اصطياد طهران لنشطاء شبكات التواصل الاجتماعي في إيران
تتمنى الطفلة روجان عربي البالغة من العمر خمسة أعوام أن يأتي والدها ليأخذها من الروضة إلى البيت بعد انتهاء الوقت، لكن تمنيات الطفلة لا يمكن أن تتحقق لأن والدها سهيل عربي معتقل حاليا في سجن أفين الشهير في طهران. سهيل محكوم عليه بالإعدام بتهمة الإساءة إلى النبي محمد على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك. وهي جريمة يعاقب عليها قانون الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالإعدام.
وكان الموضوع المسيء إلى النبي، وفق وجهة نظر السلطات، قد نشر في مدونات وعلى ثمانية حسابات مختلفة في موقع الفيسبوك. فيما تظهر السلطات الإيرانية نفسها بأنها متأكدة من أن جميع تلك الحسابات تابعة للمتهم سهيل عربي. إلا أن زوجته ناستران نعيمي تنكر وبشدة ذلك وتحاول منذ فترة تعبئة الرأي العام لصالح قضية زوجها المهدد بالموت عبر المواقع الاجتماعية، فيسبوك وغيرها. في هذا السياق تقول الزوجة ناستران إن زوجها لم يكتب قط بنفسه تلك المقاطع التي تشكل إساءة للرسول محمد، مشيرة في الوقت نفسه إلى أنه نسخ فقط ما جاء في صفحات إلكترونية أخرى لنشره في موقعه على حساب الفيسبوك أيضا.
ملاحقة مستخدمي المواقع الاجتماعية
وتجدر الإشارة إلى أنه تم في إيران خلال الأشهر الاثني عشر الماضية اعتقال عدد كبير من ناشطي الشبكة العنكبوتية. كما حكم في تموز/ يوليو الماضي وحده على ثمانية ناشطين بالسجن لمدد تتراوح ما بين ثمانية و21 عاما. وبالإضافة إلى ذلك تم في أيلول/ سبتمبر الماضي اعتقال 11 شخصا بتهمة استخدام شبكة الانترنت لنشر نكات سياسية حول الزعيم الروحي للثورة الإسلامية الراحل آية الله الخميني.
وبات واضحا قبل أيام قليلة أن طهران لا تريد فقط تصفية المدونات غير المرغوب فيها على شبكة الإنترنيت، وإنما أيضا التعرف على جميع مستخدمي الشبكة الإلكترونية، ابتداء من عملية دخولهم إليها. "الذي يريد استخدام الإنترنت في المستقبل فسيتم التعرف عليه. وسنعرف هوية كل مستخدم للشبكة"، كما أكد وزير الاتصالات محمود واعظي.
قلق شديد
يثير مصير سهيل عربي قلقا شديدا لدى أرش أبادبور، الذي انضم عام 2012 إلى لجنة التحكيم لمسابقة البوبز العالمية للمدونات التي تنظمها سنويا مؤسسة دويتشه فيله الألمانية. "سهيل عربي ناشط في فيسبوك مثل إيرانيين شباب آخرين كثيرين. ويشكل الحكم عليه بالإعدام تحذيرا موجها إليهم. ويوضح هذا التحذير أن الدولة الإيرانية مصممة كل التصميم على فرض أشد العقوبات على كل معارض لها"، كما يقول أبادبور.
حسين صالحي
ترجمة: أ. ز
حقوق النشر: دويتشه فيله 2014