ألحان موسيقية في ظلال ناطحات السحاب
تستضيف حديقة صغيرة في وسط مدينة دبي الكبيرة "مهرجان دبي للجاز". وفي المنطقة الواقعة مباشرة خلف منصة المسرح، يمكن للمرء مشاهدة ناطحات السحاب، التي لم يكتمل بناء بعضها بعد. أما أمام منصة المسرح فهناك أرائك مريحة تغري بالجلوس. إن أجواء المهرجان الرائعة تتناغم مع اسم الجهة المنظمة وهي شركة" chill out productions" أي "هدئ أعصابك"! ويقود العمل فيها اللبناني أنطوني يونس الذي أسس مهرجان دبي للجاز منذ ثماني سنوات وكما يحكي فإن الفكرة كانت محط تندر الكثيرين إذ قيل له آنذاك: "موسيقى الجاز في دبي؟ هذا لن ينجح أبدا."
والآن أصبحت فعاليات المهرجان تتواصل على مدى أكثر من أسبوعين، وقد بلغ عدد زواره العام الماضي 32 ألف زائر، وإن كان غالبية الزوار لا يأتون من أجل موسيقى الجاز بشكل أساسي، إذ إن السبب الذي يكمن وراء جذب هذا الجمهور العريض إلى المهرجان يكمن بالدرجة الأولى في أغاني البوب لموسيقيين كبار مثل جين مونهيت Jane Monheit ، ليز وليز إيزيبور Liz Izibor ، وديفيد جراي David Gray وجيمس موريسون James Morrison، وتصل قيمة تذكرة الدخول إلى نحو 200 يورو في حال قدم أحد هؤلاء المشاهير عملا حيا على خشبة المسرح.
الاستمتاع بالجاز مجانا
وبالنسبة للنصف الأول من المهرجان، فإن الدخول متاح مجانا وما على المرء إلا تسجيل اسمه في الصفحة المخصصة لذلك على الإنترنت. ويقول رجل الأعمال الخبير في تسويق ونشر موسيقى الجاز أنطوني يونس: "كي أكون صريحا وصادقا، لا بد أن أعترف بأن موسيقى الجاز لا تمثل بالضرورة الوسيلة الأمثل لجذب جمهور كبير. فالجاز نوع من الموسيقى يروق لقطاع معين من الناس في دبي. لكنني من المتحمسين لهذا النوع من الموسيقى وأحاول إقناع الآخرين بأنها موسيقى ممتعة، وأن أكسبهم بالتدريج للاستماع إليها."
موسيقى من نوع خاص
إن المفهوم الذي يتبناه المسؤول عن مهرجان الجاز في دبي لا يتعارض مع إرضاء استضافة موسيقيين يقدمون نوعا خاصا ومختلفا من الموسيقى، ويأتي في الطليعة الفنانون الذين قدموا من ألمانيا. وهكذا كان منذ ليلة الافتتاح الفرق كبيرا وواضحا بين الأنغام المألوفة المعتادة كما عزفتها فرقة جاز انجليزية، والأنغام التي تدفقت بقوة وسلاسة أثناء العزف الثلاثي لفرقة مارتن تيتغفال Martin Tingvall الذي يعد خليفة لأسطورة الجاز إيسبيورن سفنسون Esbjِrn Svensson. وتجاوب الجمهور بحماس كبير مع أسلوب العزف الحيوي وغير المألوف على البيانو، الذي شكلت فيه الفرقة "ثلاثيا رائعا" بحسب وصف أحد المعجبين المصريين الذي وصف الفرقة أيضا بأنها "الفرقة الأكثر إبداعا في المهرجان."
إن الفترة التي ستقدم فيها الفرق الألمانية السبع حفلاتها الموسيقية تصل إلى أسبوع. وتتم المشاركة في مبادرة تدعمها حكومة ولاية هامبورغ. وكما تقول ممثلة الولاية في دبي كيرستن شتاب، فإن "الوقت قد حان ليمتد الدعم ويشمل المستوى الثقافي ولا ينحصر فقط على المستوى الاقتصادي فحسب".
وتيرة التطور مستمرة
غير أن إقامة مهرجانات الجاز في الهواء الطلق كما الحال في دبي، لا يعتبر تقليدا متجذرا في الثقافة العربية. لذا فإن الأجانب المقيمين في دبي كالأوروبيين واليابانيين والأمريكيين والاستراليين، يشكلون قسما كبيرا من جمهور المهرجان. لكن الفعالية تمثل بالنسبة لهذه الشريحة مناسبة للتغيير ولكسر روتين العمل والحياة اليومية. وكما يرى أحد الزوار المتحمسين، فإن مهرجان الجاز أمر عظيم، وهو أفضل فعالية في دبي بشكل عام، إذ "يمكنك الاسترخاء وقضاء سهرة ممتعة، كما أنها بالتأكيد أفضل من الاستماع إلى فرقة فلبينية تقدم أغاني بريتني سبيرز، فلدينا ما يفي من أمثال هؤلاء. ولعل السكان سيرون مع مرور الوقت أن مهرجان موسيقى الجاز ليس بالممل." وكما يقول فإن وتيرة التغيير في هذه الاتجاه مستمرة.
يان تينغلر
ترجمة: نهلة طاهر
حقوق النشر: دويتشه فيله 2010
قنطرة
انعكاسات الأزمة المالية على المشهد الثقافي في دبي:
نهاية عصر الكولونيالية الثقافية
على الرغم من الأزمة المالية التي عصفت بإمارة دبي والتي جعلت منها بوصفها مدينة ثقافية عالمية سرابا، إلا أن ذلك من شأنه أن يسمح لهذه الإمارة بتسليط الضوء أخيراً وبشكل أقوى على ثقافتها المحلية. لاورا فايسمولر تعرفنا بالمشهد الثقافي في دبي في ضوء هذه الأزمة.
عازف الغيتار والعود الأردني كمال مسلّم:
ألبوم "لولو" يتلألأ في سماء دبي
قبل فترة غير بعيدة أصدر عازف الغيتار والعود الأردني المقيم في دبي والمختص بعزف موسيقى الجاز، كمال مسلّم ألبومه الخامس. وهذا الألبوم الجديد الذي يحمل عنوان "LuLu" يشكِّل مزجًا غير عادي يتكوَّن من إيقاعات تقليدية من الخليج العربي وموسيقى البلوز والجاز. مارتينا صبرا تعرِّفنا بهذا الموسيقي وألبومه الجديد.
الحوار الإعلامي العربي-الألماني في دبي:
دبي ....عالم المتناقضات.....مصنع المفاجآت
يناقش الحوار الإعلامي العربي الألماني تأثيرات إشكالية التعددية الثقافية ومرحلة ما بعد الحداثة لإمارة دبي على المنطقة والهوية العربية. وهل تشير المشاريع العمرانية، التي تجاوزت كل الحدود، إلى مستقبل واعد، أم أن الإمارة ستفشل بسبب التناقضات التي تنطوي عليها؟ روديغر هايمليش في محاولة للإجابة عن هذه التساؤلات.