"عسكر طيبة" وراء أحداث "سبتمبر الهندية"؟

دأب الجيش الباكستاني على مدى سنوات طويلة على دعم جماعات باكستانية تتسم بالتشدد والتطرف لتوظيفها ضد الهند. واحدى هذه الجماعات جماعة "عسكر طيبة"، حيث يشار إليها بأصابع الاتهام بالوقوف وراء هجمات مومباي الإرهابية. يوخين فوك يلقي نظرة على هذه الجماعة ودورها المحتمل في هذه التفجيرات.

دأب الجيش الباكستاني على مدى سنوات طويلة على دعم جماعات باكستانية تتسم بالتشدد والتطرف لتوظيفها ضد الهند. واحدى هذه الجماعات جماعة "عسكر طيبة"، حيث يشار إليها بأصابع الاتهام بالوقوف وراء هجمات مومباي الإرهابية، عاصمة الهند الاقتصادية. يوخين فوك يلقي نظرة على هذه الجماعة ودورها المحتمل في هذه التفجيرات.

نشأت في بداية فترة التسعينيات جماعة "عسكر طيبة" كجيش عسكري خاص بمركز قرآني سنِّي متطرِّف يقع في موضع ليس ببعيد عن مدينة لاهور. وكان أفراد هذه الجماعة يمارسون نشاطاتهم في البداية في أفغانستان ثم في منطقة كشمير - إذ كانت تتلقَّى الدعم من الجيش وجهاز المخابرات الباكستانيين، حيث كان يتم وبشكل مكشوف جمع الأموال لها وتجنيد المقاتلين.

وتم بعد هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001 حظرها رسميًا في عام 2002 من قبل رئيس الوزراء الباكستاني الأسبق برويز مشرف. وكذلك اعتبرتها هيئة الأمم المتَّحدة والولايات المتَّحدة الأمريكية والاتِّحاد الأوروبي منظمة إرهابية خطيرة. ولكن من المفترض أنَّ جماعة "عسكر طيبة" ما تزال موجودة تحت اسم آخر.

تركيز محقِّقي شؤون الإرهاب الهنود على باكستان

ودائمًا يرد في الهند اسم هذه الجماعة عندما تستعر نيران الإرهاب؛ على سبيل المثال عندما قام في عام 2001 إرهابيون باقتحام البرلمان الهندي في نيودلهي، الأمر الذي كان سيتسبَّب تقريبًا في إحداث حرب بين الهند وباكستان اللتين تمتلكان أسلحة نووية - أو عندما لقي نحو مائتي شخص حتفهم في شهر تموّز/يوليو من عام 2006 في الاعتداءات التي وقعت على قطارات محلية في مدينة بومباي، إذ دعا في آخر المطاف زعيم هذه الجماعة، حافظ محمد سعيد في التسعينيات إلى مدّ الجهاد، أي الحرب المقدَّسة، من منطقة كشمير إلى جميع أرجاء الهند.

والآن تأكَّدت على الفور السلطات الهندية من أنَّ مصدر هذه الهجمات الإرهابية هو الباكستان، حيث تم تدريب الإرهابيين. وحتى أنَّ رئيس الوزراء الهندي، مانوهان سينغ لم يضطر إلى ذكر اسم هذا البلد - على الرغم من أن الجميع يعلمون مَنْ هو المقصود بذلك. فقد تحدَّت عن "صلات أجنبية" للإرهابيين الذين تم "تخطيط وتنفيذ" اعتداءاتهم بصورة دقيقة.

وتحدَّث بشكل أوضح خبير الشؤون الأمنية الهندي، أنيل بهات Anil Bhat الذي اتَّهم بشكل مباشر "مؤسسة الباكستان العسكرية" بالمسؤولية عن هذه الاعتداءات الإرهابية. ولا يتحتَّم - حسب قوله - على جهاز المخابرات الباكستاني ISI المجيء بأفراده إلى الهند؛ "فقد كان لديهم نحو ثلاثة عقود من الزمن من أجل تأسيس مجموعات تقريبًا في جميع أجزاء الهند".

أما وزير الخارجية الباكستاني، شاه محمود قريشي فقد أعرب عن استيائه، إذ نفى نفيًا قاطعًا أنَّه توجد في يومنا هذا معسكرات تدريب للإرهابيين في بلاده. وقال إنَّ الباكستان تنتهج "سياسة تعاون" مع الهند.

ما هو الدور الذي يلعبه تنظيم القاعدة؟

ولا يتَّضح إذا كانت جماعة "عسكر طيبة" ترتبط بعلاقات مع شبكة تنظيم القاعدة الإرهابية العالمية وما نوع هذه العلاقات. وتشير إلى ذلك جذورهما المشتركة في أفغانستان ونوع الاعتداءات والطرق اللوجستية لتنفيذها. ويدعم هذا الاعتقاد عضو مجلس النوّاب الألماني وعضو المجموعة البرلمانية الألمانية الهندية، سيباستيان إداتي Sebastian Edathy.

وبحسب رأيه فإنَّ الاعتداءات الإرهابية التي تعرَّضت لها مومباي تشير "من دون شكّ إلى تنظيم القاعدة". فمنفِّذو اعتداءات مومباي كانوا مهتمين مثلما هي الحال لدى تنظيم القاعدة "بإحداث أكبر قدر ممكن من الأضرار وبتركيز أكبر قدر ممكن
من الاهتمام على ما يريد فعل الإرهابيون".

كذلك يرى الخبير بشؤون الهند، كريستيان فاغنر Christian Wagner من مؤسسه العلوم والسياسة في برلين أنَّ توجيهات أسامة بن لادن تكمن خلف كلِّ ذلك. ففي آخر المطاف "أعلن تنظيم القاعدة قبل بضعة أعوام الحرب على الهند وأثار مرارًا وتكرارًا الانتباه إليه من خلال سلسلة من الاعتداءات"، حسب قول الخبير كريستيان فاغنر. ومن الممكن أنَّ هجمات مومباي تظهر - حسب قول كريستيان فاغنر - "نوعية جديدة وأبعادًا جديدة في الاعتداءات الإرهابية"، وذلك لأنَّه من المحتمل أن يكون تجنيد مسلمين هنود في هذه الشبكة الإرهابية قد لقي نجاحًا.

يوخين فوك
ترجمة: رائد الباش
دويتشه فيله 2008

قنطرة

هجمات مومباي:
تطوّر نوعي في عمليات الإرهاب الدولي؟
أدَّت سلسلة الهجمات التي تعرَّضت لها مدينة مومباي الهندية إلى شلِّ الحياة العامة في هذه العاصمة الاقتصادية. والآن لا بدّ من مقارنة هذا الخطر الذي نجم عن هذه الاعتداءات بهجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001، حسب رأي المعلق توماس بيرتلاين.

باكستان والحرب على الإرهاب:
بلد على شفير الهاوية
لم تؤدِ "الحرب على الإرهاب" التي يتم خوضها بطريقة سيّئة إلى تأجيج نار التطرّف في باكستان وحسب، بل صارت تهدّد الآن أيضًا بتمزيق هذا البلد الذي يعاني أصلا من اضطرابات سياسية ومشكلات أمنية، حسب رأي أحمد رشيد في التعليق التالي.

سياسة برويز مشرف في سيرة ذاتية:
"على خط النار"
الرئيس الباكستاني برفيز مشرف صدرت مؤخراً ترجمة السيرة الذاتية لبرويز مشرف الى اللغة الأوردية. الملفت للنظر في هذه النسخة هو حذف بعض التعليقات التي تضمنتها النسخة الانكليزية، مثل تسليمه بعض المتهمين بالارهاب لأميركا بدون حكم صادر ضدهم مقابل مكافآت مالية. تقرير كتبته عطيلة إفتخار.