الجماعات الإسلامية في فرنسا تتضامن مع المجتمع العلماني
إن انتشار أحكام مسبقة مفادها أن الدين الاسلامي لديه شيء من التطرف، ليس ناتجا فقط عن سوء معرفة هذه الثقافة أو طريقة تغطية وسائل الإعلام للأحداث السياسية، إنما هو في معظم الأوقات نتيجة التحفظ الذي يبديه ممثلو الجماعات الاسلامية حيال الأعمال الإرهابية المقترفة على يد متطرفين باسم الاسلام. متطرفون ينتمون الى فئات سياسية تستخدم هذه الأعمال لخلق أزمة بين الثقافات المختلفة.
إن ما يحصل حاليا في فرنسا يشير الى أن الأوضاع بدأت تتغير، حيث أعربت الجماعات الاسلامية التي ترغب في الاندماج في المجتمع الفرنسي عن استيائها وتضامن معها جميع المسلمين بكافة اتجاهاتهم، حتى المحافظة منها، والتي ترفض أن يتم الضغط على الحكومة الفرنسية من طرف الخاطفين لإلغاء قانون حظر ارتداء الحجاب.
ووصف رئيس اتحاد الجماعات الإسلامية التي عرفت بمعارضتها الشديدة لقانون حظر الحجاب الخاطفين بأنهم أعداء للإسلام بسبب الإساءة لسمعة تعاليمه. وهذه حجة مقنعة لمعارضي هذا القانون، إذ أنها تشير الى أن الخاطفين لن يتوصلوا من خلال هذه العملية سوى الى دفع المسؤولين عن إصدار هذا القانون في فرنسا الى عدم الاكتراث للاعتراضات المشروعة من الآن فصاعدا.
وأبدت الجماعات الإسلامية في فرنسا تضامنا إنسانيا ضروريا والذي تجاوز الحدود الدينية وقد تكون التنديدات الموجهة إلى عنوان الخاطفين من طرف المسلمين ليست صادرة فقط خوفا على حياة الصحفيين بل صادرة أيضا بنية التوصل الى إلغاء قانون حظر الحجاب بشكل شرعي. ويمكن اعتبار هذه المحاولة محقة إذ أنها تشير الى أن الجماعات الاسلامية في أوروبا بدأت تنخرط تدريجيا في النظام الديمقراطي بأشكاله المختلفة.
ويمكن اعتبار احتجاجات المسلمين في أوروبا ضد الأعمال الإرهابية التي يقوم بها أقرانهم المسلمون في العراق بسبب الإساءة التي تلحق بمصالحهم، عبارة عن جزء من عملية الاندماج في المجتمع الأوروبي. ونرجو أن تثمر هذه الاحتجاجات وأن تؤدي الى نجاة الصحفيين الفرنسيين.
بقلم راينر زوليش
ترجمة لينا هوفمان
حقوق الطبع دويتشه فيلله 2004