ضد إخضاع مكتبة إسرائيل الوطنية لسيطرة الحكومة
أقام قبل أيَّام قليلة "اتحاد الكُتَّاب العبريين" ومقره في تل أبيب قراءة استمرت ساعتين، أعلن فيها عن انضمامه إلى مقاومة خطط الإصلاحات المقدَّمة من الحكومة. وهذه الندوة مُوثَّقه في شريط فيديو منشور على صفحة اتحاد الكتاب في فيسبوك تحت عنوان: "قصة عن دولة وظلام - احتجاج الكتاب والشعراء ضدَّ الديكتاتورية". وقد حذَّر الكاتب والشاعر والمحامي وعضو الكنيست السابق ورئيس اتحاد الكتاب زفيكا نير في كلمته الافتتاحية قائلًا:
"منذ سنين وأنا أقول لكم إنَّ الغيوم السوداء ستصب أمطارها في النهاية علينا أيضًا. ولهذا السبب أقول إنَّه يجب علينا أن ننظِّم أنفسنا، لأنَّ الحكومة الحالية لا تسعى إلى تغيير نظام الدولة وحده، بل تريد تغيير كلِّ شيء. ولأسفي الشديد، يجب عليّ أن أقول إنَّني لم أعد أؤمن بمفهوم الدولة اليهودية الديمقراطية - فالدولة يمكن فقط أن تكون إمَّا ديمقراطية أو يهودية".
وقد ذكَّر الكاتب المسرحي المشهور عالميًا يهوشوا سوبول خلال مداخلته بتأثير اليهود المتعصِّبين المميت في العصور القديمة في عهد الهيكل الثاني. وذكر أنَّهم تسبَّبوا أخيرًا من خلال تعصُّبهم في جعل المحتلين الرومان يدمِّرونهم:
"استولت القوى العُصابية [من الأعصاب] على السلطة وفرضت سيطرتها على الشعب اليهودي ودفعته إلى الهلاك. وهذا يحدث في إسرائيل اليوم أيضًا. المعسكر العُصابي يستولي على الدولة. لكن بأغلبية ضئيلة فقط. ولهذا فإنَّ فرص الإطاحة به جيِّدة".
وأضاف أيضًا: "يجب علينا أن نقول ذلك بكلِّ وضوح - نحن نكافح من أجل وجود دولتنا وشعبنا. لقد حان الوقت من أجل ثورة مضادة على هذا الانقلاب المُوَجَّه ضدَّ وجودنا. الحكومة غير معنية بإجراء إصلاحات، بل إنَّ هذا تمرُّد على استمرار وجود هذه الدولة".
وقد أطلق شرارة ثورة الكُتَّاب إعلان مثير للقلق من وزير التربية والتعليم يوآف كيش من حزب الليكود الحاكم، أعرب فيه عن نيَّته تعيين إدارة جديدة للمكتبة الوطنية الإسرائيلية بنفسه.
فمن شأن هذا أن يكون انتهاكًا واضحًا للإجراءات الحالية الموضوعة عن قصد بهدف ضمان مشاركة عدة قطاعات من المجتمع الإسرائيلي في انتخاب إدارة المكتبة.
ولذلك فقد وقَّع نحو ثلاثمائة مؤلفة ومؤلف -من بينهم مؤلفون وكتاب بارزون مثل ديفيد غروسمان وحاييم بير- على عريضة احتجاج على خطة الوزير.
صراع ثقافي على المكتبة الوطنية
لم يحذِّر الكُتاب في هذه العريضة فقط من التدخُّل السياسي في شؤون هذه المؤسَّسة الثقافية، بل لقد هدِّدوا بالتوقُّف عن إيداع كتبهم في المكتبة الوطنية. وأضافوا: "إذا كانت مبادرة إخضاع المكتبة للعوامل السياسية تؤتي ثمارها - فلن نعهد بأرشيفاتنا إليها وسنرفض السماح للناشرين بنقل نسخ من كتبنا إليها" .
وشارك في التوقيع على العريضة الروائي حاييم بير، الذي حذَّر بعبارات واضحة في الإذاعة الإسرائيلية من عواقب هذا التدخُّل السياسي قائلًا:
"هذه إشارة أولى، بل حتى أوَّل تطبيق للعنف، الذي يتم من خلاله دفع التغييرات القانونية في مجالات أخرى أيضًا - وبصيغة واضحة يريدون فرض سيطرتهم على الكتب. وقريبًا سيقرِّرون ما يجب إبعاده من المكتبة وكذلك ما يجب عدم تسجيله في المكتبة، وهذا يعني: أيَّ كتب كتبها عرب ويساريون. وسيقومون بتطهير: تطهير عرقي للكتب. نحن نعرف طبعًا كلَّ هذه الأمور".
نشر الكُتَّاب يوم 03 / 03 / 2023 عريضتهم الاحتجاجية في الصحيفة الإسرائيلية الليبرالية اليسارية "هآرتس" أيضًا. وكما يتَّضح من قائمة الموقِّعين فقد ارتفع عددهم الآن إلى نحو خمسمائة كاتب. وقد انضمَّت في هذه الأثناء إلى احتجاجهم إدارةُ الجامعة العبرية في القدس أيضًا. وهدَّدت الجامعة العبرية بسحب كتبها من المكتبة الوطنية - والتي تشكِّل ثلث مقتنيات المكتبة.
جوزيف كرواتورو (يوزيف كرويتورو)
ترجمة: رائد الباش
حقوق النشر: موقع قنطرة 2023