"كابول قد تسقط في أيدي طالبان في غضون 90 يوما"
ذكر مسؤول استخباراتي أمريكي، اشترط عدم الكشف عن هويته، إن التقييم الجديد لمدى قدرة كابول على الصمود يستند إلى المكاسب السريعة التي تحققها حركة طالبان في أنحاء البلاد مع مغادرة القوات الأجنبية بقيادة الولايات المتحدة.
وتابع قائلا "لكن هذه ليست نتيجة محتومة"، وإن بمقدور قوات الأمن الأفغانية قلب الأمور من خلال إبداء مزيد من المقاومة.
وكان مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي ذكر أمس الثلاثاء أن قوات طالبان تسيطر الآن على 65 في المئة من أفغانستان وإنها تسيطر أو تهدد بالسيطرة على 11 عاصمة إقليمية.
وأضاف "المخاوف تتعلق بدخول انتحاريين إلى الأحياء الدبلوماسية بهدف الترويع وشن هجوم وضمان مغادرة الجميع في أقرب فرصة".
وخسرت الحكومة الأفغانية مدينة فايز أباد عاصمة إقليم بدخشان في الشمال الشرقي اليوم الأربعاء في أحدث انتكاسة لها بينما تواجه صعوبة في إيقاف هجمات طالبان.
وجاءت سيطرة طالبان على المدينة في الوقت الذي توجه فيه الرئيس أشرف غني إلى مدينة مزار الشريف أكبر مدن شمال البلاد لحشد زعماء الميليشيات السابقين للدفاع عنها بينما تقترب قوات طالبان منها.
وقال جواد مجددي، عضو مجلس محلي الإقليم من بدخشان، إن طالبان ضربت حصارا على فايز أباد قبل شن هجوم على المدينة يوم الثلاثاء.
وأضاف لرويترز "مع سقوط فايز أباد بات الشمال الشرقي بأكمله تحت سيطرة طالبان".
ويقع إقليم بدخشان على الحدود مع طاجيكستان وباكستان والصين.
وتحارب طالبان لإنزال الهزيمة بالحكومة المدعومة من الولايات المتحدة وفرض تفسيرها للشريعة الإسلامية من جديد. وقد أثارت سرعة تقدم قواتها صدمة الحكومة وحلفائها.
في سبيل الوطن
وحث الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس القيادات الأفغانية على القتال في سبيل الوطن وقال إنه غير نادم على قرار سحب القوات مشيرا إلى أن الولايات المتحدة أنفقت أكثر من تريليون دولار على مدار 20 عاما وفقدت الآلاف من جنودها.
وأضاف أن الولايات المتحدة تقدم دعما جويا كبيرا وأغذية ومعدات ومرتبات للقوات الأفغانية.
وستكمل الولايات المتحدة سحب قواتها هذا الشهر في مقابل وعود طالبان بمنع استخدام أفغانستان في الإرهاب الدولي.
وتعهدت طالبان بعدم مهاجمة القوات الأجنبية لدى انسحابها لكنها لم توافق على وقف لإطلاق النار مع الحكومة. ولم يفض التزام طالبان بالمشاركة في محادثات سلام مع الحكومة إلى شيء في ظل تطلعها للنصر العسكري.
وقال مصدر أمريكي مطلع على تقييمات المخابرات إن آراء قدمت مجموعة من النتائج المحتملة، من سيطرة سريعة لطالبان ومعركة طويلة إلى اتفاق محتمل عبر التفاوض بين طالبان والحكومة الحالية.
وقال قيادي كبير في طالبان لرويترز إن رئيس المكتب السياسي للحركة الملا عبد الغني برادر التقى بالمبعوث الأمريكي الخاص بالمصالحة الأفغانية السفير زلماي خليل زاد في الدوحة أمس الثلاثاء.
ولم يُكشف النقاب عن تفاصيل الاجتماع.
244 ألف نازح و1000 قتيل ومصاب بسبب المعارك الأخيرة
أثار تقدم طالبان مخاوف من عودة السلطة إلى المقاتلين المتشددين الذين خرجوا في مطلع التسعينات من غبار الفوضى التي أشاعتها الحرب الأهلية وسيطروا على معظم البلاد من 1996 إلى 2001، عندما أطاحت بهم حملة قادتها الولايات المتحدة من السلطة لإيوائهم زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.
ويخشى جيل جديد من الأفغان، الذين بلغوا سن الرشد منذ 2001، من أن يتبدد التقدم الذي تحقق في مجالات مثل حقوق النساء وحرية الإعلام.
وناشد المسؤولون الأفغان من أجل الضغط على باكستان لوقف تدفق تعزيزات طالبان وإمداداتها عبر الحدود. وتنفي باكستان مساندة طالبان.
ولم تتمكن طالبان مطلقا خلال حكمها بين 1996 و2001 من السيطرة التامة على الشمال، لكنها مُصممة هذه المرة على إخضاعه قبل تضييق الخناق على العاصمة.
وينشد غني حاليا الدعم من زعماء الميليشيات السابقين الذين همشهم على مدى سنوات خلال محاولته بسط سيطرة حكومته المركزية على الأقاليم المناوئة لسلطته.
وفي الجنوب، قال سكان إن القوات الحكومية تحارب مقاتلي طالبان حول مدينة قندهار وإن آلاف المدنيين من المناطق النائية لاذوا بالمدينة.
واستولت طالبان على مقاطعات على الحدود مع طاجيكستان وأوزبكستان وإيران وباكستان والصين، مما زاد المخاوف المتعلقة بالأمن الإقليمي.
وذكرت الأمم المتحدة في بداية الاسبوع الحالي أن عدد النازحين داخل أفغانستان في ارتفاع مطرد منذ انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي في أيار/ مايو الماضي إذ بلغ ما لا يقل عن 244 ألف شخص، وذلك بعد شن مسلحو حركة طالبان عدة هجمات ضد الحكومة، بزيادة بواقع 321 % مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
وأشار التقرير إلى أن معظم المواطنين يفرون من مناطق بشمال شرق وشرق أفغانستان. ويفتقر جميعهم تقريبا لأماكن الإيواء الملائمة وإمكانية الحصول على الرعاية الطبية والطعام الكافي.
وقد فر الكثير منهم في البداية في المناطق الريفية بسبب القتال، سعيا للجوء في عواصم الأقاليم، مع ذلك، تحول القتال خلال الأسابيع الأخيرة إلى المناطق الحضرية مع تقدم حركة طالبان في الكثير من المدن الأكبر بأفغانستان. رويترز