هل ينزع العراق فتيل التوتر بين السعودية وإيران؟
أكّد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي يوم السبت 28 / 08 / 2021 أن العراق ماضٍ بدوره في تعزيز التنمية المستدامة، وترسيخ التهدئة والاستقرار الإقليميين بما يخدم حاضر جميع شعوب المنطقة، ومستقبلها في التعايش السلمي المشترك.
وقال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي يوم السبت في كلمة خلال افتتاح مؤتمر قمة بغداد للتعاون والشراكة، إن العراق يرفض استخدام أراضيه منطلقا للصراعات الإقليمية الدولية.
وأضاف أن "انعقاد مؤتمر بغداد يجسد رؤية العراق لضرورة التعاون، وأن الإرهاب لن يجد له موضع قدم في العراق".
وتابع أن "العراق واجه تحديات خطيرة .. وأن هذا المؤتمر هو رسالة دعم للعراق ويعقد في ظرف حساس وتاريخي".
وقال إن "العراق يسعى لإقامة أفضل العلاقات وعدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول أو منطلقا للاعتداء على الآخرين".
وأضاف أن "العراق أحد مرتكزات الاستقرار وقطعنا شوطا في عمليات إعادة الإعمار والتهيئة لإجراء الانتخابات المقبلة".
وذكر وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، في كلمة له خلال مؤتمر قمة بغداد للتعاون والشراكة يوم السبت أن "الروابط بين السعودية والعراق تاريخية" مشيرا إلى أن "هناك تطورا كبيرا اليوم في العراق".
وأضاف "نحن ندعم العراق ومستمرون في دعم أمن واستقرار العراق لتحقيق المصالح المشتركة، وتكثيف التعاون في مجالات الطاقة والربط الكهربائي وتطوير المعابر الحدوية".
وقال إن "السعودية تدعم الحكومة العراقية والسعي لتحقيق الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب، وسنستمر في مواجهة خطر التطرف والإرهاب ومواجهة داعش والسيطرة على السلاح المنفلت".
وتابع" مستمرون بالتنسيق مع العراق لمواجهة خطر الإرهاب والتطرف، ونتطلع للعمل مع أخواتنا في العراق لتحقيق التعايش السلمي وأن العراق قادر على تحقيق الازدهار وسندعم العراق"
وقال وزير خارجية إيران أمير عبداللهيان في كلمته أمام قمة بغداد للتعاون والشراكة يوم السبت "نعمل على توفير منطقة آمنه وحرة والعراق يلعب دورا هاما فى المنطقة، ونعمل على دعم العملية السياسية فى العراق".
وقال إن العراق بحاجة إلى الإعمار وتنظيم التعاون في المنطقة ونحن ندعم أمن واستقرار العراق في المنطقة، وأن مستوى التعاون وصل أكثر 300 مليار دولار عبر ممرات للتبادل التجاري تعكس للروابط المتجذرة بين البلدين، في مجالات الكهرباء والغاز والمبادرات التجارية.
وقال إن العراق تضرر كثيرا من الجماعات الإرهابية وأن الشعب العراقي الذى تحرر من الإرهاب بحاجة إلى تعاون الجميع، وان إيران سارعت إلى مد يد العون للعراق لمواجهة الإرهاب لأن العراق تضرر كثيرا من الجماعات الإرهابية".
وأضاف أن أمريكا ارتكبت جريمة كبيرة في اغتيال أبو مهدي المهندس وقاسم سليماني وعلى دول المنطقة دعم جهود العراق في تحقيق الأمن والاستقرار للعراق.
وقال نريد تحقيق السلام عبر الحوار في المنطقة عبر الثقة المتبادلة لدول المنطقة، وتحقيق سياسة حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لتحقيق الأمن المستدام والتنمية المستدامة.
وأوضح أن طهران تؤكد استمرار مساعدتها للعراق وأن تحقيق الأمن لايتم الا من خلال الثقة المتبادلة بين دولها، وأن التدخل الاجنبي لايخدم المنطقة وضرورة خروج القوات الأجنبية من العراق، وإجراء الانتخابات البرلمانية لأنها ركيزة الاستقرار فى العراق".
قمة في بغداد لقادة من الشرق الأوسط وماكرون لمناقشة قضايا أمنية ودبلوماسية
والتقى عدد من قادة الشرق الأوسط والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في بغداد يوم السبت 28 / 08 / 2021 في قمة يستضيفها العراق، الذي يريد من جيرانه التحاور مع بعضهم البعض بدلا من تصفية الحسابات على أراضيه.
والعلاقات في المنطقة متوترة بشكل رئيسي بسبب العداء بين إيران من جهة والولايات المتحدة وحلفائها الخليجيين من جهة أخرى.
وقال المنظمون إنهم لا يتوقعون إحراز أي تقدم دبلوماسي كبير خلال القمة. وقال مسؤول في الحكومة العراقية "سيكون جعل هذه الدول تجلس حول الطاولة إنجازا كافيا".
ومن بين قادة الدول المشاركين في القمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وماكرون. وأوفدت الكويت والإمارات رئيسي حكومتيهما بينما أرسلت تركيا وزير خارجيتها.
وتهدف زيارة ماكرون إلى العراق على مدى يومين إلى دعم الحوار الإقليمي والالتقاء بالقادة السياسيين العراقيين وزيارة القوات الخاصة الفرنسية المشاركة في القتال المستمر ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.
وإيران والسعودية متنافستان على النفوذ في المنطقة منذ زمن بعيد. واستأنف البلدان المحادثات المباشرة في العراق في أبريل نيسان هذا العام، لكن لم يتم التوصل إلى نتيجة تذكر حتى الآن.
وقال مسؤولون إيرانيون إنهم يركزون أكثر على نتيجة المحادثات في فيينا مع القوى الغربية بشأن برنامج إيران النووي والعقوبات الدولية.
وقال مسؤول إيراني لرويترز قبيل قمة بغداد "الاجتماع في العراق... يركز فقط على العراق وكيف يمكن لدول المنطقة التعاون لمساعدة العراق".
ودفع التوتر بين الولايات المتحدة وإيران الشرق الأوسط إلى شفا الحرب بعدما قتلت الولايات المتحدة في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب القائد العسكري الإيراني الكبير قاسم سليماني في ضربة بطائرة مسيرة عند مطار بغداد في عام 2020.
وشنت فصائل مسلحة مدعومة من إيران هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ على القوات الأمريكية المتمركزة في العراق، كما هاجمت السعودية بطائرات مسيرة.
وأشارت السعودية بأصابع الاتهام في الهجمات على منشآتها النفطية إلى إيران الأمر الذي تنفيه طهران.
سعي عراقي لنزع فتيل التوتر الإقليمي
ويأمل العراق من خلال المؤتمر في الحصول على دعم لاستعادة الاستقرار الأمني والاقتصادي وتعزيز دوره الإقليمي.
وفيما تقول بغداد إن المؤتمر لا يهدف لبحث "القضايا الخلافية" في المنطقة، لكنها تسعى من خلاله إلى "نزع فتيل التوتر" بين طهران والرياض اللتين قطعتا علاقاتهما الدبلوماسية منذ العام 2016، وفق ما ذكر مستشار لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.
واستضافت بغداد في الأشهر الأخيرة لقاءات مغلقة بين ممثلين عن القوتين الإقليميتين. ويرى الباحث في مركز "تشاتام هاوس" ريناد منصور أنها تسعى للتحوّل من موقع "المرسال" إلى "محرّك" للمحادثات بين إيران والسعودية.
ومن المقرر أن يتمثل البلدان بوزيري خارجيتهما في المؤتمر الذي يضمّ أيضاً الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والملك الأردني عبدالله الثاني. ودعي أيضاً الرئيس التركي رجب طيب إردوغان للمشاركة، لكن لم يتأكد حضوره بعد. كما تلقت كل من قطر والإمارات والكويت دعوات للمشاركة.
وعلاقة العراق مع جارته الكبرى إيران مطروحة للنقاش في المؤتمر. فهي تمارس نفوذاً على عدد من الفصائل المنضوية في الحشد الشعبي العراقي الذي تأسس في العام 2014 لقتال تنظيم الدولة الاسلامية، وبات مذاك جزءا من القوات الأمنية الرسمية، لكن يُتهم بأنه يقف خلف اغتيال وخطف عدد من الناشطين المناهضين للنظام.
وفي بلد لا يزال يعاني من أزمة اجتماعية واقتصادية تنعكس نسبةَ بطالة مرتفعة ونقصاً في الطاقة والكهرباء وحاجةً إلى استثمارات في مجالات عدة، لا سيما البنى التحتية التي أنهكتها عقود من الحروب، أشار وكيل وزارة الداخلية نزار الخير الله في مؤتمر صحافي عقده أخيرا، الى أن المؤتمر يتناول قضايا "التعاون والتكامل الاقتصادي بين العراق والشركاء والأشقاء".
العراق يسعى لتخفيف العداء بين إيران والسعودية في قمة تستضيفها بغداد
ودعا العراق إيران وخصومها من دول الخليج العربية لحضور قمة في بغداد بهدف تهدئة التوترات التي دفعت بالجانبين إلى حافة الصراع الصريح في السنوات الأخيرة.
ويقول مسؤولون إن الاجتماع، الذي يبحث الحرب الدائرة في اليمن وانهيار لبنان وأزمة المياه على مستوى المنطقة، ربما يخطو خطوة صوب تقارب سعودي إيراني رغم أن الدولتين لم تعلنا على الفور مستوى تمثيلهما في الاجتماع.
وكانت التوترات بين السعودية وإيران قد تزايدت بعد اعتداء وقع عام 2019 على منشآت نفطية سعودية أدى إلى توقف نصف الإنتاج النفطي السعودي لفترة وجيزة. وحملت الرياض إيران مسؤولية الهجوم غير أن طهران نفت صحة هذا الاتهام.
ويؤيد كل من البلدين طرفا مختلفا في الحرب الدائرة في اليمن وقد قطعا العلاقات في 2016 لكنهما استأنفا المحادثات المباشرة في العراق في أبريل نيسان الماضي 2021.
وتشعر السعودية بالقلق من إحياء إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن المحادثات النووية التي قد تفضي إلى تخفيف العقوبات المفروضة على طهران وترى في التواصل وسيلة لاحتواء التوترات دون التخلي عن مخاوفها الأمنية من الهجمات التي تحمل مسؤوليتها لإيران وحلفائها.
وكان المسؤولون العراقيون يأملون في أن يحضر الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي الذي ينتمي لغلاة المحافظين الاجتماع المنعقد يوم السبت 28 / 08 / 2021 وتوقعوا حضور وزراء من دول خليجية من بينها السعودية والإمارات.
وقال مسؤول مقرب من رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي "حتى إذا جمعنا وزراء الخارجية على طاولة واحدة فمن الممكن أن يعتبر ذلك انفراجا لإنهاء التوترات بين الإيرانيين وعرب الخليج".
المحادثات المباشرة: وقال سياسي مقرب من رئيس الوزراء إن العراق الذي استضاف اجتماعات خاصة بين مسؤولين سعوديين وإيرانيين في وقت سابق من العام الحالي 2021 تلقى "إشارات إيجابية" من طهران ودول الخليج تفيد باستعدادها لمزيد من المحادثات المباشرة.
وقالت ثلاثة مصادر إقليمية أخرى إنها تتوقع جولة أخرى من المباحثات المباشرة بين المسؤولين الإيرانيين والسعوديين على هامش القمة لكن المصادر لم تتوقع تحقيق انفراجة.
وقال أحد المصادر وهو مسؤول إيراني رفيع "لقد رحبنا دوما بتحسين العلاقات مع دول المنطقة مثل السعودية وهذه أولوية في السياسة الخارجية للرئيس رئيسي. ولدي شكوك كبيرة فيما إذا كان ذلك سيحدث في العراق الأسبوع المقبل".
وبدأت الرياض وطهران المباحثات المباشرة في أبريل نيسان 2021 لاحتواء التوترات بينما أجرت القوى العالمية مفاوضات لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع إيران.
وتعارض السعودية وحلفاؤها هذه المفاوضات لأنها لا تتناول برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية والجماعات الإقليمية التي تعمل لحسابها.
وقد قالت السعودية إنها تريد أفعالا يمكن التحقق منها من إيران. وفي وقت سابق من الشهر الجاري قال الأمير فيصل بن فرحان آل سعود وزير الخارجية السعودي إن إيران ازدادت جرأة وإنها تتصرف بطريقة سلبية في الشرق الأوسط بما في ذلك اليمن ولبنان وفي بحار المنطقة.
ومن الممكن تكثيف هذه الجهود إذ تنظر دول الخليج العربية، التي تعتمد على واشنطن منذ أمد بعيد في ضمان أمنها، بعين القلق لتجدد المحادثات النووية مع طهران والنهاية الفوضوية للحرب في أفغانستان.
وحتى الآن كانت الكويت هي الدولة العربية الوحيدة التي أكدت مشاركتها وأنها سترسل رئيس وزرائها.
وتم توجيه الدعوة أيضا لمصر والأردن لحضور اجتماع بغداد مع تركيا والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وقالت مجموعة الأزمات الدولية في تقرير نشر يوم الثلاثاء 24 / 08 / 2021 إن "احتمالات نشوب صراع إقليمي -واقترانها بتصور السعوديين والإماراتيين أنه لا يمكن التعويل على واشنطن- دفعتهم للسعي إلى تهدئة محدودة تكتيكية ثنائية مع طهران".
انطلاق وقائع قمة بغداد للتعاون والشراكة بمشاركة دولية واسعة
وانطلقت في بغداد ظهر يوم السبت 28 / 08 / 2021 وقائع مؤتمر قمة بغداد للتعاون والشراكة بمشاركة 9 دول عربية وأجنبية ومنظمات عربية ودولية.
ومن المشاركين في القمة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ملك الأردن وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس الوزراء الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح ونائب رئيس الدولة رئيس وزراء دولة الإمارات العربية المتحدة محمد بن راشد آل مكتوم ووزراء خارجية كل من السعودية وتركيا وإيران والأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف وممثلين عن الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة ودول العشرين والاتحاد الأوروبي.
وبحسب مصادر عراقية فإن المؤتمر يناقش ملفات تتعلق بتوسيع الشراكة الاقتصادية ومكافحة الإرهاب ودعم مشاريع إعادة الإعمار في العراق وتوسيع التعاون بين العراق ودول الجوار.
وأعلنت السلطات الأمنية عن تطبيق خطة أمنية لتأمين عملية انعقاد مؤتمر القمة ونشرت قوات عسكرية وأمنية في جميع الطرق التي ستمر بها مواكب ضيوف العراق من دون تطبيق إجراءات حظر التجوال.
وزينت شوارع بغداد بأعلام الدول المشاركة في مؤتمر قمة بغداد للتعاون والشراكة.
ووصل إلى بغداد يوم السبت 28 / 08 / 2021 الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف للمشاركة في أعمال قمة بغداد للتعاون والشراكة.
كما وصل إلى بغداد يوم السبت وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان ليرأس وفد بلاده إلى قمة بغداد للتعاون والشراكة.
وانطلقت في بغداد يوم السبت قمة بغداد للتعاون والشراكة بمشاركة 9 دول غالبيتها دول الجوار الإقليمي ومنظمات عربية ودولية.
وبحسب مصادر عراقية فإن المشاركين فى القمة يناقشون ملفات تتعلق بتوسيع الشراكة الاقتصادية ومحاربة الإرهاب، ودعم مشاريع إعادة الإعمار في العراق وتوسيع التعاون بين العراق ودول الجوار.
وتضم قائمة البلدان المشاركة كل من السعودية والكويت ومصر والأردن وقطر والإمارات وإيران وتركيا وفرنسا، إضافة إلى ممثلين عن الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة ودول مجموعة العشرين والأمين العام لجامعة الدول العربية.
المؤتمر الإقليمي في بغداد بحضور ماكرون تطغى عليه أيضا تطورات أفغانستان
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال كلمة في افتتاح مؤتمر قمة بغداد للتعاون والشراكة يوم السبت 28 / 08 / 2021 إن "العراقيين قاتلوا الإرهاب قبل كل شيء، ونحن هنا إلى جانبكم في التعاون لإجراء الانتخابات المقبلة التي ستكون مرحلة جديدة للعراق".
وأضاف ماكرون أن "هذا المؤتمر مهم وهو بمثابة جسر لمكافحة الإرهاب وتحقيق الاستقرار، ومواجهات الاحتكاك الطائفي والعرقي وتحقيق الأمن الاقتصادي".
وقال إن العراق يجب أن يلعب دوره كاملا في الحفاظ على السلم والاستقرار من خلال التنسيق مع دول المنطقة، وتجاوز الخلافات من خلال العمل على مكافحة الارهاب.
وأضاف أن "كل من يقاتل الإرهاب هو شقيقنا ونؤكد استمرار دعم فرنسا للعراق وتنسيق الجهود لمكافحة الإرهاب وتطوير الجوانب الاقتصادية والبنى التحتية، ونحن مستعدون من ناحية التمويل وإقناع المجتمع الدولي للمساهمة في ذلك وشرف كبير لفرنسا المشاركة في هذا المؤتمر وسنكون شريكا للجميع لبناء دروب للتعاون".
وتابع " واجبنا أن نكون معكم ونتشرف بحضور هذا المؤتمر وفتح الأبواب أمام الشباب لمواجهة الصراعات، وبناء أسلوب عمل جديد وأن هذا المؤتمر هو ثمرة نقاشات مع العراق". وقال "علينا إطلاق مشاريع كبرى في العراق وأن نقف إلى جانبه".
وبدأ ظهر السبت في بغداد مؤتمر إقليمي حول العراق يشارك في أعماله التي سيطغى فيها الوضع في أفغانستان على الأرجح، قادة عدد من دول المنطقة بينها إيران والسعودية والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي التقى رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.
ويفترض أن تهيمن على محادثات مؤتمر "التعاون والشراكة" التطورات المتسارعة في أفغانستان مع بروز تنظيم الدولة الإسلامية الذي تمّ دحره في العراق في 2017 وفي سوريا في 2018 بدعم من تحالف دولي بقيادة أميركية.
وقال الكاظمي في مؤتمر صحافي مشترك مع ماكرون إن "فرنسا ساهمت في دعم العراق في الحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية"، مضيفاً أن "العراق وفرنسا شريكان أساسيان في الحرب ضد الإرهاب".
من جهته أكد ماكرون في زيارته الثانية للعراق خلال أقل من عام "نعلم جميعاً أنه لا ينبغي التراخي لأن تنظيم الدولة الاسلامية لا يزال يشكل تهديداً، وأنا أعلم أن قتال تلك المجموعات الإرهابية يشكل أولوية لحكومتكم". والتقى ماكرون بعد ذلك رئيس الجمهورية العراقي برهم صالح.
وتبنى تنظيم الدولة الإسلامية في ولاية خراسان الخميس الاعتداء على مطار كابول الذي أوقع 85 قتيلا على الأقل بينهم 13 جنديا أميركيا ووقع بعد أقل من أسبوعين من سيطرة مقاتلي طالبان على البلاد. ويخشى كثيرون أن يستفيد تنظيم الدولة الإسلامية من انهيار الدولة الأفغانية ليملأ فراغات.
وعلى الرغم من أن حركة طالبان وتنظيم الدولة الإسلامية "عدوان"، ترى الباحثة في مركز "نيولاينز" للأبحاث في الولايات المتحدة رشا العقيدي أن "تقدّم" الحركة في أفغانستان قد "يحفّز" التنظيم على إثبات أنه "لا يزال موجوداً" في العراق.
وفيما يلوح انتهاء "المهمة القتالية" للولايات المتحدة التي تحتفظ بنحو 2500 عسكري في العراق، في الأفق، مع تحوّل مهمتهم إلى استشارية فقط بحلول نهاية العام، لا تزال بغداد تواجه عدداً من التحديات الأمنية.
فلا يزال تنظيم الدولة الإسلامية قادراً على شنّ هجمات ولو بشكل محدود رغم مرور أربع سنوات على هزيمته، من خلال خلايا لا تزال منتشرة في مناطق نائية وصحراوية، كالهجوم الذي أودى بحياة 30 شخصاً في حي مدينة الصدر الشيعي في العاصمة الشهر الماضي.
وتظهر تلك "الحوادث"، بحسب محيط الرئيس الفرنسي، أن "دعم العملية السياسية الجارية في العراق وإشراك الجيران فيها، أمر ملح أكثر من أي يوم مضى، لأنه من غير عراق مستقر ومزدهر، لن تكون هناك حلول للتهديدات الأمنية في المنطقة".
يشرح مدير مركز أبحاث "صوفان" في نيويورك كولن كلارك أن تنظيم الدولة الإسلامية "لا يزال يملك عشرات الملايين من الدولارات وقادر دون شك على تشكيل شبكات في العراق وسوريا".
وقبل ثمانية أشهر من الانتخابات الرئاسية الفرنسية التي لم يعلن بعد ترشحه رسمياً لها، يريد الرئيس الفرنسي على الأرجح من خلال زيارته التي تستمر يومين، أن يعزّز موقعه على الخريطة الدولية.
وقال مستشار في قصر الإليزيه إن ماكرون يريد أن يثبت أن فرنسا لا تزال تحتفظ بدور في المنطقة وتواصل مكافحة الإرهاب، وتدعم جهود العراق "هذا البلد المحوري (...) والأساسي، في تحقيق استقرار الشرق الأوسط".
ويزور ماكرون الأحد كردستان العراق، ثم الموصل التي كان ينظر إليها على أنها بمثابة "عاصمة الخلافة" التي أعلنها التنظيم الإسلامي المتطرف على أجزاء واسعة من سوريا والعراق. وتجري الزيارة وسط ترتيبات أمنية مشددة.
ويقول المسؤول الفرنسي "كما في منطقة الساحل، يتعلق الأمر بمحيطنا وبأمننا الوطني. فرنسا عازمة على مواصلة هذا القتال في العراق وخارجه لتفادي عودة لا تزال ممكنة لتنظيم الدولة الاسلامية". وتسهم باريس بنحو 600 عسكري في إطار التحالف الدولي في العراق.
ويقول مسؤول فرنسي "كما في منطقة الساحل، يتعلق الأمر بمحيطنا وبأمننا الوطني. فرنسا عازمة على مواصلة هذا القتال في العراق وخارجه لتفادي عودة لا تزال ممكنة لتنظيم الدولة الاسلامية". وتسهم باريس بنحو 600 عسكري في إطار التحالف الدولي في العراق.
وساطة عراقية ـ بغداد بن المطرقة والسندان
وكانت الدبلوماسية العراقية تمكنت من تحقيق إنجاز كبير بمجرد نجاحها في الجمع بين الخصمين اللدودين طهران والرياض على مائدة واحدة بعيدا عن الأضواء، حسب ما أكدته عدة تقارير إعلامية. وإذا ما تأكد زخم هذه المباحثات، فقد تعيد ترتيب الأوراق في المنطقة برمتها. فالعراق وجد نفسه على الدوام في منزلة بين المطرقة والسندان بين الجارين القويين، الشيعي في الشرق والسني في الجنوب. بغداد استضافت في التاسع من أبريل / نيسان 2021 اجتماعا ضم وفدا سعوديا برئاسة رئيس جهاز المخابرات خالد بن علي الحميدان وآخر إيرانيا برئاسة مفوضين من قبل الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، حسبما أكد مسؤول عراقي حكومي.
ويرى العراق أنه سيكون من كبار المستفيدين من تخفيض حدة التوتر، ولما لا استئناف علاقات طبيعية بين طهران والرياض اللتين قطعتا اتصالاتهما عام 2016 على خلفية اتهامات متبادلة بزعزعة استقرار المنطقة؟ فالعراق يعاني من هجمات بالصواريخ أو بعبوات ناسفة تنفذها بوتيرة أسبوعية فصائل يعتبرها المراقبون أداة ضغط بيد إيران تستعملها في كل مفاوضاتها مع بغداد.
وبعد استقالة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي الذي أدخل فصائل موالية لإيران في بنية الدولة العراقية، تولى مصطفى الكاظمي رئاسة الحكومة. وقد لعب دورا رئيسيا في الجمع بين المنافسين الإقليميين وهو الذي حافظ على علاقة جيدة مع إيران وإن كان كثيرون يعتبرونه رجل واشنطن في العراق. كما أنه حافظ على صداقة شخصية مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. صفات ومزايا أعطت للكاظمي مصداقية للعب دور الوسيط النزيه بين الطرفين. أ ف ب ، د ب أ ، رويترز ، دي دبليو
[embed:render:embedded:node:38254]