"لماذا يتخلى العالم عن السودان؟"
دفع القتال الدامي المستمر منذ أكثر من أسبوع بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية عددا من الحكومات إلى إجلاء مواطنيها جوا وبحرا وبرا.
لكن مع إغلاق السفارات الأجنبية أبوابها ومغادرة الدبلوماسيين وموظفي الأمم المتحدة في طائرات وحافلات خاصة، يقول العديد من السودانيين إنهم تركوا بمفردهم ليدبروا أمورهم بأنفسهم.
وتساءلت سمية ياسين (27 عاما) في مكالمة هاتفية من الخرطوم: "لماذا يتخلى عنا العالم وقت الحرب؟".
سودانيون على الحدود المصرية... "نشعر بالأسى من أننا أصبحنا لاجئين" pic.twitter.com/XSgllDAQXO
— BBC News عربي (@BBCArabic) April 26, 2023
واتهمت القوى الأجنبية بأنها "لا تكترث إلا لمصالحها"، وذلك على الرغم من توسط الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة بين الفصيلين المتناحرين يوم الاثنين.
وأدى الصراع على السلطة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى مقتل المئات منذ 15 أبريل نيسان، وتحويل مناطق سكنية إلى ساحات حرب.
وقالت ألمانيا وفرنسا يوم الثلاثاء إن كلا منهما أجلت أكثر من 500 من الأجانب بينما بدأت بريطانيا عملية كبيرة لإجلاء مواطنيها.
مأساة الحرب في #السودان بعيون أم سودانية عاشت لحظات رعب واضطرت للجوء إلى مصر! pic.twitter.com/yvuhblvcGB
— DW عربية (@dw_arabic) April 25, 2023
وفي الخرطوم، قال رجل عرف نفسه باسم أحمد إن المدنيين قد يدفعون ثمنا باهظا في بلد يبلغ عدد سكانه 46 مليونا ويمتلك تاريخا طويلا من الحروب الأهلية الدموية.
وقال يوم الاثنين بينما كان يقف أمام أشخاص يستقلون حافلة تغادر الخرطوم "يخشى الشعب السوداني من احتمال وجود ممارسات غير أخلاقية في الحرب ضد المدنيين واستخدام المدنيين كدروع بشرية".
وأضاف "هذه مخاوفنا بعد إجلاء الأجانب".
وامتدت موجة العنف إلى الأجانب أنفسهم إذ تعرضت بعض السفارات لهجمات وجرى إطلاق النار على موكب دبلوماسي أمريكي وأصيب جندي فرنسي خلال مهمة إجلاء وقتل مساعد الملحق الإداري في السفارة المصرية بالخرطوم بينما كان يقود سيارته في طريقه إلى السفارة.
الأمم المتحدة 'لن تترك' السودان
تدفق عشرات الآلاف من السودان إلى مصر وتشاد وجنوب السودان. لكن بالنسبة للأشخاص العاديين، فإن تكلفة خروجهم من البلاد ستكون باهظة.
وقال رجل في الخرطوم عرف نفسه باسم كرم بينما كان ينتظر بالقرب من محطة للحافلات إن أجرة الحافلة إلى مصر ارتفعت ستة أمثال تقريبا إلى نحو 340 دولارا مضيفا "الأجرة تتغير كل يوم وتزيد".
وأشارت الأمم المتحدة إلى وجود نقص حاد في الغذاء والمياه النظيفة والأدوية والوقود. وتضررت معظم المستشفيات أو أغلقت بسبب القتال الذي أجبر الناس على البقاء في منازلهم وأدى إلى انتشار أعمال النهب.
[embed:render:embedded:node:49779]
وأنشأت مجموعات ومواقع إلكترونية وتطبيقات لتوفير المساعدة الطبية والإمدادات الأساسية.
ولقي خمسة من عمال الإغاثة حتفهم على الأقل منذ بدء القتال، وعلقت المنظمة الدولية للهجرة وبرنامج الأغذية العالمي عملهما بعد سقوط موظفين لهما في السودان، مما يمثل ضربة لثلث السودانيين الذين كانوا يعتمدون على المساعدات قبل بدء القتال.
ووصل يوم الاثنين مئات الدبلوماسيين وعمال الإغاثة إلى بورتسودان على البحر الأحمر بعد رحلة برية استغرقت 35 ساعة من الخرطوم.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إنه سمح بنقل بعض موظفي المنظمة الدولية من أماكنهم مؤقتا.
وكتب على تويتر يقول "دعني أكون واضحا: الأمم المتحدة لن تترك(السودان). سنواصل القيام بعملنا داخل البلاد وخارجها". (رويترز)
اقرأ/ي أيضًا |