صاحب القدم الذهبية ...في الطريق نحو النجومية
سجَّل مسعود أوزيل الهدف الحاسم في مرمى فريق باير ليفركوزن سيِّئ الحظ وأنهى مباراة فريقه مع فريق باير ليفركوزن بنتيجة هدف مقابل لا شيء. وأوصل هذا اللاعب الذي يعدّ من أبناء مدينة غيلزنكيرشن فريقه فيردر بريمن مستعينًا بتمريرة ذكية من صانع الألعاب دييغو إلى الفوز ببطولة كأس الاتِّحاد الألماني. ومرة أخرى صعد نجم مسعود أوزيل وأصبح الفائز بهذه المباراة - وكان ذلك تتويجًا للمباراة الختامية في هذا الدوري العاصف الذي افتُتح في بدايته بمباراة ضدّ فريق بايرن ميونيخ وكانت نتيجتها خمسة أهداف مقابل هدف واحد وانتهى نهاية مزرية بنتيجة هدف مقابل خمسة أهداف في لقاء مع حامل اللقب فريق فولفسبورغ.
ولكن بعد ذلك فوَّت مسعود أوزيل وفريق فيردر بريمن الفرصة التاريخية للفوز بكأس الاتِّحاد الاوروبي في المباراة النهائية التي جرت يوم العشرين من شهر أيَّار/مايو مقابل فريق دونيسك Schachtjor Donezk الأوكراني. وعلى الرغم من ذلك فإنَّ الهدف الذي سجله لاعب قلب الوسط الماهر والسريع الذي بدأ اللعب مع فريق بريمن فقط في العام الماضي، قد ساهم في جعل هذه النهاية مرضية بعد الاثني عشر شهرًا الماضية التي مضت بشكل عجيب.
وفي الحقيقة لقد أثار هذا الشاب اللطيف ذو قصة الشعر التي تشبه العاصفة أطماع المنتخبين التركي والألماني. فقبل نحو عام ونصف كان المنتخبان الألماني والتركي يطالبان بهذا الشاب مثل زوجين منفصلين يطالبان بحقّ حضانة طفلهما بعد الطلاق.
الخيار بين تركيا وألمانيا
ولعب مسعود أوزيل حتى الآن أكثر من عشرين مباراة لصالح المنتخب الألماني للناشئين وتخلى في آخر المطاف في العام 2007 أيضًا عن جنسيته التركية. ومع ذلك فإنَّ المنتخب الوطني التركي كان يطالب بهذا "الابن المفقود". وصحيح أنَّ التنازع على مسعود أوزيل مجدٍ من وجهة نظر رياضية، إلاَّ أنَّ الأمر كان يتعلَّق أيضًا بالكرامة؛ إذ لم يكن يرغب الأتراك في التخلي عن لاعب تركي محترف لصالح الاتِّحاد الألماني لكرة القدم.
"سوف نفعل كلَّ شيء لكي يلعب معنا"، هذا ما قاله حينها مدرِّب المنتخب الوطني التركي، فاتح تيريم الذي كان يضفي عن طيب خاطر على تصريحاته الحادة نبرات مؤثِّرة تخص قضية وطنية. وفي ذلك الوقت خاض أوزيل مباراة ودية وكان يرتدي قميص المنتخب الألماني وكان بوسعه من الناحية النظرية اللعب في المستقبل لصالح تركيا. ولكن لا يستطيع أي لاعب تبديل المنتخب بعد خوضه مباراة رسمية - أي بعد لعبه في مباراة تأهيلية أو بطولة للأمم الأوروبية أو بطولة كأس العالم. غير أنَّ مسعود أوزيل امتنع عن اللعب مع تركيا.
وفي النهاية رفض ترشيح فاتح تيريم له للعب في المنتخب التركي وخاض بدلاً عن ذلك مباراة مع المنتخب الألماني دون سن الحادية والعشرين. وقال إنَّه متأكد من أنَّه يريد اللعب لصالح ألمانيا. ولم يؤخذ في تركيا مرة أخرى برأي مسعود أوزيل، على الرغم من كلامه الواضح.
"استمع لقلبك"
وهكذا كلَّف مسؤولون من الاتِّحاد التركي لكرة القدم الأخوين توأمي ألتينتوب (لاعبا كرة القدم حميد وخليل ألتينتوب) بالعمل على إقناع مسعود أوزيل ليلعب لصالح المنتخب التركي؛ فعلى أي حال يعتبر اللاعبان حميد وخليل ألتينتوب أيضًا من مواليد مدينة غيلزنكيرشن، كما أنَّهما قرَّرا اللعب لصالح تركيا. وهكذا وجَّها نداءً لأخيهما في الروح، حيث قالا له: "استمع إلى قلبك". وبعد هذا النداء المؤثِّر لم يكن مسعود أوزيل متأكدًا في الحقيقة من أنَّه سيلعب لصالح تركيا أم لصالح ألمانيا.
وفي تركيا أثيرت بعد ذلك مناقشات ساخنة حول موضوع الجذور والشرف والوطن. وكان مسعود أوزيل يوصف أحيانًا في الصحف الألمانية بصفة "الصبي" وذلك لأنَّه كان غير واثق من قراره اللعب لصالح المنتخب الألماني- ما كان يستفيد منه بعض المعلِّقين الأقل حظًا ويصفونه بأنَّه وقاحة سافرة. وفي آخر المطاف انتهت عمليات شدّ وجذب هذا اللاعب الشباب لصالح الاتِّحاد الألماني لكرة القدم، وتحتَّم في ذلك على هذا اللاعب دفع ثمن باهظ.
أداة تستخدم سياسيًا
وبعد فترة قصيرة من قرار مسعود أوزيل النهائي كان لا بد من إغلاق سجل الزوَّار في موقعه على الإنترنت، وذلك بسبب تهاوي الكثير من الشتائم عليه من جانب بعض الأتراك الطائشين. وعلى الرغم من تهنئة نائب تركي له على قراره بروح الصداقة الوثيقة والعلاقات القائمة بين البلدين، إلاَّ أنَّ الأصوات القوموية كانت تنظر إلى قراره على نحو مختلف اختلافا جوهريًا وقد قابلوه بسخرية وازدراء.
وفي ألمانيا تحدَّث حول ذلك كلّ من وزيرة الدولة ماريا بوهمر والنائبان عن حزب الخضر، جيم أوزدمير وكلاوديا روت. وقد خرجت هذه الأخيرة عن طورها، حيث قالت: "إنَّ قراره اللعب لصالح المنتخب الألماني هو إشارة عظيمة! وأوزيل يمكن أن يكون قدوة للملايين من الناس في جمهورية ألمانيا الاتِّحادية"، حسب قول كلاوديا روت التي أضافت أنَّ أوزيل قد أثبت جدارة الاندماج وأنَّ الرقي الاجتماعي أمر ممكن.
وقد بيَّن هذا الحادث مدى حسن نية السياسيين الألمان، ولكنَّه أظهر أيضًا مدى حيرتهم حتى الآن تجاه موضوع الاندماج الناجح. وفي ذلك لم يخجل الساسة أيضًا من شدِّ هذا اللاعب الألماني التركي الذي بلغ لتوِّه سن الرشد والذي يعدّ من منطقة الرور أمام عرباتهم واستخدامه كأداة لتصفية صورة تعدّد الثقافات داخل حزبهم.
في مجرى الجدال حول الاندماج
ونادي فيردر بريمن المعروف بحسن تعامله مع لاعبيه المحترفين قد شلّ موظفيه في ذلك الوقت؛ حيث كان يريد المرء بالاتِّفاق مع مدير أعمال مسعود أوزيل تجنّب سؤال هذا اللاعب باستمرار عن أصله وعمَّا إذا كان يشعر أكثر بأنَّه ألماني أم تركي. وقال نادي فيرنر بريمن إنَّ مسعود أوزيل هو في آخر الأمر لاعب كرة قدم محترف وغير مهتم بأن يوصف بأنَّه قدوة للاندماج - ناهيك عن أنَّه غير مهتم بأن يتم إدخاله في مجرى الجدال الألماني حول موضوع الاندماج أو جدالات الأتراك حول الشرف والكرامة الوطنية.
وكان نادي فيرنر بريمن على حقّ. فمسعود أوزيل يعدّ حاليًا في ربيعه العشرين وهو لاعب معاصر قنوع؛ يحب سماع موسيقى الراب للمغني "Bushido"، كما أنَّه يحب أفلام الممثِّل ويل سميث وقد قال إنَّه كان يجد مادة الفن أسوأ مادة في المدرسة. كما أنَّه يهتم قبل كلِّ شيء بلعب كرة القدم.
أندريه توسيس
ترجمة: رائد الباش
حقوق الطبع: قنطرة 2009
قنطرة
لاعب كرة القدم فريدريك عمر كانوتيه:
سفير القارة السمراء على المسطحات الخضراء
استطاع اللاعب المسلم من أصول مالية فريدريك عمر كانوتيه أن يحقق نجومية كروية عالية، ويقوم هذا اللاعب الذي يحمل الجنسية الفرنسية أيضا بنشاطات خيرية لصالح مؤسسات إسلامية ويعمل لصالح الأطفال الذين يعانون من الفقر، بالإضافة إلى إظهاره مواقف خاصة من الصراع الشرق أوسطي. أندريه توسيس يعرِّفنا بهذا اللاعب.
اللاعب التونسي الألماني سامي خضيرة:
"بالكرة – الاندماج من خلال كرة القدم"
يملك لاعب كرة القدم المحترف سامي خضيرة جوازي سفر، الأول تونسي والثاني ألماني. ويهتم لاعب خط وسط فريق شتوتغارت البالغ من العمر 21 عاماً في وقت فراغه بتشجيع اندماج الشبيبة في المجتمع. ومن المتوقع أن ينضم اللاعب قريباً إلى صفوف المنتخب الألماني. أندريه توتشيك يرسم لنا صورة للاعب الموهوب.
لاعب كرة القدم فرانك بلال ريبري:
"الإيمان بالله دائمًا "
قبل خمسة أعوام كانت أحواله مختلفة تمام الاختلاف، أما اليوم فينذهل مشجعو كرة القدم عندما يداعب عامل البناء السابق واللاعب المحترف فرانك بلال ريبري الكرة في مهارة تدل على روعته وتميِّزه وقدراته الرياضية الخلاقة. أندريه توسيس يعرِّفنا بهذا اللاعب المحترف.