا والملايين نزحوا، ذلك كله يحملني على التساؤل عما كان في وسعي أن أفعله في صورة مغايرة خلال السنوات الخمس أو الست الأخيرة». وأضاف أمام القمة في شأن اللاجئين: «لسنا موحّدين كما ينبغي أن نكون في الضغط من أجل وقف هذا العنف».
من يقرأ هذا الكلام ويستمع إليه، سيظن أن المتحدث هو رئيس «كاريتاس» أو الصليب الأحمر الدولي، وليس رئيس الولايات المتحدة الأميركية، رئيس الدولة العظمى المتدخلة في جميع شؤون العالم. يحتاج كلام أوباما الأخير، وقبله كل مسلك الولايات المتحدة تجاه الأزمة السورية، الى إعادة قراءة موضوعية. يصف محللون أوباما بالمتردد في اتخاذ القرارات المصيرية، ويحسب بدقة تكلفة أي قرار على موقع الولايات المتحدة والكلفة التي ستدفعها، خصوصاً إذا كان الأمر يتعلق بالتدخل العسكري المباشر.
وفي استعادة لسلوك أوباما على امتداد الخمس سنوات الماضية، أظهر وعوداً وانتكاساً عنها. بدت تصريحاته في بداية الانتفاضة مركّزة على ضرورة رحيل الأسد عن السلطة، وبكلمات جازمة. تبعها تهديدات أميركية بأن استخدام النظام السوري الأسلحة الكيماوية سيرتب على الولايات المتحدة استعمال العنف ضد النظام. وعندما استخدم النظام هذا السلاح، عقد أوباما صفقة مع روسيا تقضي بتدميره، وتبخر التهديد بمعاقبة الأسد.
[embed:render:embedded:node:20894]