كهرمان”: رواية الثورة الكردية بوصفها مسرحاً للعبث”

لم تنل رواية "كهرمان" حظها وحقّها من القراءة النقديّة، على أهميّة ما تقدّمه من تفاصيل مؤلمة مغايرة للتطبيل والتزميل الإعلامي والأدبي الذي مارسه ويمارسه حزب عقائدي، عسكريتاري، "ثوري"، من طينة "العمال الكردستاني" وترسانته الإعلاميّة العابرة للدول واللغات.

السرديّات الأدبيّة التي تناولت حقائق واقع المقاتلات والمقاتلين الكرد ضمن حزب “العمال الكردستاني”، بشكل موضوعي مختلف عن السرديّة الحزبيّة الآيديولوجيّة، التسويقيّة والدعائيّة، أو مخالف لها، تكاد تكون شبه معدومة. والحقُّ أن حزب PKK وفرعه السوري PYD، استثمرا الحضور والوجود النسائي “الجندري”، ضمن صفوفهما – عسكريّاً وسياسيّاً وإعلاميّاً – للحدود القصوى، بحيث أصبحت صور المقاتلات الكرديّات أبرز أدوات البروباغندا في الإعلام العالمي والشرق أوسطي، والمحلّي الكردي أيضاً، و”تشديداً” على أن PKK حزب علماني ديمقراطي، وأنموذج مثالي، لا مثيل له. بالتالي، فإن أيّ سرديّة صحافيّة مناهضة لتلك السرديّة الحزبيّة – الأيديولوجيّة، وتعطي صورة مختلفة، تلامس الواقع ومراراته المخفيّة أو المسكوت عنها، ستكون في مرمى الاتهام بالخيانة، والتضليل، وخدمة “العدو”… إلى آخر تلك الزعبرات والافتراءات – الاهتراءات التي كانت ولمّا تزل حاضرة بقوّة في خطاب “العمال الكردستاني”، ومحازبيه، والكتّاب والصحافيين المؤتمرين بأمره، و”المستقلّين” المتسلّقين، السائرين على رصيف ذلك الحزب. فما بالكم بسرديّة أدبيّة روائيّة، حاولت إماطة اللثام عمّا عانته وتعانيه المقاتلات في جبال كردستان، وكيف تمّ تجنيدهنّ وهنّ قاصرات، وزُجَّ بهنَّ في أتون الحرب والمعارك، وسط ظروف جبليّة، بيئيّة، غاية في البؤس والصعوبة. فضلاً عن انعدام التكافؤ مع الجيش التركي، ما أضاف إلى قسوة الحرب المزيد من المعاناة والآلام إلى ما لدى تلك المقاتلات الكرديّات. من هنا، تبرز أهميّة رواية “كهرمان” للروائي الكردي السوري ريزان عيسى، الصادرة في 219 صفحة من القطع المتوسّط، عن دار “فضاءات” في الأردن، عام 2018. 

ومن المؤسف القول: إن هذه الرواية لم تنل حظها وحقّها من القراءة النقديّة، على أهميّة ما تقدّمه من تفاصيل مؤلمة مغايرة للتطبيل والتزميل الإعلامي والأدبي الذي مارسه ويمارسه حزب عقائدي، عسكريتاري، “ثوري”، من طينة “العمال الكردستاني” وترسانته الإعلاميّة العابرة للدول واللغات. بمعنى آخر، الكثير من الصحافيين والباحثين والساسة والشعراء والأدباء كانوا وما زالوا منبهرين بالصورة التي قدّمها لهم “العمال الكردستاني”والسائرون في ركبه الإعلامي، عن المقاتلة الكرديّة. لكن لا أحد جالس وتحدّث أو حاول الاستماع إلى عشرات الألوف من الفتيات الكرديّات اللاتي كنّ ضمن صفوف الحزب، وحملن سلاحه، ثم تركنه، لأسباب مختلفة!؟ وإذا كان صعباً جداً، الاستماع لتلك المقاتلات السابقات ضمن “الكردستاني”، فقراءة رواية “كهرمان”تغني عن ذلك، بحيث تقدّم صورة مغايرة عن الصورة النمطيّة المزركشة؛ الغاية في الروعة والإبهار عن المقاتلات الكرديّات، كأنّهن زينة تلك الحرب القذرة التي تمّ تغليفها بألف لبوس آيديولوجي برّاق وباهر، من الجانب الكردي. 

الحكاية

تبدأ أحداث الرواية من مدينة القامشلي، عام 1993، مع الفتاة نالين (15 سنة)، الابنة البكر في عائلة فقيرة، يصغرها ستة أخوة وأخوات. والدها لديه حانوت صغير، يعمل فيه إسكافيّاً. أمّها ربّة منزل. العائلة موالية لحزب “العمال الكردستاني”. تواصل كوادر الحزب المتزايد مع الفتاة القاصر، يثير حفيظة الأم وقلقها، بخاصّة أن الفتاة مراهقة، وفي السنة الأخيرة من المرحلة الإعداديّة. 

في إحدى مراسيم عزاء أحد مقاتلي الحزب؛ فقد حياته في الجبال، وتحت تأثير الشعارات والخطابة والدعاية الحزبيّة، تتخذ نالين قرار الانضمام إلى الحزب. لا يراعي الحزب أيّ اعتبار لصغر سنّها، ويرسلها إلى أحد معسكرات الحزب التي كانت موجودة في دمشق، وتحديداً في منطقة “صحنايا”، في ريف دمشق. هناك تدخل في جو التدريب العسكري والآيديولوجي النظري. تتعرّف إلى مقاتلة قديمة، فقدت ساقها في الحرب. تسرد الأخيرة حكايتها لنالين، وتكشف عن جوانب من معاناتها داخل الحزب، وكيف أنه يمنع عليها التحدّث إلى المقاتلات الجديدات. كذلك أثناء التدريب، ومن طريق أحد كوادر الحزب القدامى، تتعرّف إلى تاريخ الحزب، ضمن السجون التركيّة. 

التقت نالين زعيم الحزب عبدالله أوجلان، واستمعت لإحدى محاضراته. رأته كيف ينتقد رفاقه وقيادات حزبه بقسوة: “تصحّرت أرواحكم، وأصبحتم تشبهون المغاور التي قدمتم منها. خاوية عروشكم، تدبُّ فيها العناكب وتطير في أرجائها خفافيش الظلام” (ص59). “أنتم أيها القادة الدمى، تمتلكون السلاح والأرض، وتولّون الأدبار عند أوّل مواجهة. تهربون إلى كهوفكم ومغاوركم لتحتموا بها. كيف لي أن أثق بكم…؟ أنتم قادة من ورق. سيلفظكم التاريخ كما لفظتكم جغرافيا كردستان” (ص60). “أرى أمامي عبيداً مكبّلين بأغلال الخوف والهزيمة… هذه ليست معركة الجبناء. إنها معركتي أنا، إنها ملحمة الانبعاث والحرية” (ص61). طريقة أوجلان في تعظيم ذاته، وتقزيم وتحقير رفاقه، لفتت انتباهها، وأثارت استغرابها. التحقت نالين بالمقاتلين والمقاتلات وحملت السلاح في السادسة عشرة (ص138). أثناء سرد الكاتب تفاصيل حياة المقاتلة في الجبال، يطلع القارئ على جانب من جوانب الحياة العسكريّة والجبليّة القاسية التي يعيشها المقاتلون والمقاتلات هناك. بعد فترة وجيزة اصطدمت المقاتلة مع الواقع في كردستان تركيا. صارت تلوم القرويين على خوفهم من المقاتلين، وتطرح على نفسها أسئلة وجوديّة بسيطة من قبيل: “ما الذي أفعله هنا في هذا المكان النائي؟” (ص146). سرعان ما تقع هي ورفيقاتها في أوّل اشتباك مع العدو، عبر ملاحقة حوّامة عسكرية تركيّة لهنّ. تقتل الحوّامة مقاتلتين، وتغادر المكان. تدفن نالين رفيقتيها، وتعود إلى المعسكر حيث رفاقها. تتعرّف إلى مقاتلة أجنبيّة ألمانيّة اسمها كلارا. يتم تكليف نالين وكلارا ومقاتل آخر بالتوجّه من منطقة “جزرة” إلى إحدى القرى في محافظة “دياربكر” لاستلام مبالغ ماليّة خاصّة بالحزب، جمعت من ملاّك الأراضي هناك. أثناء الطريق، تتعرّف الرفيقتان على بعضيهما أكثر، وتتبادلان القصص والذكريات. تلتقيان بامرأة تسعينيّة عرّافة، تخلّص نالين من هواجسها، وآلام جدّتها مارغريت الأرمنيّة. يبدأ الحنين إلى عائلتها وأخوتها يتسرّب إلى حياة المقاتلة الكرديّة.

حاول ريزان عيسى تشبيك آلام ومعاناة الشعوب، عبر الدمج بين السرديتين الأرمنيّة والكرديّة.

أثناء الحوارات الدائرة بين المقاتلتين، تتكشّف حكاية المقاتلة الألمانية أيضاً، الشغوفة بالمسرح. تحدّثت عن مدينة جدّها “كونينغسبيرغ”التي دمّرها الحلفاء، واحتلّها السوفيات أثناء الحرب العالميّة الثانية، وسوق جدّها لمعسكرات الاعتقال في سيبيريا. أثناء الدراسة الجامعيّة تعرّفت كلارا إلى شاب كردي، اسمه آلان، يحبّ المسرح. يلتحق بمقاتلي “العمال الكردستاني”. تلحق به كلارا. بعد مضي أربع سنوات، يلتقي الاثنان في الجبال، ويدور بينهما حوار حول الذكريات، الانتماء للحزب، المسرح، الحرب، العنف والحياة.

تقع بين يدي آلان تقارير كيديّة كتبها رفاقهُ في حقّه وحقّ كلارا، موّجهة إلى قيادة الحزب، وتفيد بوجود علاقة بينهما. وخشية تعرّضهما للتحقيق والمساءلة، وربّما العقوبة أيضاً، يقرر الثلاثة؛ آلان، كلارا ونالين، الهرب من بين صفوف المقاتلين وعبور الحدود واللجوء إلى كردستان العراق. أثناء الطريق، يصادفهم الموت والكثير من الأهوال. تصاب كلارا وآلان بجراح. في النتيجة، يصلون إلى برّ النجاة، ويدخل الثلاثة إلى أحد مستشفات كردستان العراق، لتلقي العلاج. 

عبثيّة الحرب

ينتقد ريزان عيسى الحرب في أماكن عدّة في روايته، على ألسنة أبطاله. على سبيل الذكر لا الحصر، ما قالته المقاتلة الألمانيّة كلارا: “الحزب يخوض حربه منذ سنوات طويلة، دون أن يكون قادراً على تحرير شبر من أرضه التي يدافع عنها. كلما استمرّ في القتال، فقد المزيد. مئات وآلاف من الشباب والشبّات ماتوا في هذه الحرب الطاحنة. ما الذي حققه الحزب غير الخسارة المستمرّة” (ص164). وقالت أيضاً: “… حملُ السلاح يعطي الذريعة للدولة التركية لتهجير الناس والتغيير الديموغرافي” (ص165). “إنها ليست ثورة، بل انتحار جماعي” (ص197).

شخصيّة كلارا الألمانيّة التي وظّفها الكاتب في الرواية، ولا تعرف سبب وجودها في جبال كردستان، مع عدم إيمانها بالعنف والقتال، الهدف منها الإشارة إلى وجود العشرات من الفتيات اللاتي انتسبن للحزب والحرب، من دون أن يكون هناك سبب حقيقي، وقرار وإرادة واعية لماهيّة خوض غمار تلك الحرب وخطورته. بدليل أنها تنجح في إقناع صديقها آلان بأفكارها حيال عبثيّة العنف والحرب في استرداد حقوق الشعب الكردي.

المجازر الأرمنية

حاول ريزان عيسى تشبيك آلام ومعاناة الشعوب، عبر الدمج بين السرديتين الأرمنيّة والكرديّة. فجدُّ نالين من جهة والدها، اسمه سليم، وأمّه اسمها مارغريت، إحدى الناجيات من المجازر الأرمنيّة. ومن الصفحة 73 ولغاية 78، وفي الصفحة 81 أيضاً، يتحدّث الكاتب عن مشهد من مشاهد تلك المجازر المروّعة. وكيف قضت أم مارغريت وأخواتها، خنقاً في مياه النهر، بعد تعرّضهن للاغتصاب الجماعي. كل ذلك، أمام عيني الطفلة المرعوبة، ذات التسعة أعوام. وعليه، خصص ريزان ما يعادل 25 في المئة من الرواية؛ نحو 60 صفحة (71 -131) لحكاية الجد سلو، وأمّه مارغريت الأرمنيّة ومعاناتها وآلامها.

إلى جانب الحديث عن المجازر الأرمنيّة، عالج ريزان عيسى في روايته المجزرة التي ارتكبها الجيش التركي بحق مدينة “ديرسم” الكرديّة – العلويّة عام 1938 في كردستان تركيا، وإعدام قائد انتفاضة المدينة، سيد رضا شنقاً. 

معاناة المقاتلات وآلامهنّ

على لسان إحدى المقاتلات الجريحات، كما ذكرت سابقاً، يسرد عيسى جانب من معاناة المقاتلات في الجبال، بقولها: “في الجبال، لا تواجهين فقط العسكر. هناك عدوّ تلتقين به على مدار الساعة في شتاءات كردستان الطويلة. إنه البرد. الصقيع يكشّر عن أنيابه، ليعضّ تاركاً جراحاً لا تندمل” (ص24). “في الجبال، لا وقت لسرد القصص (…) مات الكثيرون دون أن يرووا تفاصيل حياتهم. ماتوا مثقلين بحملهم” (ص25). وتسرد المقاتلة حكاية توهانها مع مجموعة من المقاتلات وسط عاصفة ثلجية. وكيف أنهن أثناء محاولة تفادي الجنود الأتراك، وقعن في فخ الانزلاقات والانهيارات الثلجية التي أودت بحياة اثنتين منهن. فأصاب البرد قدمها بالغرغرينا. وطلبت من إحدى رفيقاتها بترها بسكّين تستخدم لقطع الأخشاب. وكيف تُرِكَت وحيدة في كهف لمدّة خمسة أيام، تأكل الأعشاب، ريثما يأتي رفاقها لنجدتها. صارت المقاتلة القديمة، تحاول نقل تجربتها المريرة إلى المقاتلة الجديدة. وقالت: “ينبغي أن تسمعيني جيّداً. لن يحدّثك أحد كما أفعل أنا. الجميع يرتجلون البطولة، ولا يعرفون أنهم يرتجلون الموت (…) هل كل ما اختبرته من ألم كان بطولة؟ من غير مسموح لي أن أتحدّث مع الوافدين الجدد (…) هم يعلمون أنني لا ألتزم بقوانينهم. لم أعد مقاتلة. لم أعد قادرة على حمل السلاح والقتال. لأنني لا أجد فيه ضالتي. أراد الحزب أن يحاكمني، لأنني خرقت قواعده ورفضت حمل السلاح” (ص38). “سأعود إلى الجبال قريباً. هناك تنتظرني أرواح متعبة تحتاج إلى الحب” (ص39).

رواية “كهرمان” وثيقة أدبيّة مناهضة للحرب والعنف وتجنيد القاصرات. وتضع مرارة الواقع النسائي وآلامه وخسائره البليغة، داخل PKK، في مواجهة أوهام الأيديولوجيا الحزبيّة وخرافاتها.

كذلك أشار الكاتب إلى العلاقة التي ربطت “العمال الكردستاني” بالنظام السوري، أثناء الحديث عن نشاط البطلة الحزبي في دمشق، وتعرّفها على “المدينة وقاطنيها من الكرد. نادراً ما كانت تلتقي بعائلات شامية. النظام السوري لم يسمح للحزب بالدعاية خارج حاضنته الكردية” (ص16). كذلك أشار إلى العلاقة التي ربطت الحزب مع النظام الإيراني في الصفحة 152 بقوله: “… الحكومة الإيرانيّة تغض النظر عن نشاط الحزب على أراضيها. وتقدم له الدعم والمساعدة من تحت الطاولة”. 

هفوات تقنيّة

ريزان عيسى المولود في مدينة الدرباسية، على الحدود التركيّة – السوريّة، التابعة لمحافظة الحسكة السورية عام 1973. عاش في مدينة دمشق، درس فيها المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية. يحمل إجازة من كلية الحقوق بجامعة دمشق. يعيش حالياً في مدينة آخن الألمانيّة. رواية “كهرمان”، هي تجربته الأولى في عالة السرد. وشأنه شأن كثر من الروائيين، في محاولاتهم الأولى، سقط في بعض ما أعتبرهُ هفوات بسيطة، لا تؤثّر في أهميّة وجودة النصّ على صعيد الفكرة واللغة والبناء. على سبيل الذكر لا الحصر:

– في ما يتعلّق بشخصيّة مظلوم دوغان (أحد مؤسسي الكردستاني)، تبنّى الكاتب السرديّة الحزبيّة الرسميّة المستجدّة المتعلّقة بكيفيّة إنهاء دوغان حياته (ص53). ذلك أن أدبيات الحزب قبل 1985، (جريدة سرخبون الناطقة باسم الحزب + كتاب المقاومة حياة) تشير إلى أن السلطات التركية هي التي قتلت دوغان. وفي رواية حزبيّة أخرى، قام دوغان بالانتحار شنقاً، وليس حرقاً. لكن في الرواية المستجدّة، المشوبة بالاختلاق والأسطرة؛ دوغان أضرم النار بجسده يوم عيد النوروز!

– شاب العمل ما يمكن وصفه بالحشو أو الشروح التي لا داعي لها. على سبيل الذكر لا الحصر: “… ليسيل خيط من الدم من فرجها نزولاً على فخذها. كان قد أفقدها بكارتها” (ص 92) الجملة الثانية، لا لزوم لها. وأيضاً: “ولدت سيرو عمياء، فاقدة لحاسّة البصر” (ص105) على أساس أن العمى، غير مفهوم، وربما يعني فقدان الشمّ أو اللمس أيضاً! لذا، وجد الكاتب أنه من الضروري شرح أن العمى يعني فقدان البصر! وفي الصفحة 107 يذكر: “… فهي عمياء كجدّتها، وعيناها لا نور فيهما”.

– أثناء تكليف نالين وكلارا بمهمّة جلب المبالغ المالية من دياربكر إلى بوطان، كان معهما مقاتل ثالث. لا يذكر عيسى أي شيء عنه؛ اسمه، شكله؟! 

– في الصفحة 155 يذكر أن دياربكر تبعد مسافة أسبوعين (سيراً على الأقدام) من المعسكر. وفي ص 156، يذكر أن الرحلة استغرقت قرابة أسبوع. وربما هذه “القرابة” أقل من أسبوع أو أكثر بيوم.

أيّاً يكن من أمر، رواية “كهرمان” وثيقة أدبيّة مناهضة للحرب والعنف وتجنيد القاصرات. وتضع مرارة الواقع النسائي وآلامه وخسائره البليغة، داخل PKK، في مواجهة أوهام الأيديولوجيا الحزبيّة وخرافاتها، والبروباغندا الحزبيّة المضللة التي يمارسها الحزب. تنتصر الرواية للضحايا، على أن الثورة أقرب إلى مسرح العبث منها إلى اليوتوبيا والأحلام والطموحات الرومانسيّة الثوريّة التي تجذب الفتيات والشباب، سعياً وراء تحقيق عالم تسوده الحريّة والعدالة.

https://daraj.com/54233/?fbclid=IwAR1YVE5dvLZn5qIxL8b4SX9crpvgPv82wzvfh…