زلزال تركيا: طلاب عرب يساعدون المنكوبين

بعد أيام على الزلزال القاتل الذي ضرب جنوب تركيا، يأخذ التضامن منحاه الطبيعي. في غازي عنتاب، عبد العزيز، أحمد علي، ياسر، مصطفى، كلهم طلاب أجانب، يشاركون في تقديم المساعدات للناجين، معتبرين ذلك واجبا نحو بلد وقعوا في حبه.

"هذا واجب مساعدة الآخرين في هذه المحنة". أحمد علي لم يكن بحاجة إلى التفكير للقيام بذلك. فعندما اهتزت الأرض بغازي عنتاب التركية في 6 فبراير/ شباط، تجند هذا المصري، الحامل لشهادة في الهندسة الميكانيكية حديثا، برفقة أصدقائه من الطلاب الأجانب في الحين، لحمل المساعدات للذين لم يكونوا يملكون أي شيء.

"البعض أتى من مصر، وآخرون من الأردن، وسوريا أو العراق"، يقول عبد العزيز، الطالب الفلسطيني في الهندسة الميكانيكية، البالغ من العمر 23 عاما. بعد الزلزال، قررنا مساعدة الجميع، سواء كانوا أتراكا أو عربا".

إلى جانب ياسر، العراقي، ومصطفى، الطالب السوري في طب الأسنان، اللذين التقى بهما في ملجأ جامعة غازي عنتاب، انطلق عبد العزيز وصديقاه في عملية تقديم المساعدات الغذائية منذ اليوم الأول، البعض منها تشترى من مالهم الخاص والبعض الآخر يقدمها تجار أو السلطات التركية.

"المطاعم تقدم لنا الحساء مجانا"، يلفت عبد العزيز. "نقوم بدوريات حسب ما يمنح لنا، في بعض الأحيان كل يوم".

 

A #Gaziantep, des étudiants étrangers se mobilisent pour aider la population. Ici, en servant de la chorba dans une école #seismes #Turquie #earthquaketurkey @juliettemntlly @France24 pic.twitter.com/YVLoXWD1Ft

— Assiya Hamza (@Missiya) February 10, 2023

 

"شربة شربة"

 

يرافق هذه المجموعة في الوقت الحالي أصدقاء أتراك: هليل وخطيبته غولير. على متن سيارتين ينطلقون للتحرك عبر غازي عنتاب. المحطة الأولى، المدرسة العراقية الخاصة "دار السلام" التي تستقبل 25 أسرة.

يتحرك الطلاب بسرعة. يجب تقديم الحساء ساخنا. مصطفى وياسر يحضران أواني من الكارتون، أحمد علي يقدمها لعبد العزيز الذي يملؤها بإناء بلاستيكي وردي اللون.

 

 

Abdelaziz, Halil, Yassir, Mustafa, Ahmed Ali et Güler viennent récupérer l’aide publique à distribuer à #Gaziantep #seismes #Turquie #earthquaketurkey @FRANCE24 pic.twitter.com/RicRiuxBJO

— Assiya Hamza (@Missiya) February 10, 2023

 

"شربة، شربة"، يصيح هليل وهو يقرع بعض الأبواب في الطابق السفلي. فيخرج آباء وأطفال، ليختفوا بعد أن يأخذوا نصيبهم من الحساء.

"أنا وحيد هنا. يجب القليل من الإنسانية. هناك الكثير من النساء هن في حاجة إلى مساعدتنا"، يقول عبد العزيز الذي استقر منذ خمس سنوات في عازي عنتاب. أسرته كانت ستزوره من الأردن عندما اهتزت الأرض.

 

تبرعات من العوام وأخرى من جيوبهم

 

حان الوقت لجمع كل شيء. لا يجب أن يبرد الحساء. حدائق، باحات العمارات السكنية، دار للأيتام سورية... المتطوعون ينتظرهم الكثير من العمل. في السيارة الألمانية الصنع السوداء، هليل وغولير يتمازحان بين مكالمة وأخرى.

"لدينا قوائم للأشخاص الذين نكلمهم لمعرفة احتياجاتهم بالضبط، لنوصلها لهم فيما بعد"، تفسر أستاذة الرياضيات وهي تعطي لهليل رقم تلفون جديد.

ماكارون، حفاضات الأطفال، بطانيات...الأسر بحاجة لكل شيء. الطاقمان يتوقفان في مركز مؤتمرات المدينة للحصول على المواد المقدمة من قبل الدولة. "جزء من المساعدات ممولة من طرفنا لكن البقية تأتي من الحكومة"، يوضح عبد العزيز حيث يصرف كل سنتيم في هذا الغرض.

 

لمتابعة ريبورتاج فرانس 24  حول الطلبة العرب الرجاء النقر هنا...

 

 

المزيد من المقالات حول زلزال تركيا وسوريا:

"كأنه يوم القيامة".. هكذا وثق نشطاء دمار زلزال تركيا وسوريا!

ريبورتاج: متضررون من زلزال تركيا يتخذون من سياراتهم ملاجئ خشية انهيار منازلهم

أسوأ زلازل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: من تركيا وإيران شرقا إلى الجزائر والمغرب غربا