الحجر الأسود تعرض للسرقة لمدة 22 عاماً...ماذا تعرفون عن تاريخ الكعبة؟
يعتبر الحج واحد من فرائض الإسلام الخمسة، وقد حوّل استمرار فعل "الحج"، أي الزيارة إلى نفس المكان الذي طاف به نبي الإسلام قبل أكثر من أربعة عشر قرنا، المكان إلى واحد من أكثر بقاع العالم اليوم تقديسا يجتمع فيه أثناء تأدية مناسكه أكثر من ثلاثة ملايين حاجة وحاج يتواجدون في نفس المكان والزمان في أكبر تجمع بشري على وجه الأرض.
ويتوافد عليه طيلة العام أضعاف هؤلاء من ملايين المعتمرين، أي الزائرين خارج الموسم الرسمي للجج الذي يكون يوم 10 ذي الحجة من كل سنة هجرية.
وإذا كان المسلمون عامة لا يجادلون في قدسية هذا المكان وقدسية طقوسه التي فرضها عليهم دينهم وتوارثوها عن سيرة نبيهم، إلا أن تاريخ بناء البيت المسمى اليوم "الكعبة" يلفه الكثير من الغموض الذي لا يزيد سوى من الرفع من قداسته عند من يؤمنون بتلك القداسة.
فالمسلمون يعتقدون أن الكعبة "التي يصفها القرآن بأنها أقدم بيت" للعبادة على وجه الأرض، إنما بناه الملائكة حتى قبل أن ينزل آدم إلى الأرض، وتعرض للهدم بعد الطوفان الذي شهده عهد النبي نوح، ليبنيه من جديد نبيا الله إبراهيم وإسماعيل. ودليل المسلمين على ما يقولون هو القرآن الذي يشير بوضوح إلى أن البيت المسمى "الكعبة المشرفة" اليوم بناه إبراهيم وابنه إسماعيل.
وحسب نفس الرواية الإسلامية فإن هذا البيت إنما اكتسب قداسته أيضا لأن أحد الملائكة هو جبرائيل تدخل أثناء بنائه وقدم لإبراهيم وإسماعيل الحجر الأسود الذي يعتقد المسلمون أن مصدره الجنة وهو الحجر الذي يتبرك به المسلمون أثناء الطواف حول البيت الذي يحمل هذا الحجر في أحد أركانه.
الكعبة في العهدين القديم والجديد
وهناك من الباحثين من يذهب إلى القول بأن الكعبة ذكرت أيضا في العهدين القديم والجديد. ويستشهد هؤلاء بما جاء من إشارات إليها في "سفر التكوين " الذي يروي كيف أن هاجر أم إسماعيل، عندما طردتها ساري (أو سارة) أو هربت من عذابها، وكانت هاجر أَمَة عند سارة زوجة إبراهيم الأولى، تاهت في الصحراء حتى وجدها ملاك ودلها على عين في البرية سميت بـ "بئر الحي الرحيم"، ويَعتقد المسلمون بأنها هي بئر زمزم اليوم.
وفي رواية أخرى من "سفر التكوين" تحكي أن إبراهيم عندما خرج هو وزوجته الثانية هاجر من مصر توجه نحو القبلة، وفي نصوص أخرى نحو الجنوب، إلى أن بلغ أرضا تعتبر ممرا للقوافل وبنا فيها "مذبحا" أي هيكلا مقدسا. كما أن العهد القديم يحفل بذكر "برية فاران" على اعتبار أنها موطن النبي إسماعيل، ويعتقد الكثير من المؤرخين والمفسرين أن المقصود بها هو أرض الحجاز اليوم حيث توجد مكة المكرمة.
أما في "العهد الجديد" (إنجيل المسيحيين) فقد ورد في بعض نسخه ذكر اسم "وادي بكة"، الذي يتخذه بعض المسلمين حجة قاطعة على أن "الإنجيل" الذي يعني "البشارة" بشر بالدين الجديد أي دين الإسلام، بينما يعتبر آخرون أن ذكر كلمة "بكة" إنما جاءت في الكتاب الذي تم تحريفه، ولذلك نجد هذه الكلمة قد تحولت في بعض نسخ الإنجيل إلى "وادي البكاء" وليس "وادي بكة".
وبعيدا عن هذه المعتقدات الدينية التي تبقى مسلمات بالنسبة لأصحابها لا مجال هنا للدخول في مناقشتها، فإن للكعبة تاريخ آخر، هو تاريخها الاجتماعي الذي نجده في الأشعار والروايات والكتب.
ويبقى المهم في كل ما سبق هو أن "الكعبة" كمكان مقدس كانت موجودة قبل الإسلام، وكان يحج إليها الناس من كل مكان في محيطها الشاسع الذي يعرف اليوم بشبه الجزيرة العربية. فمكة كانت حتى قبل مجيء الإسلام ملتقى طرق كبير بحكم موقعها الجغرافي في قلب شبه الجزيرة العربية تتوافد عليها القوافل التجارية التي كانت تعبر المنطقة ذهابا وإيابا من الشمال نحو الجنوب ، ومن الغرب نحو الشرق.
وكان للحج موسم عند العرب القديمة يقابل فصل الربيع والخريف، وكان يمتد لمدة ثلاثة أشهر حتى يتمكن أكبر عدد من الحجاج من كل مناطق شبه الجزيرة العربية الحضور إلى ما كان يعتبر أكبر ملتقى تجاري وثقافي في ذلك الزمان.
للاطلاع على المقال الموسع الرجاء الضغط هنا...
اقرأ/ي أيضًا: مقالات مختارة من موقع قنطرة
كتاب "الهجوم على مكة" لياروسلاف تروفيموف - مولد الإرهاب الإسلاموي؟
سياسة صدام ساهمت في تدمير الدولة العراقية - سقوط نظام صدام حسين...مدخل للسقوط العربي
العرب وإسرائيل من منظور الكاتبة الإسرائيلية ليزي دورون - في ذكرى قيام إسرائيلي
[embed:render:embedded:node:25013]