صورة لمعاداة الآخر
تعتبر واقعة مقتل مروة الشربيني نموذجاً لفشل التبادل الثقافي عبر وسائل الإعلام. ففي البلدين لم تكن وسائل الإعلام قادرة على اتخاذ مواقف متوازنة دون أن تقع في خطأ جسيم، ولهذا أخفقت مرة ثانية في أن تكون جسراً للوصول إلى حل للصراع. وفي هذا كانت واقعة مروة الشربيني في حاجة ماسة إلى الفهم البينثقافي، لكن يبدو أن المسئولين عن الإعلام يفتقدون إلى مثل هذه الحساسية. علاوة على ذلك فإن هذه الواقعة تدل على الحاجة الماسة إلى إصلاح هياكل النظام الإعلامي على مستوى العالم أجمع.
وبهذا يكتشف المرء على سبيل المثال الانطباعات السلبية حول موضوع الإسلام أو المسلمين في مضامين الإعلام الغربي، وهناك العديد من الأمثلة، التي تثبت ذلك بصورة علمية. فغالباً ما تكون البنية الأساسية لتغطية موضوع الإسلام في وسائل الإعلام الألمانية مشوهة أو كثيراً ما يتم ربطها بالعنف، ولا تلعب فيها طبيعة الإسلام وحياته اليومية إلاَّ دوراً ثانوياً. وهذا الإدراك الخاطئ يؤدي إلى انتشار صورة عدائية عن الإسلام ومصنوعة إعلامياً في الرأي العام.
مسؤولية وسائل الإعلام
فإذا وضعنا في الاعتبار المعالم الأساسية والظروف العامة للإعلام الألماني فسوف نجد أن التغطية الإعلامية لهذه الواقعة مطبوعة ببصمات التركيز على السياسة والصراع والأزمة، إضافة إلى التشخيص. إن الفقرة العاشرة من قانون الصحافة تنص على وجوب احترام الأديان والعقائد والأخلاقيات. ويقول سياق الفقرة: "على الصحافة أن تتخلى عن الإساءة إلى المعتقدات الدينية أو العقائدية أو الأخلاقية".
لكن بدلاً من التأكيد على الاحترام وبذل الجهد الكافي في عدم الخلط بين الأشياء يعتبر مثلاً الإرهاب والعنف والقمع من مميِّزات التغطية الإعلامية المتعلقة بالإسلام في كثير من وسائل الإعلام.
ولا عجب من أنَّ هناك استطلاعًا للرأي أجراه معهد ألنسباخ في عام 2006 قد أظهر أنَّ 91 في المائة ممن استطلعت آراؤهم يربطون الإسلام بظلم المرأة وأنَّ 83 في المائة من المستطلعة آراؤهم يعتبرون الإسلام دينًا يتسم بطابع التعصب. ولأن وسائل الإعلام هي المصدر الرئيسي لهذا التصور الخاطئ للإسلام فلا يمكن لها أن تتملص من مسؤوليتها غير المباشرة عن مقتل مروة الشربيني. كما أنه من المحتمل جدا أن القاتل ألكسندر ف. لم تكن لديه أي علاقات مباشرة مع المسلمين وأنه استقى صورته عن الإسلام من وسائل الإعلام على وجه الخصوص، إضافة إلى ميوله اليمينية المتشددة.
ينعكس موقف الجاني السلبي للغاية ووقاحته تجاه الإسلام في تعامله مع ضحيته، ففي المواجهة المباشرة قام بسبّ الشابة المسلمة أولاً، وفيما بعد اعتدى عليها بالقوة وفي النهاية قتلها في إحدى قاعات محكمة مدينة دريسدن. ومثلما يستاء الرأي العام الألماني – وله الحق في ذلك - من المصطلح الإعلامي 'ألمانيا المعادية للإسلام'، لأن المرء لا يحق له التعميم بأن المجتمع كله 'معاد للإسلام' استنادا إلى بعض الأصوات الفردية، يستاء المجتمع المسلم منذ سنين من بعض العِبارات الإعلامية مثل "الإرهاب الإسلاموي".
وساعد على تزايد مثل هذه الأوصاف السيئة - أخيرا وليس آخرا – خطابات جورج دبليو بوش البلاغية المتباينة و"حربه المزعومة على الإرهاب"، ومن ثم تسربت بشكل متزايد من الأوساط السياسية إلى الأوساط الإعلامية.
المواجهة بدلا من الجدل المنطقي
هنا يطرح السؤال نفسه عن أسباب فشل وسائل الإعلام في إجراء مناقشة منطقية حول هذه الواقعة المؤلمة. كما أن تفسير الحادثة كان متسماً بالعجز الواضح في وسائل الإعلام الألمانية والمصرية على حد سواء، بيد أنه طبقا لمعايير الأخلاق الإعلامية ينبغي على وسائل الإعلام أن تساعد في القضاء على الصراعات وعدم تأجيجها.
ولكن حدث العكس من ذلك، فقد بالغت وسائل الإعلام المصرية من ناحية وتهاونت وسائل الإعلام الألمانية من ناحية أخرى في طرح الواقعة. ذلك لأن الواقع الإعلامي المتباعد الأطراف يفتقد إلى العقلانية والتفاهم البينثقافي على الجانبين.
إن العجز في الكفاءة البينثقافية ينتج في بعض الحالات عن الاستهتار بثقافة الآخر وعدم احترامه، ووسائل الإعلام على وجه الخصوص هي نفسها التي ما زالت تقوي النماذج المتبانية لـ"صراع الحضارات" من خلال تغطياتها الإعلامية.
إن واقعة مروة الشربيني يسودها تعارض بينثقافي في تلقّي واقعة القتل لدى المجتمعيْن، ففي مصر يعتبر مقتل مروة الشربيني داخل قاعة محكمة ألمانية انتهاكا بالغا لحقوق الإنسان في مجتمع ديمقراطي غربي دأب على احترام حقوق الإنسان. كما أن حضور القاضي الذي يمثل القضاء الألماني أدى إلى تقوية الشعور بالصدمة وزاد من الاستياء، أضف إلى ذلك الطلقة النارية التي أطلقها الشرطي على زوج مروة أثناء محاولته إنقاذ زوجته.
علاوة على ذلك تنتشر إشاعة في وسائل الإعلام المصرية أن هناك حزب ألماني يتكفل بدفع تكاليف محامي ألكسندر ف.، كما تجاهلت وسائل الإعلام المصرية الإشارة إلى أن المسلمين من مختلف الجنسيات ليسوا فقط المستهدفين لدى المتطرفين اليمينيين الألمان ولكن أيضا أجانب من آسيا وإفريقيا ذوي ديانات أخرى، وكذلك يهود ومواطنين ألمان، يبذلون ما في وُسعهم من أجل التفاهم بين العرقيات المختلفة أو المجموعات المهمشة اجتماعيًا. كما أن المواطن المصري العادي لا يكاد يعلم شيئا عن العديد من الجهود السياسية والمبادرات التي تقوم بها المنظمات الألمانية ضد اليمين المتطرف.
صورة الإسلام العدائية مقابل صورة الغرب العدائية
إن صورة الآخر كعدو لا يمكن لها أن توجد إلا إذا رُسمت، ذلك لأنها في النهاية صورة وليس من الضرورة أن تنطبق على الواقع على أي حال. ولا تعني هذه الصورة أن الآخر عدو بالفعل، وبناءً على هذا كان رد فعل وسائل الإعلام المصرية على "الصورة العدائية للإسلام" في وسائل الإعلام الغربية بـ"الصورة العدائية للغرب".
وانطلاقاً من ذلك حاول المرء أن يلصق لقاتل مروة الشربيني صفة الإرهاب في وسائل الإعلام العربية والمظاهرات التي جابت الدول العربية. كما أن الاستخدام غير الدقيق والمبالغ فيه لمصطلح "الإرهاب" في الخطاب العربي في هذا السياق ليس سوى رد فعل على الاستخدام الغربي المصطلح نفسه فيما يتعلق بأتباع الديانة الإسلامية.
فالتغطية الإعلامية المشوبة بالنقص على الجانب المصري لا تكفي للتعبئة الجماهيرية، لو لم يكن الجو العام في البلاد العربية يقدِّم التربة الخصبة المناسبة من أجل ذلك. كما أن التغطية الاعلامية العاطفية والشعبوية عن ضحايا ساسة الغرب، والولايات المتحدة على وجه الخصوص، تتسبب على كل الأحوال في خلق جو عام مشحون معادٍ للغرب.
أصبحت صور المدنيين الذين يعانون في فلسطين والعراق وأفغانستان جزءًا أساسيًا من تغطية الأحداث الخارجية في وسائل الإعلام العربية. أضف إلى ذلك تصريحات الساسة الغربيين ومعالجاتهم غير الواضحة وغير اللبقة التي تؤدي إلى خلق صورة عن "تحصن أوروبي خوفاً من الإسلام"، وأشهر مثالين على ذلك الجدل حول الرسوم الكاريكاتورية وحظر لبس الحجاب.
إن هذا الواقع المنقول إعلامياً حول "الصراعات البينثقافية" يُفهم من قِبل كثير من المسلمين على أنه تدخل في الحرية الشخصية في التعبير عن هويتهم داخل أوروبا المتعددة الثقافات، وفي أثناء ذلك أصبح التحول من التعدد الثقافي إلى الإندماج أحادي الجانب موضوعاً مطروحاً للنقاش في الأوساط العلمية.
وحتى المثقفون العارفون بالمجتمعات الغربية يطرحون أسئلة عن مدى قبول الغرب للمسلمين. ويتطرق الراوائي المصري المشهور علاء الأسواني في مقال بعنوان استفزازي "هل يكره الغرب الإسلام؟" إلى سوء الفهم السائد بين الثقافات، كما كتب الشاعر فاروق جويدة مستنتجا أن "الغرب لن يتقبلنا أبداً".
لا أحد يمكن أن ينكر العلاقات الجيدة مبدئياً بين مصر وألمانيا، خاصة في مجال العلوم والثقافة، وأن التعايش الحياتي بين الألمان والأجانب يقوم بشكل أفضل مما يُعتقد عموماً وما تروج له وسائل الإعلام.
إن العارفين بألمانيا في مصر يتوقعون حُكما عادلا في قضية مروة الشربيني ونهاية تدريجية لهذا الاستياء، وبالرغم من ذلك فمن الصعب إعادة الجماهير إلى رشدها في مثل هذا الجو المشحون حالياً.
"شهيدة الحجاب"
وينتقد عمرو الشوبكي، المحلل السياسي بـ"مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية" ردود أفعال الرأي العام المصري بكلمات حادة، ويرفض بشدة التسمية ذات الصبغة الإسلامية "شهيدة الحجاب" الذي ابتكرته وسائل الإعلام ومنحته للقتيلة مروة الشربيني. ويرى أن مروة الشربيني كانت تمتلك الشجاعة للتصدي لتعصب القاتل الكاره للإسلام واليميني المتعصب.
كما حاول عبد العظيم حماد، المراسل المخضرم لجريدة الأهرام المصرية اليومية في برلين، مسح صورة "العداء للاسلام في ألمانيا" من خلال تحليل للتطرف اليميني. ويرى المصري عمرو حمزاوي، الأستاذ في العلوم السياسية والباحث بمؤسسة "كارنيجي للسلام الدولي" والحاصل على درجة الدكتوراه من جامعة برلين الحرة: "يجب أن يكون هناك استياء ولكن يجب أن يكون مبنيًا على أسس منطقية".
إن جزءاً كبيراً من هذا الغضب الجامح في الخطاب الإعلامي المصري يتعلق بالأزمة المصرية، وبالإضافة إلى أنَّ "الأزمة العربية" التي يلمسها الجميع، تتعلق بالوضع الصعب والأحوال المتردية للوضعين السياسي والاجتماعي.
علاوة على ذلك فهذه الأزمة خلّفت شعوراً بالإحباط لكيفية الخروج من هذه الأزمة. كما أن قصص الإساءة للمواطنين المصريين، وخصوصاً العاملين في الخارج باتت تشكل في السنوات الأخيرة العناوين الرئيسية للصحف في مصر. هذا الوضع كان حتى اليوم سبباً في خلق بيئة مشحونة داخل الرأي العام المصري وتبيّن أيضا أسباب انفجار الاحتجاجات في قضية مروة الشربيني.
وكان السبب الآخر لاستياء المصريين هو ما نشرته وسائل الإعلام المصرية – حتى وإن كان بلا مبرر - عن التخوف من رفع المسؤولية عن القاتل لاحتمال إصابته "بمرض نفسي" ومن ثم لا يلقى عقوبة رادعة كافية. علاوة على ذلك فإن ردود الفعل المصرية كانت متأثرة بهياكل السياسة الداخلية القائمة بين نظام الحكم والجماعات المعارضة. وقد انتهزت الجماعات الإسلامية المعارضة، مثل جماعة الإخوان المسلمين، هذه الواقعة لإبراز نفسها ياسياً.
وبعد ما بلغت المظاهرات المصرية في الداخل حدتها أقلعت وسائل الإعلام المصرية المقربة من الحكومة عن تعاملها مع الموضوع.
بناءاً على هذه الخلفية فلا عجب من أن يعرب والد مروة الشربيني لقناة العربية في يوليو/ تموز الماضي عن خيبة أمله في عدم مواساة كبار رجال السياسة له.
خطأ من الجانب الألماني
هل يعني ذلك أن مبالغة الجانب المصري هي التي أدت إلى تفاقم الموقف؟ لا، ذلك لأن الأثر الرمزي لأفعال الساسة الألمان هو الذي أصبح ذات أهمية في هذه اللحظة وأيقظ الآمال الكبيرة في مصر. لقد أُقيمت في ألمانيا حفلتي تأبين لمروة الشربيني، أولاهما في برلين، وبعدها بعشرة أيام أُقيمت الأخرى في دريسدن، وحضرهما ساسة ألمان وبثهما التلفاز الألماني. ولكن تأخير التأبين هذه الأيام يبرز تردد وحيرة السياسة الألمانية. ففي العشرة أيام الواقعة بين حفلتي التأبين بلغ استياء الرأي العام المصري والمسلم أقصاه لدرجة أن بعض المصريين تكوّن لديهم شعور أن حفلة التأبين الثانية ليست إلا من قبيل أنشطة العلاقات العامة في إدارة الأزمات.
علاوة على ذلك تساءلت وسائل الإعلام المصرية عن مدى سرعة ردود فعل السلطات الألمانية لو كانت المرأة المقتولة وزوجها الجريح وطفلها المصدوم من جنسية أخرى قريبة من المجتمع الألماني ثقافياً وجغرافياً. وعلى الرغم من أن هذه المأساة أدت إلى حدوث ارتياع واضطراب داخل المجتمع الألماني إلا أنها لم تكن مرتبطة عاطفياً مع الضحايا إلى حد كبير.
ليس في مصلحة وسائل الإعلام
كما أن تباطؤ التغطية الإعلامية وترددها في ألمانيا اعتبر من قبل المسلمين أيضاً نوعا من التمييز العنصري، هكذا كانت واقعة مقتل مروة الشربيني واحدة من الحالات القليلة التي أثارت فيها الانعكاسات غير المعلنة مشاعر العجز والتمييز العنصري بين المسلمين أكثر من التصريحات المعلنة.
وهناك مسألة أخرى تتعلق بالجانب الاقتصادي الإعلامي، ألا وهي أن المشهد الإعلامي الذي تغلب عليه روح التنافس والربح تميل فيه وسائل الإعلام إلى المبالغة والتنميق الدرامي وإلهاب المشاعر. وفي أثناء ذلك يمكن أن يكتشف المرء بسهولة ميول وسائل الإعلام الجادة إلى التبهرج في العرض. لهذا وبناءً على هذه الخلفية فإن المرء يتساءل عن سبب ضآلة اهتمام غالبية وسائل الإعلام الألمانية بقصة مروة الشربيني من البداية على الرغم من أنها تصلح لأن تكون "قصة مفيدة إنسانياً" تكتسح الأسواق.
في هذه القضية لم تظهر أبدا التفاصيل الدرامية التي عادة ما يقرؤها المرء في حالات ضحايا جرائم الشرف، منها أن مروة الشربيني كانت تلعب ضمن المنتخب المصري لكرة اليد، وأنها رمت بنفسها على ولدها البالغ من العمر ثلاث سنوات في قاعة المحكمة لكي تحميه، وأنها كانت تتوق إلى العودة لمصر بعد انتهاء زوجها من الدراسة.
حنان بدر
ترجمة: عبد اللطيف شعيب
حقوق الطبع: قنطرة 2009
حنان بدر باحثة في مجال الاتصالات ووسائل الإعلام بجامعة إيرفورت الألمانية، وكانت تعمل في مجال الاتصالات بجامعة القاهرة قبل أن تحصل على منحة لدراسة الدكتوراة من الهيئة الألمانية للتبادل الأكاديمي.
قنطرة
تعليق حول أبعاد جريمة قتل مروة الشربيني:
تضامناً مع جميع المسلمين... الاندماج لا يعني ذوبان الهوية
يرى الأمين العام للمجلس المركزي لليهود في ألمانيا شتيفان كرامر أن جريمة قتل المواطنة المصرية مروة الشربيني جاءت نتيجة تحريض نشر روح الحقد والكراهية ضد المسلمين في ألمانيا بدءا من أطراف المجتمع المتطرفة حتى وسطه. غير أنه يدعو مسلمي ألمانيا إلى عدم التراخي في سعيهم لتبوّء مكانهم الصحيح في المجتمع الألماني.
ردود الفعل على جريمة قتل مروة الشربيني في ألمانيا
تنديد بالجريمة وتحذير من إذكاء روح الكراهية والتطرف
توالت ردود الفعل المنددة بجريمة قتل المواطنة المصرية مروة الشربيني في قاعة محكمة في مدينة دريسدن الألمانية. الحكومة الألمانية تستنكر الجريمة بشدة وشقيق الضحية يعرب عن استيائه من طريقة تعامل السلطات ووسائل الإعلام الألمانية مع ملابسات الجريمة. مُلهم الملائكة في عرض لأهم ردود الفعل على هذه الجريمة.
اندماج المسلمين في ألمانيا:
زمن التحول رغم الصور المشوهة
يرى لؤي المدهون في تعليقه الآتي أن موجة الاستياء التي استغلها المحرضون في العالم الإسلامي بسبب جريمة القتل الوحشية لمروة الشربيني لا ينبغي أن تحجب النظر عن التحول الإيجابي في العلاقة بين مؤسسات الدولة الألمانية والمسلمين الألمان في السنوات الأخيرة.
حوار حول قضايا المهاجرين في ألمانيا
{macro:1}
تعليق حول الحكم بالاعدام على قاتل مروة الشربيني
{macro:2}