''نحن بحاجة إلى ثورة جديدة''
لقد كنت جزءأ من معظم الحركات الداعية للتغيير في مصر خلال العقد الماضي. هل تعتقد أن حكم الجيش مختلف عن عهد مبارك؟
اسحق: هناك الكثير من أوجه الشبه بين الجيش ومبارك. فكلاهما كان يحاول إجبار الناس على الاتفاق معهم. لكن الناس باتت تعرف ما الأفضل لها، لأننا في ثورة وهم لم يعودوا قادرين على إخراس المصريين. إنهم يعتقلون المتظاهرين كما في عهد مبارك، وقتلوا المئات منذ أن تعهدوا بالبقاء في السلطة لستة شهور فقط. وهم لا يزالون يحكمون بعد عام على هذا الوعد.
إذاً هل تعتقد بأن الجيش يريد البقاء على كرسي الحكم؟
اسحق: طبعاً. إنهم يريدون إدارة البلاد، ولهذا السبب قاموا بتسلم السلطة العام الماضي. إنهم لم يكونوا جزءً من الثورة، إلا أنهم يستغلونها الآن.
لكن المجلس العسكري قال إنه يحمي الثورة، وقد سمح بإجراء انتخابات.
اسحق: انتخابات لمن؟ في أول أيام الاقتراع كان زملائي يدفنون أصدقاءهم وأفراد عائلاتهم ممن قتلوا في شارع محمد محمود. هذه هي الدولة التي يريدون – إنهم يريدون أن تفوز الحركات والأحزاب الإسلامية كي يقولوا لأمريكا وللغرب إن وجودهم ضروري لحماية البلاد. إنهم سياسيون، ومعظم أعضاء المجلس العسكري كان جزءً من النظام السابق، ولا فرق هناك.
لكن الانتخابات كانت حرة.
اسحق: لا. لقد كانت حرة على صعيد واحد، لأن المجموعات الأخرى التي كانت تناضل ضد الحكم العسكري لمصر لم تكن مستعدة بعد، واضطرت في النهاية للكفاح بشكل مرير من أجل بضعة أصوات. الجيش يعلم ذلك وهذا ما يقوم به للحفاظ على السلطة بيده.
ما الذي يمكن فعله من أجل الحفاظ على الثورة مستمرة وإحداث التغييرات التي طالب بها المحتجون طوال 18 يوماً من العام الماضي؟
اسحق: نحن بحاجة إلى ثورة جديدة. هذا ما يمكن أن يحدث في الخامس والعشرين من يناير. من تحدثت معهم غاضبون على الجيش. في العام الماضي لم أسمع أي شيء سلبي عن الجيش، إلا أن السلبيات الآن على كل لسان. الناس لا يلومون المتظاهرين بهذا القدر، فقتلهم كان أمراً سيئاً جداً للجيش. المصريون شعب محبّ ولا يرغب في رؤية أشخاص يُقتلون. وعندما قام الجيش برمي جثث في ميدان التحرير في نوفمبر الماضي، فقد كانت هذه بداية النهاية بالنسبة له. سنقاتل لإنهاء الحكم العسكري وكما في السابق، فإن الشعب هو من سينتصر.
هل الاحتجاجات، إذاً، هي الحل؟
اسحق: نحن بحاجة إلى عدد كبير من الناس في الشوارع. عندما يكون العدد قليلاً، فإن الجيش سيكون قادراً على الاعتداء عليهم وطردهم من ميدان التحرير. لكن عندما يكون هناك عشرات الآلاف في الميدان، مثلما كان في السابق، فلن يستطيعوا أن يقوموا بذلك. لذلك فإن على الناس احتلال ميدان التحرير وعدم التوجه إلى الشوارع الجانبية. يجب أن نجعل العالم يدرك أننا لا نريد حكم العسكر.
رغم الجيش، هل تشعر بأن الأوضاع في مصر قد تحسنت على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي؟
اسحق: ربما. الشعب لا يزال فقيراً، ولا يوجد لدينا مال والأسعار في ارتفاع، والآن نعاني من أزمة وقود، والحكومة تقول إنها لا تملك المال. لقد سمعت أن البعض يقومون بالانتحار لأنهم غير قادرين على إيجاد عمل أو إعالة عائلاتهم. هذا ما يحدث الآن. أما على المستوى الاجتماعي، فأنا أرى الكثير من التغيرات. فالناس أصبحوا أكثر جرأة على التحدث عن القضايا التي تؤرقهم. هذا شيء جيد، إلا أن علينا أن نقاتل من أجل الحصول على حقوقنا، وهذا صعب التحقيق طالما استمر الجيش في الحكم.
يبدو أنك تكثر الحديث عن الجيش. هل هم المشكلة؟
اسحق: أن تعلم ذلك أكثر من غيرك، فهم من اعتدوا عليك واعتقلوك في ديسمبر الماضي. إنهم من يحكم الآن، وهم يقولون ويفعلون كل شيء، ويعتقلون ويقتلون ويحاكمون الناس في محاكم عسكرية. هذا كله غير مقبول. فهم لا يحبون أن يطالب المتظاهرون بإزالة مبارك، إلا أن هذا صحيح. إنهم مثل مبارك، وهم يريدون الاحتفاظ بالسلطة. نعم، الجيش هو المشكلة.
وماذا بشأن الحركات الإسلامية التي بدأت بالوصول إلى السلطة مؤخراً؟
اسحق: إذا كانت لدينا ديمقراطية حقيقية فإنهم لن يصبحوا مشكلة، لأننا سنكون قادرين على التصويت ضدهم. الانتخابات الأولى كانت سيئة، لأن المتظاهرين والليبراليين عانوا فيها. لكننا نتحسن مع مرور الوقت، وإذا ما تم ضمان حقوق الإنسان والعدالة في البلاد، فإننا سنكون على ما يرام. المسألة تتمحور حول الاستمرارية وإحداث تغيير.
إذاً أنت غير متخوف من الإسلاميين؟
اسحق: هناك الكثير من الأمور التي لا أحبها فيهم. لكن الشعب المصري لن يسمح لهم بسلب حرياته، فنحن لم نتمتع بحريات في ظل مبارك، والشعب لا يريد تكرار ذلك.
حوار: جوزف مايتون
مراجعة: هشام العدم
ترجمة: ياسر أبو معيلق
حقوق النشر: قنطرة 2012