أمجاد جزائرية مونديالية وعزم على الثأر من الماكينات الألمانية
انفجر الشارع الجزائري فرحا مباشرة بعد نهاية مباراة منتخب بلادهم لكرة القدم مع نظيره الروسي، بنتيجة التعادل واحد مقابل واحد، ضمنت له التأهل للدور الثاني من مونديال البرازيل. وخرجت الجماهير الغفيرة بمختلف أعمارها تجوب شوارع المدن والقرى للاحتفال بالتأهل التاريخي، في الساحات العامة ومواكب السيارات التي جابت الأحياء والأزقة مطلقة العنان لأبواقها، تزينها الراية الوطنية ويهتف الجميع بأسماء لاعبي المنتخب، الممثل الوحيد للعرب في العرس العالمي، في مشهد لم يسبق وأن حدث في تاريخ الجزائر، حيث أمضت الجماهير ليلة الخميس (26 / 06 / 2014) إلى صباح الجمعة في الشوارع، وسط هتافات الشباب وزغاريد النساء، وزين المشهد الألعاب النارية التي حولت ليل الجزائر إلى نهار.
الفرحة في كل ربوع الجزائر
في ساحة البريد المركزي وسط العاصمة الجزائر. وفي خضم أفراح الجزائريين هتف الجميع بعبارة التشجيع الأولى للمنتخب one two three viva l' Algérie ، حيث اكتضت الساحة بالحشود التي تهافتت عليها من مختلف بلديات العاصمة، ونفس الأجواء الحماسية والاحتفالات الضخمة عاشتها كل أحياء العاصمة كالحراش وحسين داي والمدنية والقبة والمرادية والأبيار وبئر مراد رايس وغيرها، حيث تشكلت هنا وهناك مجموعات من الشباب والكهول حاملين الرايات والشعارات يجوبون الشوارع كما بثوا مختلف الأغاني التي أُلفت حول فريق الخضر.
وشهدت الطرق المتجهة لوسط العاصمة ازدحاما غير مسبوق، فالجميع كان يريد الوصول إلى قلب العاصمة للاحتفال بانجاز الخضر، حيث وصل طابور السيارات على الطريق السريع بومرداس الجزائر العاصمة إلى بلدية بودوادو(حوالي 40 كيلومترا)، مما جعل الشباب يقيمون حلقات عديدة للفرح والرقص والغناء وسط الطريق السريع ترافقهم زغاريد النساء من داخل السيارات ودوي الألعاب النارية، التي أضفت منظراً رائعاً.
جزائريون يتوعدون المانشافت بـ"ملحمة 1982"
يقول رياض وهو يهتف للمنتخب والجزائر: " إنه يوم تاريخي للجزائر والجزائريين، لقد أعدنا مجد كرتنا الضائع، ويضيف وهو يبكي فرحا، نقول للعالم جميعا إن "إرادة أحفاد أبطال ثورة التحرير بن مهيدي وعميروش، تصنع المعجزات"، ووجه أحد الأنصار تحية خاصة لحارس المرمى رايس مبولحى على استماتته في الدفاع عن شباك المنتخب الجزائري، وأضاف " لقد أمتعنا الخضر، وأبهجونا، ونحن معهم إلى آخر يوم في البرازيل، الذي نتمنى وندعو الله أن يطول أبعد من الثمن نهائي.
وتعالت أصوات رفاقه المحتفلين، "سنعيد ملحمة 1982"، عندما فاز رفاق رابح ماجر في مونديال البرازيل على نظيره الألماني بهدفين لواحد. لكن المنتخب الجزائري أقصي آنذاك، بسبب ما يعتقده كثير من الجزائريين بأن "مؤامرة" أو ما يطلقون عليه"مؤامرة خيخون" نسبة للملعب الذي جرت آنذاك فيه المباراة، وقعت ضد منتخبهم بين ألمانيا والنمسا بنفس المجموعة.
وحول توقعاته للمقابلة القادمة مع المنتخب الألماني، يقول محمد، إن "المنتخب الألماني فريق قوي، ويضم في صفوفه لامعين من اللاعبين المحترفين، لكن هذا لا يقلل من عزيمة الخضر في إعادة ملحة 1982 حين فزنا على المنتخب الألماني الذي كان أيضا بنفس مواصفات قوة فريقهم اليوم، وأملنا كبير في الفريق الشاب في لعب مباراة في القمة حتى وإن لم يحقق الفوز، لأننا لا نريد أن نتطلع أكثر من إمكانيات فريقنا، والمفاجأة تبقى قائمة".
كرة القدم تمنح الجزائريين البهجة
وفي غمرة الفرح والرقص الهستيري الذي دخل فيه الكثير من الشباب الجزائري قال محمد: "أخيرا وجدنا شيئا نفتخر به كجزائريين وجيل جديد لم يعرف الفرح في حياته بهذا الشكل، نحن الجيل الذي لم يعايش فرحة الاستقلال، نعتقد أن فرحتنا اليوم بالتأهل تشبه في زخمها فرحة آبائنا وأجدادنا باستقلال الجزائر، وأضاف بصوته المبحوح وهو يتصبب عرقا من الرقص، انتهى التأريخ لمجد كورتنا بـ 1982، اليوم يبدأ التاريخ الجديد لكرة القدم الجزائرية، وسنعيد ملحمة 1982 في 2014.
وفي العالم الافتراضي اشعل تأهل الجزائر للمونديال حماس النشطاء على التواصل الاجتماعي من جميع الدول العربية، التي أمطرت الجزائريين، والمواقع الإخبارية على شبكة الانترنت بباقات التهنئة للمنتخب العربي الوحيد في المونديال، وعبارات الافتخار بالمنتخب الجزائري الذي حقق آمال العرب في المونديال، ولم يخرج بخفي حنين كما كان يتوقع بعض المتابعين، وفي تويتر وعبر هاشتاغ #الجزائر و#الجزائر_في_المونديال غرد جميع العرب فرحا بتأهل المنتخب الجزائري، داعيين محاربي الصحراء بالعزم أكثر على تحقيق الفوز أمام المنتخب الألماني والتأهل للدور التالي.
توفيق بوقاعدة - الجزائر
تحرير: منصف السليمي
حقوق النشر: دويتشه فيله 2014