نمور اقتصادية عربية....قراءة في الأهمية الجيوسياسية لمنطقة الخليج العربي
افتتح الدكتور أنور محمد قرقاش المؤتمر الدولي، الذي حمل عنوان"أكثر من مجرد غاز وبترول: الخليج العربي بصفته تحديا للسياسة الخارجية" ودعت إليه مؤسسة كوندراد أديناور الألمانية ، بكلمة تم نقلها بالأقمار الصناعية قدم فيها الخطوط العريضة لسياسة دول الإمارات العربية المتحدة الخارجية المتمثلة في المساهمة في دعم استقرار العراق وأفغانستان والعمل على حل النزاعات السياسة بالطرق السلمية. كما أكد الدكتور أنور محمد قرقاش رفض دولة الإمارات التدخل في الشؤون الداخلية لدول الجوار وطالب إيران بمزيد من الشفافية فيما يتعلق ببرنامجها النووي، مؤكدا على خطورة تداعيات حيازة إيران للأسلحة النووية.
وفيما يتعلق بالجزر الإماراتية طنب الصغرى والكبرى وأبو موسى، التي تحتلها إيران، أكد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية حرص بلاده على الاحتكام للشرعية الدولية من أجل استعادتها. كما عبر عن سعادته لإعلان مؤسسة كوندراد أديناور افتتاح أول مكتب لها في منطقة الخليج العربي في العاصمة الإماراتية أبوظبي، لأن هذه الخطوة ستدعم الحضور الألماني وتكرس آليات الحوار المثمر بين البلدين.
"نمور اقتصادية عربية"
ومن جانبه أشار المتحدث باسم الكتلة البرلمانية للحزب الديمقراطي المسيحي الحاكم إيكهارد فون كلادن في مداخلته إلى "التوافق الكبير بين السياسة الألمانية والأوروبية وسياسة دولة الإمارات المتحدة فيما يتعلق بالتعامل مع الملفات الشائكة في منطقة الخليج العربي، خاصة مع الملف النووي الإيراني". كما أضاف إيكهارد فون كلادن أن "الخليج العربي يشهد تغييرات دراماتيكية تمثل تحديا كبيرا لصناع القرار السياسي في ألمانيا والاتحاد الأوروبي"، مشيرا إلى أهمية الخليج العربي تجاوزت مكانتها التقليدية كمصدر رئيسي للغاز والبترول، خاصة بعد الأزمة المالية العالمية ومساهمة دول الخليج البناءة في دعم استقرار أسواق المال العالمية".
وفي دليل على ازدياد الثقل السياسي لدول الخليج العربي أشار الخبير الألماني هينر فورتش إلى تحول دول الخليج العربي إلى "نمور اقتصادية" مؤثرة في منظومة العلاقات الاقتصادية والدولية، مشيرا إلى حقيقة افتقاد الاتحاد الأوروبي لاستراتيجية شاملة ومدروسة بعناية تجاه هذه المنطقة فائقة الأهمية من الناحية الجيوستراتيجية.
شراكة إستراتيجية أوروبية خليجية
أما الدكتور بيتر غوبرفيش، ممثل غرفة التجارة والصناعة الألمانية في دبي، فشدد في مداخلته المعمقة على أهمية التوصل إلى اتفاقية تحرير التجارة بين دول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي في القريب العاجل، لأن هذه الاتفاق سيمثل خطوة هامة وبعيدة المدى على طريق صياغة علاقات الإستراتيجية الأوروبية الخليجية، خاصة أن التوقيع على هذه الاتفاقية سيكون من شأنه مضاعفة حجم التبادل التجاري للجانبين في وقت قصير. كما حذر الخبير الاقتصادي غوبرفيش النخب الألمانية والأوروبية من المنافسة الآسيوية، ونصح النخب الأوروبية العمل على الاتفاق على إستراتيجية محددة المعالم للتعامل مع منطقة الخليج العربي الحيوية، لاسيما وأن دول مجلس التعاون الخليجي تتطلع إلى تعزيز الجهود الأوروبية بهدف دعم ضمان الاستقرار السياسي والاقتصادي في المنطقة. كما حذر من أن "التقاعس الأوروبي في ضرورة تطوير شراكة إستراتيجية أوروبية خليجية سيؤدي إلى تحول أنظار النخب الخليجية صوب القارة الآسيوية".
غياب آليات تعاون أمني في الخليج العربي
وفيما يتعلق بالأخطار الأمنية التي تحدق بمنطقة الخليج العربي أجمع الخبراء على أن غياب آليات الثقة والتعاون الأمني المشترك يمثل إشكالية كبرى تعيق التعامل مع هذه الأخطار بطريقة بناءة تساهم في نزع فتيل النزاعات.
الخبير فولكر بيرتيس، مدير المعهد الألماني للسياسات الدولية والأمنية أشار في ختام المؤتمر إلى أن "الوقت مناسب جدا حاليا لإطلاق مبادرات تساهم في خلق مناخ تعاون ببن دول الخليج وجيرانها نظرا لانتهاء فترة حكم إدارة بوش وازدياد الآمال المعقودة على تبني إدارة أوباما سياسة تتمتع بالمصداقية وتدعم روح التعاون".
لؤي المدهون- برلين
دويتشه فيله 2008