أفلام خريجي معهد السينما في القاهرة تسخر من الديكتاتور والنقاب
ضمن نشاط العروض السينمائية التي ينظمها معهد غوته بالقاهرة خصص المعهد ليلة كاملة لعرض أفلام طلاب المعهد العالي للسينما في مصر التابع لأكاديمية الفنون بحضور عدد من النقاد والعاملين في الحقل السينمائي. تقرير سيد محمود
عرض خلال هذه الليلة 5 أفلام روائية قصيرة " (35 مللي) لطلاب السنتين الثالثة والرابعة بالمعهد وهي "نحلم بأيه" للمخرج حسام الجوهري والحادثة لشادي جورج إسحاق و"سلويت" لهشام فتحي و"يا صديقي" للمخرجة مروة علي الدين و"اشترى دماغك" لشادي جورج، إضافة الى فيلم قصير بالفيديو هو "يوم الاثنين" للمخرج تامر السعيد.
وبالإضافة الى تلك الأفلام تم عرض 9 أفلام من أفلام الرسوم المتحركة هي "مفيش حاجة" لشهيرة حسن و"مفيش سنيورة " لخالد عبد الفتاح و"مفيش رحمة" لأمجد محسن و"مفيش سبب" لإسلام السيد و"السراب" لمحمد خالد و"أبيض وأسود" لأحمد بدرخان و"نبأ اجل" لمحمود محمد و "بوم" لهديل حسن.
وأكد فوزي سليمان ل " قنطرة " أن عرض هذه الأفلام يستكمل تقليد بدأه نادي السينما التابع للمعهد منذ سنوات بهدف تشجيع واكتشاف المواهب السينمائية الجديدة وتسليط الضوء على إبداعاتها، مشيرا الى أن السنوات السابقة شهدت ميلاد مواهب عرفت طريقها الى العمل الاحترافي ونالت جوائز في مهرجانات عالمية مثل هالة خليل وكاملة ابو زكري.
واشار سليمان الى العديد من وجوه التعاون بين المعهد الثقافي الألماني ومعهد السينما في مصر حيث تم تنظيم ورش عمل مشتركة شارك فيها أساتذة سيناريو من ألمانيا اضافة الى مصوريين محترفين عملوا في افلام الطلاب التي شارك بعضها في مهرجان ميونيخ الدولي لافلام معاهد ومدارس السينما في العالم.
السخرية من المؤسسة العسكرية
وقال سليمان إن افلام الطلاب هذا العام اتسمت بحرفية عالية وتكامل في الشكل والمضمون الى جانب جرأتها الفنية العالية في اقترابها من موضوعات في عرف "المحظورات" ومنها فيلم الرسوم المتحركة "مفيش رحمة" لأمجد محسن الذي يسخر من المؤسسة العسكرية وطابعها الهيراركي حيث يعالج الفيلم ممارسات الضابط أبو سريع مع افراد فرقته العسكرية.
ويلفت النظر اتجاه عدة افلام لمعالجة تيمات العنف والتسلط خاصة في افلام الرسوم المتحركة، كفيلميَ "مفيش رحمة" و"مفيش سبب". وقد بدا واضحا ان افلام التحريك تتسم بحرفية عالية من صانعيها الذين يتجه اغلبهم كما يؤكد سليمان الى العمل في مجال الاعلانات بسبب غياب الميزانيات المخصصة لهذا النوع من الافلام في الفضائيات العربية او جهات الانتاج السينمائي.
واقترح الناقد احمد عبد العال ان يتم التعاون بين معهد السينما ووزارة التعليم المصرية لاستيعاب طاقات مبدعي أفلام التحريك في المجالات التربوية وتبسيط المناهج.
أين بقيت الأفلام التسجيلية؟
وأثناء العروض تفاعل الجمهور مع جرأة فيلم " سلويت" للمخرج هشام فتحي في تعامله مع قضية نقاب السيدات في مصر حيث يصور المفارقة الناتجة عن عدم قدرة زوج وطفله على تميز زوجه الرجل وام الطفل من بين عدد من المنقبات في الشارع.
ومن الملفت للنظر أن بعض الأفلام الروائية القصيرة اعتمدت على نصوص ادبية ومنها فيلم "نحلم بأيه" لحسام الجوهري المأخوذ عن قصة "بحر النيل" للكاتبة المصرية سلوى بكر وكذلك فيلم "اشترى دماغك" المأخوذ عن قصة للأديب يوسف عزالدين عيسى.
ومن الملاحظ في أفلام هذا العام الغياب التام لأفلام السينما التسجيلية عن مشروعات خريجي معهد السينما وهو أمر يؤكد ازمة هذا النوع من السينما في مصر، وهي ازمة يرفض الدكتور خالد عبد الجليل الاستاذ بمعهد السينما النظر اليها باعتبارها مسؤلية المعهد ويؤكد انها تعود الى خيارات الطلاب أنفسهم الذين لا يعطون الأولوية لهذا النوع في مقراراتهم الدرسية، رغم انه يخضع لنفس علامات التقييم التي ينالها الطلاب نتيجة عمل الفيلم الروائي.
هذا وقد منحت لجنة شكلت من كل من الناقدة صفاء الليثي والناقد احمد عبد العال والدكتورة عزة مشالي جائزة تقديرية للفيلم الروائي القصير "يا صديقي" لمروة علي الدين والذي نال ايضا جائزة من الجمهور. وهو يعالج قضية الموت بصورة رمزية ويجمع بين التكنيك المسرحي والتكنيك السينمائي. كما منح الجمهور جائزته لفيلم التحريك "نبأ اجل" الذي يعالج قضية المقاومة الفلسطينية للاحتلال الفلسطيني بصورة مباشرة.
بقلم سيد محمود
حقوق الطبع قنطرة 2005
برنامج فن السينما في معهد غوته في القاهرة هنا