"اللغة العربية الإبداعية كائن حي متطور للغاية"
مع الأحداث التاريخية الكبرى في العالم -وتداعياتها في السياسة والمجتمع- تبدو الأعمال الفنية -الثقافية والأدبية- بمثابة جدارية مكثفة تحمل ملامح جمالية، وربما تبشر بالمآلات وتكون حوامل معرفية لأسئلة وشكوك ملحة، كما تطرح رؤية أوسع لا تختزل اللحظة في عمليات إجرائية مؤقتة ترتهن بالسياق وإكراهات اللحظة الزمنية.
وبعيدا عن الرؤية التبشيرية للفن الذي يحمل قضايا أو هموم سياسية ووجودية كبرى -بينما بات يتجه في انعطافات جديدة مغايرة- يفتش عن الإنساني والبسيط والعادي بل والمهمش، فإن تعقب التحولات الطارئة في العلاقة بين الفن والحراك المجتمع واندلاع الثورات يبدو ضرورياً ومهماً.
في هذا الحوار مع كريستيان يونغِه Christian Junge -المحاضر والباحث في حقل اللغة العربية الحديثة وأدبها وثقافتها في مركز الدراسات الشرق أوسطية في جامعة ماربورغ منذ عام 2015- نفحص جملة إشكاليات حول مدى قدرة الأدب -مثلاً- على أن يقدم صورة عن المجتمع العربي، وما الفروقات بين جيلين وثورتين إحداهما في 23 تموز/ يوليو عام 1951، وثانيتهما في 25 كانون الثاني/ يناير 2011، من ناحية تعاطيهما مع الأحداث فنياً ومن الناحيتين الجمالية والأدبية؟ وأخيراً كيف يتلقى الاستشراق ذلك؟
تحية لذاكرة الألم المصري وللكاتب الشجاع علاء الأسواني
يعتبر الكاتب والناقد اللبناني إلياس خوري رواية علاء الأسواني الجديدة "جمهورية كأنَّ" الوثيقة الأدبية الشاملة الوحيدة عن ثورة يناير المصرية والمصير التراجيدي لشبابها الذين قُتلوا وسُجنوا وعُذبوا، في سياق التحالف الجهنمي بين العسكر والإخوان، قبل أن تنفصم عراه في انقلاب يونيو ومذبحة رابعة. في هذه الشهادة النادرة تكمن أهمية هذه الرواية وقدرتها الاستثنائية على جمع الوقائع وتوثيقها.
1) كيف برأيك تعكس المؤلَّفات الأدبية صورة دقيقة عن المجتمع العربي وتنجح في تطوير رؤية جمالية وفنية عن الواقع بإشكالياته وأزماته؟
كريستيان يونغه: الأدب العربي لا يقدم صورة للمجتمعات العربية فحسب، بل يتداخل في المناقشات الاجتماعية والسياسية من خلال تشكيل الخطاب الجمالي. وفي هذا الصدد فإن الأدب العربي لديه بالفعل الكثير ليقدمه للقارئ العربي وغير العربي المهتم بعوالم الحياة العربية.
من الاتجاهات السائدة في المؤلفات العربية الرواية الديستوبية أو المرعبة حيث يُحَوَّل الواقع الراهن إلى نسخة قاتمة ووحشية لجعل مشاكل وتحديات هذا الواقع أكثر وضوحاً وكذا تعريض القارئ له عاطفياً. وفي هذا الصدد يسرد الكاتب العراقي أحمد سعداوي في روايته "فرانكشتاين في بغداد" صدمة الحرب الأهلية والانشقاقات الطائفية.
هناك اتجاه آخر وهو الرواية التاريخية أو رواية إعادة كتابة التاريخ التي تستخدم الماضي كصورة أو أداة لفهم الحاضر. تروي الكاتبة الفلسطينية عدنية شبلي في روايتها "تفصيل ثانوي" كيف أن الاغتصاب غير المُعاقب قد يطارد الأجيال اللاحقة.
ثمة اتجاه ثالث هو رواية الهجرة أو ما بعد الهجرة، كما في رواية "بريد الليل" للكاتبة اللبنانية هدى بركات، حيث يعيش أبطال الرواية خارج المكان وفي صراع مع الماضي والحاضر. يكتبون رسائل في الليل ولا يجدون من يرسلونها إليه، لكنها تؤثر في حياة الآخرين.
وأخيراً وليس آخراً، من المهم أن نلاحظ أن الأدب العربي لا يتحدث فقط عن المشاكل والأزمات في المجتمع العربي، بل يتحدث أيضاً عن الراحة والمتعة والسعادة في الحياة اليومية، مثل رواية "بنات الرياض" للكاتبة السعودية رجاء الصانع التي تعد من أكثر الكتب مبيعاً.
لو استزاد الغرب من آداب العرب لما فوجئ بأخبار صراعاتهم
يُعد هارتموت فندريش أحد ألمع مترجمي الأدب العربي في المنطقة المتحدثة بالألمانية. وقد ترجم فندريش إلى الألمانية حتى الآن ما يقرب من ستين رواية. في الحوار الذي أجرته معه روت رايف لموقع قنطرة يوضح المترجم أسباب قلة الاهتمام بالأدب العربي في المنطقة الألمانية.
2) في الستينيات كانت القضايا الكبرى الوجودية والسياسية هي الهموم التي تشغل عقول الأدباء مثل قضايا الاستقلال الوطني أو إشكالية التخلص من الأب والأخيرة كانت ترمز للسلطة السياسية أو الدينية والبحث عن هوية جديدة متحررة ومتمردة.. كيف ترى هذه المرحلة والتي تخطاها أجيال آخرون ورفضوا الحمولات السياسية والأيدولوجية للفن مثل إبراهيم أصلان؟
كريستيان يونغه: في نهاية القرن العشرين، ابتعد جيل التسعينيات عن المشاريع السياسية والفنية لجيل الستينيات؛ فقد تخلى عن الأيديولوجيا والجماعة وركز بدلاً من ذلك على التفكيك والتعددية في كتابة النص والذات والعالم. ونتيجة لذلك أبدع أدباء مصريون مثل مصطفى ذكري وميرال الطحاوي ومنصورة عز الدين وما زالوا يبدعون أدباً ما بعد حداثياً طموحًا للغاية.
هذا النضال من أجل التحرر الفكري والحرية الفنية يمكن اعتباره الموجة الثانية لما أسماه إدوار الخراط "الحساسية الجديدة". وعلى الرغم من أن العديد من هذه النصوص لم يجد طريقه إلى جمهور أكبر، إلا أن ما تمثله الرؤية الجمالية والسياسية الجذرية لهذه النصوص، تلك الرؤية التي تتجاوز الأيديولوجيا وتنادي بالتعددية أثرت على العديد من كتاب وفناني ثورة 25 يناير، كما يشهد يوسف رخا على سبيل المثال.
في مطلع القرن الحادي والعشرين نشهد ظهور روايات عربية سياسية من أكثر الروايات العربية مبيعاً تقدم -على عكس جيل التسعينيات- أفكاراً سياسية تقليدية نوعاً ما، لكنها تضعها في روايات مشوقة وسهلة القراءة تصل إلى جمهور واسع. هذا على سبيل المثال هو الحال مع روايات علاء الأسواني التي تدور حول الشعار الذي استخدمه في كتاباته الصحفية: الديمقراطية هي الحل.
وأخيرًا عندما نتحدث عن العقود والأجيال يجب ألا ننسى أن الأدب لا يمكن تصنيفه بدقة عبر هذه المصطلحات، وأن المشهد الأدبي -المؤلفون والناشرون والنصوص والقراء- أكثر تنوعًا وتغايرًا مما تراه الدراسات الأدبية في كثير من الأحيان. وهذا أحد الأسباب التي تجعل دراسة الأدب العربي والمصري بصفة خاصة أمرًا رائعًا ومثيرًا للدراسة!
أبو العلاء المعري مغتربا في باريس
في 15 / 03 / 2023 وفي رمزية كبيرة بالموازاة مع تاريخ اندلاع الثورة السورية دشَّن لاجئون سوريون تمثالاً للمعري ليبقى من منفاه الباريسي مثلهم مُهَجَّراً وحالماً بسوريا حرة. الكاتب إبراهيم مشارة.
3) بعد الربيع العربي في مصر هل يمكن القول إن هناك جيلاً ثقافياً إبداعياً حاول أن يكون مماثلاً لجيل ثورة تموز/ يوليو 1952 حمل أفكارها أو طموحاتها ومشاعرها وعبر عن أزماتها النفسية والفلسفية والتارخية؟
كريستيان يونغه: هناك عدد من الكتاب الذين شاركوا في ثورة 25 يناير وكتبوا عنها بعد ذلك. لكني لا أعتقد أنهم يشبهون أو يريدون أن يشبهوا جيل ثورة 1952، لأن الثورتين وثوارهما كانا مختلفين جداً عن ذلك.
كانت ثورة 25 يناير حركة شعبية واسعة النطاق، دون قيادة سياسية أو بنية فوقية أيديولوجية موحدة، وهو بالضبط الطابع اليوتوبي لهذه الثورة. في مذكرات التحرير والكتابات التوثيقية الأخرى، سجَّل الكُتّاب ما عايشوه وبالتالي جمعوا لبنات فردية لأرشفة ذاكرة جماعية، وهو نوع من التأريخ الترابطي الذي يستهدف جيلهم والأجيال اللاحقة على حد سواء.
لقد تسببت النهاية العنيفة للثورة المصرية في صدمة بعيدة المدى بين جيل الشباب، وهو ما يتصدى له الكتاب بأشكال مختلفة. أحد الأشكال المؤرقة بشكل خاص هو الديستوبيا المؤلمة، مثل رواية "عطارد" لمحمد ربيع، التي ترى مصر في دوامة لا نهاية لها من العجز والعنف والقمع، حيث لا نرى أملاً لنهاية الألم. أما الأشكال الأخرى فهي أعمال ساخرة وفكاهية مثل "جوائز للأبطال" لأحمد عوني، أو مقالات سياسية فلسفية مثل "لم تُهزموا بعد" لعلاء عبد الفتاح، والتي جرى تهريبها من السجن.
4) في الأدب العربي هل نرى اتجاهات نجحت في الانعتاق من الحالة الماضوية والتقليدية بخصوص علاقة الشرق بالغرب والتي تتحكم فيها صيغة "نحن" و"هم" وتأثيرات الميراث الكولونيالي؟
كريستيان يونغه: في الأدب العربي العابر للأوطان والثقافات، يلعب العابرون للحدود دوراً بارزاً. هؤلاء الأدباء غالباً ما يكتبون العربية "بلغة أخرى". فالكاتبة الجزائرية آسيا جبار، التي كتبت رواياتها باللغة الفرنسية، كتبت مرارًا وتكرارًا عن اللغة العربية والأمازيغية باللغة الفرنسية.
فعمل آسيا جبار "فانتازيا"، على سبيل المثال، يكسر الثنائيات التقليدية بين "نحن" و"هم" ويلفت الانتباه إلى حقيقة أننا جميعًا لا نملك هوية متجانسة، بل نتكون من هويات متداخلة عديدة، بما في ذلك الجنس والعمر والتعليم والطبقة الاجتماعية. من خلال هذا المنظور المتقاطع حول المرأة الجزائرية، كان للكاتبة تأثير دائم على الدراسات الأدبية والثقافية ما بعد الاستعمارية.
هؤلاء العابرون للحدود غالباً ما يتجاوزون الأنواع والوسائط الفنية، مثل الشاعرة والفنانة اللبنانية الناطقة بالفرنسية إيتيل عدنان. على الرغم من أنها لم تكتب الشعر بالعربية، إلا أنها بدلاً من ذلك رسمت "بالعربية" وأصبحت ذات أهمية للحركة الفنية المعروفة بالحروفية. لاقت كتبها الفنية المتعددة الوسائط تجاوبًا كبيرًا في الساحة الفنية الدولية، فعلى سبيل المثال أقيم مؤخرًا معرض عن إيتيل عدنان في ألمانيا.
في الأعمال الفلسفية للكاتب المغربي عبد الكبير الخطيبي، أدى الانشغال بالأدب العربي المتعدد اللغات إلى فلسفة ما بعد الاستعمار التي تعارض الأحادية اللغوية المعيارية بتعددية لغوية تفكيكية، تصبح فيها اللغة العربية مدخلاً للتفكير في تعددية الهوية.
روايات جورجي زيدان...قيم تقدمية في عصور الإسلام الذهبية
في رواياته التاريخية الميسرة والمسلية، التي لم يقم أحد لمدة قرن من الزمان بترجمتها إلى الإنكليزية، أراد الكاتب اللبناني جرجي زيدان أن يقدم للقارئ العربي مزيداً من المعرفة بماضي الحضارة العربية وخاصة بالشخصيات النسائية القوية من أمثال شجرة الدر. وفي السنتين الماضيتين تُرجِمَت ست روايات منها إلى الإنكليزية، ليجد القارئ الغربي أنها تجسد قيماً مألوفة لديه كما تبين لنا: مارسيا لينكس كويلي.
5) إلى أي حد يمكن القول إن هناك محاولات لتطوير اللغة الأدبية والفنية في المجالات المختلفة المكتوبة بالعربية ومدى قدرتها على تطوير معانيها وتراكيبها في ظل قداسة اللغة وحراسها الكلاسيكيين وفقه اللغة التقليدي؟
كريستيان يونغه: في القرن التاسع عشر صاغ جرجي زيدان تعبيرًا مهمًا حيث قال إن "اللغة العربية كائن حي" فقد تغيرت عبر تاريخها ومن ثمة يمكن أن تتغير في المستقبل. ولا تزال هذا هذه الفرضية سارية حتى اليوم، خصوصا في مجال الأدب العربي.
يمكن ملاحظة ذلك أولاً في وسائل التواصل الاجتماعي، على سبيل المثال في المدونات الأدبية أو في الأدب الجديد الذي يستخدم لغة الشباب، مثل الرواية الرائجة "الفيل الأزرق" لأحمد مراد أو الرواية التجريبية "استخدام الحياة" لأحمد ناجي التي مُنعت بسبب اتهام لغتها بالبذاءة.
بالإضافة إلى ذلك تشغل اللغة العامية عمومًا مساحة أكبر. ومن الأمثلة الشائعة على ذلك المجموعة القصصية القصيرة "تاكسي" لخالد الخميسي التي تجمع أحاديث عن رحلات التاكسي. وهي مكتوبة باللغة العامية ومهداة "إلى الحياة التي تسكن كلمات البسطاء من الناس، عسى أن تتبلع العدم الذي يسكننا منذ سنوات".
ويرتبط ذلك أيضًا بهدف تقديم الموضوعات الجادة بطريقة بسيطة ومسلية. فعلى سبيل المثال تستخدم ندى الشبراوي على قناتها "دودة كتب" لغة جديدة في النقد الأدبي حيث تناقش الأدب العربي والعالمي بالعامية الموجهة للشباب. وعلى نفس النمط، كتب الباحث شهاب الخشاب مقدمة عامية في كتابه "الفَهَّامة" في مجالي الفلسفة والدراسات الثقافية.
كما أن الأدب باللغة العربية الفصحى هو الآخر يجري تجاربه على اللغة. في سلسلة "بلا ضفاف" للكتابة الجديدة التي تصدرها دار الكتب خان كتبت الشاعرة إيمان مرسال عملاً فريداً عن الكاتبة عنايات الزيات. تجمع الشاعرة بلغتها الغنائية الواضحة بين سيرة الزيات وسيرتها الذاتية الخاصة وتحولهما إلى مقال فني. فالمقال العربي المعاصر غالباً ما يكون ورشة عمل فنية للغة كما في مقالات مجلة "أمكنة" لعلاء خالد. لا شك إذن أن اللغة العربية الإبداعية كائن حي متطور للغاية.
6) مقارنة الكتابات النهضوية التي بدأت منذ القرن التاسع عشر وإلى اليوم.. هل هناك انقطاع أم تواصل بين الأجيال الثقافية على مستوى تطوير الأفكار والأسئلة واستخدام مناهج جديدة في البحث عن الإشكاليات القديمة والتقليدية؟ بمعنى آخر هل هناك ردة ثقافية أم محاولة نهوض مستمرة؟
كريستيان يونغه: كثيراً ما وُصفت نقاشات الربيع العربي بأنها نهضة ثالثة. في كتابها "التنوير عشية الثورة"، تشرح الفيلسوفة إليزابيث سوزان كساب كيف تغيرت النقاشات في مصر وسوريا في القرن الحادي والعشرين وتمحورت حول التنوير والحرية والكرامة الإنسانية. هنا وفي أماكن أخرى يمكنك أن ترى كيف أن العديد من موضوعات النهضة وأفكارها وانتقاداتها يتم تناولها مرة أخرى وإعادة تفسيرها، مثل أفكار الكواكبي حول الاستبداد أو أفكار الشدياق حول اللغة.
وفي الوقت نفسه فإن التاريخ الفكري ليس عملية موحدة. فقد رأى جرجي زيدان في "تاريخ آداب اللغة العربية" أن نهضة القرن التاسع عشر هي نهاية سلسلة من النهضات التي اتسمت بالاستمرارية والتغير في آن واحد، وهذا ينطبق أيضاً على النهضة الأخيرة في القرن الحادي والعشرين.
ربما ليس من قبيل الصدفة أن يشهد البحث حول النهضة العربية في القرن التاسع عشر ازدهاراً في السنوات الأخيرة، مما يؤكد أهمية هذه الحقبة لفهم الحاضر وليس فقط السؤال إن كانت ناجحة أو فاشلة في ذلك الوقت، كما ينبغي تجنب هذا الخطأ عند تحليل النهضة الحالية. وبدلاً من ذلك علينا أن نبحث في قدرة الأفكار وفهم خطابيتها لجعلها قابلة للتواصل مع الأجيال القادمة.
حاوره: كريم شفيق
حقوق النشر: موقع قنطرة 2024
كريستيان يونغه Christian Junge هو محاضر وباحث في حقل اللغة العربية الحديثة وأدبها وثقافتها في مركز الدراسات الشرق أوسطية في جامعة ماربورغ منذ عام 2015 . دَرَسَ الأدب المقارن والدراسات العربية في برلين وباريس والقاهرة. حصل على الدكتوراه من جامعة برلين الحرّة بكتاب عن أحمد فارس الشدياق (توفي عام 1887) بعنوان "تعرية الكلمات: قوائم الشدياق الأدبية كوسيلة للنقد الاجتماعي والثقافي في القرن التاسع عشر" (2019، بالألمانية. أما مشروع كتابه الجديد، فهو يدور حول "القراءات الانفعالية: المجتمع والمشاعر في الأدب المصري من عام 1990 إلى عام 2020 (بالإنكليزية). ومن بين منشوراته الأخيرة كتاب "الدرسات العربية وانتفاضات الربيع العربي" (2019، مع آخرين، بالعربية) والكتاب المدرسي "الدراسات العربية. مقدمة من منظوري الدراسات الأدبية والثقافية" (2021، مع آخرين، بالألمانية). كما أنه يشتغل أيضا مديرًا مشاركاً لبرنامج المدارس الصيفية الدولية “نحو دراسات عربية برؤى متعدّدة"