هل سيخطئ إردوغان في سوريا كما أخطأ بوش في العراق؟
ها هي نيران الحرب السورية تصل إلى تركيا. فبعد التفجيرات التي شهدتها مؤخرًا مدينة الريحانية التركية لم تعد تأثيرات الحرب في سوريا تخفى على أي شخص في تركيا.
فقد بلغ عدد السوريين المقيمين في تركيا مئات الآلاف ومن بينهم أيضًا العديد من المسلحين الذين يستخدمون الأراضي التركية كمنطقة للانسحاب والتراجع.
وتعتبر منطقة الريحانية مركزًا لوجستيًا لإمداد مقاتلي المعارضة السورية بالأسلحة والعتاد، الأمر الذي يشكِّل كذلك نزاعاً بين السكَّان المحليين ومسلحي المعارضة السورية.
ولذلك فمَهْما يكُن المسؤول عن تفجيرات يوم السبت الماضي الموافق الحادي عشر من أيار/ مايو 2013، فهذه التفجيرات تدل على استراتيجية غدر هدفها أن تبيِّن للشعب التركي أنَّ بلدهم قد بات منذ فترة طويلة طرفًا في الحرب الدائرة على مستقبل سوريا. ومنذ فترة طويلة تدفع الحكومة التركية باتجاه تقديم الدعم للمعارضة السورية أكثر مما كان الدعم عليه حتى الآن.
مواجهة مع النظام السوري
وفي هذا الأسبوع سيطالب رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان في واشنطن بإقامة منطقة حظر جوي في سوريا وكذلك ستعمل أنقرة قريبًا على تسليح حلفائها في سوريا أكثر من ذي قبل؛ وحلفاء تركيا في سوريا هم بصورة رئيسية من جماعة "الإخوان المسلمون".
ولكن هذه التفجيرات التي شهدتها مدينة الريحانية تظهر أيضًا أنَّ الحرب الدائرة في سوريا قد باتت حربًا دموية تُدار دون أخلاق أو ضمير.
ومن الممكن أن يكون المعتقلون الذين تم تقديمهم مؤخراً من قبل الحكومة التركية هم المسؤولون في الحقيقة عن هذه التفجيرات، ولكن من الممكن أيضًا أن يكون المسؤول عن زرع هذه القنابل وتفجيرها هم من مقاتلي المعارضة الإسلامويين.
إسقاط نظام الأسد لن ينهي القتال في سوريا؟
المعارضة العلمانية في تركيا لها أسبابها المبررة في خشيتها من ألا يؤدي إسقاط نظام الأسد إلى إنهاء القتال في سوريا ومن ألا يكون الجيش السوري الحر شريكًا يمكن الاعتماد عليه. وبعكس ذلك يعتقد إردوغان أنَّه كلما ازدادت مشاركة تركيا في الصراع السوري حالياًازدادت إمكانية تحديدها للطرف الذي سيمتلك اليد العليا في سوريا مستقبلاً.
ولكن من المعروف أنَّ الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش قد أخطأ كثيرًا في العراق من خلال اتِّباعه لمثل هذه السياسات.
يورغين غوتشليش
ترجمة: رائد الباش
تحرير: علي المخلافي
حقوق النشر: قنطرة 2013