مَن هتف من أجل الحرية غير مسؤول عن بؤس سوريا وشقائها
رفيق شامي، سوريا الآن مدمَّرة. والناس يتحمَّلون كلَّ شيء، فقط من أجل خروجهم من البلاد. فهل كنت تعتقد أنَّ مثل هذا التطوُّر الكارثي أمرٌ ممكنٌ؟
رفيق شامي: لقد كنت متشكِّكًا. ولهذا السبب فقد جعلت نفسي أيضًا غير مستحب لدى الأصدقاء في المعارضة السورية. عندما كانوا في البداية متفائلين الى حد النشوة بالانتصار، لم أقتنع ببساطة بنصر سريع. بيد أنَّني لم أتوقَّع أنَّ الكارثة ستكون بهذا الحجم. لم يشهد التاريخ حاكمًا قصف شعبه بالغازات السامة.
في بداية "الربيع العربي" كنا نعتقد في الواقع أنَّ هذه الثورات من شأنها أن تجلب الديمقراطية للعالم العربي. ولكن يبدو أنَّ تونس هي الوحيدة التي وجدت هذا الطريق. بينما أخذت التطوُّرات في سوريا أسوأ منعطف. فكيف تفسِّرون ذلك؟
رفيق شامي: من سوء حظّ سوريا تاريخيًا أنَّها تحتل موقعًا مهمًا استراتيجيًا. تونس بلد سياحي تقع على أطراف العالم العربي، ولا تكاد توجد في محيطها أية صراعات. ولكن في حالة سوريا من الأسهل ذكر القوى التي لا تتدخَّل. فالولايات المتَّحدة الأمريكية وروسيا والصين والعراق ولبنان وتركيا والسعودية وقطر وإسرائيل وإيران - لقد أصبحت سوريا بالنسبة لجميع هذه الدول ساحة لتصفية نزاعاتها. وتنظيم "الدولة الإسلامية"، الذي ظهر في الأمس، أصبح اليوم لاعبًا مشاركًا في هذه اللعبة الدموية. ويضاف إلى ذلك صراع الشرق الأوسط (النزاع الفلسطيني الإسرائيلي) والمسألة الكردية.
ولهذا السبب فأنا لا أستطيع الاعتقاد بإيجاد حلّ سريع لهذا النزاع. فحينما يتم إضعاف طرف ما تزيد قوة الطرف الآخر. وما أن حصل الأكراد على أسلحة وبدؤوا من قراهم في قتال تنظيم "الدولة الإسلامية" بشجاعة، حتى تمت مهاجمتهم من قبل تركيا. وبما أنَّهم قد تسببوا في هزيمة إردوغان في البرلمان، فإنَّ الرئيس التركي يجدهم في حلم جنون عظمته كعائق في وجه أحلامه. غير أنَّ هذه الفاتورة يتم تسديدها على حساب سوريا. والمعارك تدور على الحدود السورية الشمالية، وتضعف الأكراد، الذين ربما كان من الأفضل وجودهم كشركاء في حلف لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية".
روايتك الجديدة "صوفيا أو بداية كل القصص" تعالج الفترة الزمنية التي سبقت مباشرةً الانتفاضة في سوريا. الخالة أماليا، وهي امرأة رائعة للغاية في روايتك، التي تجسِّد - بحسب صوفيا بطلتها وعنوانها - ثلاث ثورات، لا تؤمن هي نفسها بالثورة ...
رفيق شامي: هذه الفترة الزمنية تهمني بشكل خاص، حين تبدأ الأرض بالتزلزل وتنشأ الشقوق على سقف النظام. وهي فترة مهمة جداً ونبع غزير للرواية.
الخالة أماليا تنتقد الجماعات المسلحة. وتتحدَّث حول الخدعة في كلمة "ثورة". لقد وجدت هذا لدى كوبرنيكوس، الذي وقعت سيرةُ حياته في يديَّ بالصدفة. فأنا شخصيًا مختص بالعلوم الطبيعية. ولكن لم يخطر على بالي أنَّ التكرار يكمن في المقطع الأمامي "Re" (التي تعني إعادة وهي بادئة حرفية في كلمة Revolution). والثورة لغوياً تشير إلى حركة دائرية تعيد نفسها وتتكرَّر. وكذلك التمرّد العسكري أو الثورة أو الانقلاب نحن نستبدل بالتالي فقط ديكتاتورًا مستهلكًا بديكتاتور جديد (مثل استبدال مبارك بمرسي ومرسي بالسيسي) وندور دائمًا في نفس الدائرة.
هذا يعني أنَّ الثورة في سوريا لم تكن لديها منذ البداية أية فرصة ...
رفيق شامي: ما حدث في سوريا ليس ثورة. كان هذا انتفاضة شعبية، انتفاضة حضارية شجاعة قامت بها جماهير تريد الديمقراطية والحرية. ومثل هذا المطلب المحق والبطولي بأن واحداً كان في أعماقه مطالبة بإصلاح راديكالي ينهي الذل، حيث خرج ذات يوم مليونا شخص إلى الشوارع دون أي قيادة حزبية. وهؤلاء الأشخاص كانوا عُزَّلاً من دون سلاح. ولكن بعد ذلك تم إطلاق النار على الجماهير تمت عسكرة الانتفاضة الشعبية وقطع طريق الإصلاح وفيما بعد خنق الثورة. والمسؤولية عن التحوُّل الفظيع تقع منذ البداية على عاتق النظام الدكتاتوري.
هل كنت تأمل في أن الغرب سوف يتدخَّل، عندما استخدم الأسد الغازات السامة ضدَّ شعبه؟
رفيق شامي: هذا بالضبط ما كان يجب حدوثه. من خلال تساهلهم خان السياسيون الأوروبيون قيم ثقافتهم الأساسية: الحرية والديمقراطية والكرامة الإنسانية. وفجأة يجد مسيو هولاند مبرِّرات لحوار مع الأسد. وغيرهارد شيندلر، رئيس جهاز المخابرات في ألمانيا، يتفاوض مع رئيس المخابرات السورية: يتفاوض مع قاتل! وكلُّ هذا يحدث من دون علم البرلمان الألماني. وفي هذه الفترة الزمنية يتحول خط الرئيس الأمريكي الأحمر إلى شريط مطاطي.
أكَّد الكاتب المصري علاء الأسواني نظرًا إلى تنظيم "الدولة الإسلامية" على ضرورة تعاون المجتمع الدولي من أجل التخلص من هذا التنظيم. فهل تتَّفق معه في ذلك؟
رفيق شامي: بدلاً من الاعتماد على الطائرات المسيَّروة من دون طيَّار، يجب إرسال قوَّات عربية برية إلى البلاد. ويجب أن يتم تشكيل هذه القوَّات بمساعدات خارجية. ومع ذلك يجب على العرب أيضًا أن يشاركوا فيها بصورة رئيسية، وذلك لأنَّهم يعرفون كيف يتعاملون مع الصديق والعدو- على العكس من القوَّات الأمريكية، التي يتم نقلها بالطائرات المروحية ولا تجد ضالتها.
في روايتك تصف الهروب بأنَّه رفيق دائم للثقافة العربية. وتجعل بطل روايتك يقول: "الهروب بداية جديدة، وأمل ...". فهل تعتقد أنَّ اللاجئين في أوروبا سوف تكون لديهم بداية جديدة؟ خاصة وأنَّ الحديث حول عودتهم قد بدأ الآن ...
رفيق شامي: التقويم الإسلامي لا يبدأ بولادة النبي محمد ولا بوفاته، ولكن بهجرته من مكة إلى المدينة. وهذا رمز ذو دلالة عظيمة. الهروب يبدو منقذًا للحياة. ولكن هذا لا يقول أي شيء عن شكل الحياة بعد الهروب. فهو يرتبط فقط بلحظة الهروب. حينما يُقرِّر المرء الهروب، تبدأ الحياة من جديد. لقد قرأت ذلك لدى أحد الحكماء الصينيين. لا يحتاج المرء لأن يخجل من هروبه. فبإمكانه أن يبدأ من جديد. وهنا تنفتح العديد من الطرق. فبعض اللاجئين يهاجرون إلى أمريكا أو أستراليا. وهذا يكون على الأغلب نهائيًا، حيث لا يعودون. بينما ينتظر الآخرون ويتمنون العودة اليوم قبل الغد.
ويبقى البعض هنا، وخاصة المتعلمين ذوي المؤهلات الجيدة. ومع تعلم اللغة وإتقانها قد تنفتح لهم آفاق جديدة للحياة. ومع الأسف سوف نفتقدهم بعد ذلك. فكلُّ طبيب وكلُّ تقني يبقى هنا سوف نفتقده في إعادة إعمار سوريا. ولكن هذا مصير وحق كلِّ فرد بذاته. وهنا لا يجوز للمرء أن يُنَصِّب نفسه بتعجرف قاضيًا يُصدر الأحكام.
نظرًا إلى أعداد اللاجئين الكبيرة يوجد في ألمانيا بين المواطنين قدر كبير من الاستعداد لتقديم المساعدة للاجئين. ولكن توجد أيضًا أصوات، تجادل مع بعض الشماتة، بحسب شعار: هذا ما جنيتموه الآن من ثورتكم"!
رفيق شامي: هذه شماته بحته، تصدُر مرارا وتكرارا عن أنصار الدكتاتورية غير القابلين للتعلم من أخطائهم، وهي محاولة منهم لمساواة المجرم بالضحية وخلط الأسباب بالنتائج. الأشخاص الذين هتفوا من أجل الحرية ليسوا المسؤولين عن حالة البؤس والشقاء. لقد نشأت الكارثة من خلال غباء العالم، الذي سمح لهذا الديكتاتور بأن يبقى في السلطة.
ترى الكاتبة السورية سمر يزبك أنَّ المهمة الملحة تكمن في خلع بشار الأسد ...
رفيق شامي: الأوروبيون يريدون إقناعنا بأنَّه يجب علينا أن نتوصَّل إلى تسوية مع الأسد. ولكن هذا مستحيل. إذ لا يمكن التفاوض على تسوية مع قاتل مسؤول عن قتل 250 ألف شخص وقد قصف المدنيين بالغازات السامة. يجب عليه أن يرحل. ولكن يجب علينا، نحن السوريين، أن نتعلم التسامح. فبدون تسامح لا يمكن بناء الديمقراطية. لذلك يجب تشكيل حكومة انتقالية حتى مع الناس الذين خدموا النظام ولكن من دون أن تكون أيديهم قد تلطخت بالدماء. وقد عبرت عن وجهة نظري هذه قبل سنين في "ًصفحات سورية" وبينت أن الثأر يهدم كل أمل ببناء دولة ديمقراطية.
روايتك الجديدة هي نداء رائع ضدَّ الإيديولوجيا. ولكن ألا يدل ذلك على التضليل الإيديولوجي عندما يدَّعي المرء أنَّهم أرادوا إزالة آخر بقايا الإمبراطورية السوفييتية، وهذه الآن هي النتيجة؟ فهل هناك حرب بالوكالة يتم خوضها من جديد؟
رفيق شامي: من وجهة نظر معيَّنة، حيث يحاول بوتين أن يعوِّض سياسيًا ما فشل في تحقيقه اقتصاديًا. فمن الناحية الاقتصادية لا يوجد لروسيا أي وزن إطلاقًا على مستوى العالم. فهنا تتصدَّر الاقتصاد العالمي أوروبا الغربية والصين والولايات المتَّحدة الأمريكية والبرازيل واليابان وربما سنغافورة. والبضائع الروسية –بغض النظر عن الأسلحة- لا يمكن العثور عليها في أي مكان. وبوتين يتصرَّف بدوره مثل المستعمر. فهو يرسل الأسلحة إلى شبه جزيرة القرم وإلى أوكرانيا، ويدعم الدكتاتورية في سوريا، وذلك لأنَّه يريد أن يكون لاعباً فاعلاً في هذه المنطقة الغنية والمهمة استراتيجيا ويريد المحافظة على القاعدة العسكرية في طرطوس، التي تمثِّل لغوَّاصاته المرفأ الوحيد على المياه الدافئة.
لو كان واجه بوتين منافسًا بمكانة (المستشار الألماني الأسبق) هيلموت شميت أو فيلي براندت، لكان قد أوقفه عند حده منذ فترة طويلة. ولكن لا توجد اليوم مثل هذه الشخصية بين السياسيين في أوروبا الغربية. فشكلهم المتسم بالقزامة يجعل من بوتين عملاقاً.
لقد وصلنا إلى نقطة بات ينبغي علينا عندها ألاَّ نذكر فقط "الصِّبْيَة الأشرار"، أي إيران وروسيا والصين، بل صار يجب علينا أيضًا أن نسأل عن الغرب. أين هي قيم الحرية في الغرب؟ كيف يمكن لسياسييه السماح بإنتاج غازات سامة بالقرب من إسرائيل وهم الذين كانوا يصابون بهستيرية ويطبلون ويزمرون مدعين الخوف على إسرائيل إذا استورد العرب سلاحًا بسيطًا؟ من المعروف أنَّ شركات فرنسية وألمانية وهولندية وحتى أمريكية قد شاركت في إنتاج هذه الغازات السامة. ما الذي يحدث هنا؟ وما هي هذه اللعبة الخطيرة؟
يتحدَّث الغربيون كثيرًا حول الديمقراطية. ولكن أحيانًا يغلب الانطباع بأنَّهم في الواقع لا يريدون الديمقراطية في العالم العربي ...
رفيق شامي: هذا صحيح مع الأسف. فهذا الشك يساورني منذ أربعة أعوام. ما نوع هؤلاء الخبراء الذين يستشيرهم السياسيون في أوروبا! وكأن الديمقراطية ستوقف ضخ النفط وكأن حكومة عربية ديمقراطية تستطيع الاستغناء عن بيع النفط. من دون بيع النفط ينهار العالم العربي. وحتى في ظلِّ الديمقراطية يجب علينا أن نبيع النفط في السوق العالمية.
حتى وإن كان لا بدّ لي من إحباط الكثيرين بهذا القول: فعلى ما يبدو لا يوجد أي اهتمام في أن يتم حكمنا ديمقراطيًا. ومع المملكة العربية السعودية يستطيع المرء تدبير أموره. لقد قامت الولايات المتَّحدة الأمريكية حتى ببناء قواعد عسكرية عديدة هناك. وفي قطر يوجد أكبر مركز للاستخبارات والقيادة الأمريكية في الشرق الأوسط. والهدف الوحيد من هذه القواعد هو حماية الأسرة السعودية المالكة وشيوخ النفط من امكانية انقلاب أو ثورة. والمملكة العربية السعودية وقطر تدعمان الأصوليين والإرهابيين بالمال. وكذلك تحوم الشبهات حول دعمهما تنظيم "الدولة الإسلامية"، وذلك لأنَّ أعضاء هذا التنظيم من المتطرِّفين السُّنَّة وفكرهم قريب جدا من الوهابية. فهل يريد الأمريكيون القول إن بإمكانهم تقصي المعلومات حول المستشارة الألمانية في عقر دارها، في حين أنهم لا يعرفون شيئا عن دور قطر والمملكة العربية السعودية؟ ثم يتصرفون وكأنَّهم يعملون ضدَّ تنظيم "الدولة الإسلامية". فيا له من انفصام في الشخصية!
... .
في عدة مداخلات لك أشرت إلى الجمهورية المجالسية الاستشارية للقرامطة (التي حكم الشعب نفسه فيها بنفسه عبر مستشارين منتخبين) من القرن التاسع وحتى القرن الحادي عشر، وهذا يدل على أن التاريخ العربي غير المشوه يمتلك دون ريب تجارب تاريخية لمشروع مضاد. فهل يمكن الاعتماد على هذا النموذج؟
رفيق شامي: يتم دائمًا اتِّهامنا من قبل الإسلاميين بأنَّنا نقلد أنظمة المستعمرين. ولذلك لا بد من التأكيد مرة أخرى أنه ليس علينا أن ننسخ الديمقراطية الأوروبية. نحن لسنا في حاجة إلى أن نتبنَّى النظام البرلماني البريطاني ولا الفرنسي أو الألماني. إذ يمكننا أن نستفيد من التجربة الديمقراطية في ثقافتنا الخاصة وتاريخنا الخاص. فقد استمرت جمهورية القرامطة مائة وخمسين عاماً. ومنهم يمكننا تعلَّم كيف كانت المرأة في الواقع تقف على قدم المساواة مع الرجل. ومن المثير للاهتمام أن نعرف ما هي المبادئ التي كانت لديهم. وكذلك بإمكاننا من خلال الفلسفة الصوفية كسب الكثير لديمقراطيتنا: من الشهيد العظيم الحلاج ومن سلمان الفارسي وعبد القادر الجيلاني وابن عربي وهادي العلوي. ومن هنا بإمكاننا أن ننهل بشكل نقدي من هذا التراث والأخذ من تجارب الشعوب الأخرى من أجل إنشاء دستور حديث حيّ يضمن في فقرته الأولى الحرية والكرامة للناس. فالديمقراطية القائمة على هذا الأساس ستكون متجذِّرة في ثقافتنا، وسيكون لها مستقبل.
لقد اشتكيت ذات مرة من أنَّ إنجازات الثقافة العربية الإسلامية لا تتم ملاحظتها تقريبًا هنا في ألمانيا. وبدلاً عن ذلك تتميَّز هنا الأحكام المسبقة بالغطرسة والجهل. فهل سيغيِّر اللاجئون في أوروبا شيئًا من ذلك؟ وهل سيتمكَّنون من خلق التفاهم؟
رفيق شامي: لا يمكن الإجابة على ذلك إلاَّ بحذر. فالمستقبل يجلب في بعض الأحيان مفاجآت. أعتقد أنَّ مستوى الغطرسة سوف يزداد لدى شريحة من المجتمع، وذلك لأنَّ البعض يشعرون بأنَّهم مُتَفَوِّقون على هؤلاء اللاجئين، الذين يحتاجون إلى المساعدة ولا يستطيعون التعبير بدقة عن أنفسهم ولا يتقنون قواعد اللعبة في المجتمع الجديد.
ولكن في الوقت نفسه سوف يرتفع لدى شرائح أخرى في المجتمع الموقف المنفتح والمتسامح والقائم على أساس المحبة، خاصة بين الأشخاص الذين يحتكون في الواقع مع اللاجئين ويعملون معهم على مستوى واحد أساسه الاحترام المتبادل. ومن هذه الناحية سوف يحدث انقسام، مثلما هي الحال في جميع الاختبارات. اللاجئون يمثِّلون اختبارًا بالنسبة للمجتمع الأوروبي.
حاورته: روت رينيه رايف
ترجمة: رائد الباش
حقوق النشر: موقع قنطرة 2015 ar.qantara.de
ولد رفيق شامي في عام 1946 باسم سهيل فاضل في دمشق. وهو من أسرة آرامية تنحدر من قرية معلولا الشهيرة. نشر في مرحلة مبكرة من عمره قصصًا وحكايات، وفي عام 1966 أسَّس في أحد أحياء دمشق القديمة الصحيفة الجدارية الأدبية الناقدة "المُنطلق"، التي تم حظرها في عام 1970. وفي عام 1971 هاجر إلى ألمانيا، وفي عام 1982 أسَّس لنفسه مكانة ككاتب حرّ تحت اسمه المستعار رفيق شامي. وفي عام 1980 شارك في تأسيس الجماعة الأدبية "رياح الجنوب".
وفي عام 2011 أسَّس السلسلة الأدبية "منشورات السنونو للأدب من الدول العربية"، وهو محرِّرها. تسعى هذه السلسلة إلى بناء جسر يربط الكتَّاب العرب مع القرَّاء في القارات الأخرى. أمَّا أعمال رفيق شامي، التي تضم أيضًا كتبًا للأطفال ومقالات حول المجريات السياسية في الشرق الأوسط، فقد تمت ترجمتها إلى ثمان وعشرين لغة وحصلت على العديد من الجوائز.