ترانيم مسيحية وأناشيد إسلامية...روح سلام مصرية
على خشبة مسرح معهد غوته بالقاهرة، وضمن فعاليات مشروع "شباك الفن"، أنشد الفنان "صليب فوزي" مؤسس المشروع مجموعة متنوعة من الأشعار الصوفية والترانيم المسيحية. المشروع الذي انطلق عام 2014 بشعار "روح مصرية تغني رسالة سلام" يقدم محتوى غنائي وموسيقي متنوع عبر مزيج من الآلات الموسيقية الشرقية والغريبة، والجمع بين الأناشيد التراثية والأغاني الحديثة، بالإضافة لإحياء اللغة القبطية القديمة. عن هذه التجربة وخططهم المستقبلية حاورنا صليب فوزي مؤسس المشروع.
********
كيف بدأت فكرة المزج بين الترانيم المسيحية والأناشيد الصوفية الإسلامية، ولماذا اخترت أن يكون عنوان المشروع "صليب صوفي"؟
صليب فوزي: بدأت الفكرة عام 2014 من خلال ورشة عمل مع الموسيقار المصري فتحي سلامة، وحينها عملت على تطوير فكرة مختلفة تمزج بين الترانيم المسيحية والإنشاد الصوفي مع توظيف للآلات الموسيقية الغربية وخاصة موسيقى الجاز، وبعد نجاحها، عملت على تطوير مشروع بعنوان "صليب صوفي"، وكلمة صليب هنا ليست رمز ديني فقط، ولكنها اسمي الشخصي أيضًا وتعبر عن خصوصية التجربة، والمشروع بصورة عامة هدفه التأكيد على فكرة الحب والعشق الإلهي، والطائفة الصوفية في الإسلام ينشدون دومًا محبة الله.
طالما كانت الترانيم والأناشيد الصوفية مرتبطة بالطقوس الدينية، لكنكم تقدمونها في سياق ثقافي وفني، كيف ترى العلاقة بين الدين والفن؟
صليب فوزي: علاقة الفن بالدين قوية للغاية، فالفن يهدف لتحقيق السعادة للإنسان، والأديان تدعو البشر للخير والمحبة وعبادة الله والعيش في سلام، وهذه الرؤية أعيشها في حياتي الشخصية وأعمالي الفنية، فالدين والفن والحياة ليسوا منفصلين عن بعض، لذلك نحرص في مشروعنا على التركيز على نقاط التلاقي بين مختلف الأديان، والجمع كذلك بين أنماط موسيقية متنوعة، للتأكيد على أن هذه التعددية والتنوع حافز لأن نبحث عن المشتركات الإنسانية بيننا.
طريقة الأداء والموسيقى المصاحبة للترانيم والصلوات المسيحية تختلف عن الغناء الصوفي، إلى أي مدى واجهت تحديات في المزج بينهما؟
صليب فوزي: معظم التجارب الفنية التي مزجت الصوفية بالترانيم، قدمت ذلك النوع من الفن بوجود شخصين يسند للمسيحي غناء الترانيم، وللمسلم التواشيح، لكنني من البداية قررت أن أقدم الاثنين معاً، خصوصًا أن كليهما هدفهما الرقي بالروح والتوجه لله رب المحبة والسلام والخير، لذلك لم أجد صعوبة في المزج بينهما، لكن المجهود الكبير كان مرتبط بالموسيقى وكيفية إدخال آلات موسيقية وإيقاعات موسيقية متنوعة تمزج بين الموسيقى الشرقية والغربية، وكانت البداية مع موسيقى الجاز، ونعمل الآن على إدخال المزيد من الإيقاعات والموسيقى الجديدة.
وماذا عن الجمهور، هل واجهتم تحديات في قبول الفكرة وأيضًا المسمي "صليب صوفي"؟
صليب فوزي: رغم وجود قطاع كبير من الجمهور يدعمنا، لكن بالتأكيد هناك قطاع آخر يهاجمنا، لكن مع الوقت تجاوزنا هذا التحدي، ونعمل على الوصول لقاعدة أوسع من الجمهور، لكي يسمعوا ويعيشوا معنا هذه التجربة، ونؤكد دوما أننا نحترم جميع الأديان، وندعو للمحبة والسلام وهى قيم إنسانية مشتركة بين مختلف المعتقدات والحضارات ليس في مصر فقط، ولكن حول العالم.
تقدم الفرقة عددا من الأغاني المعاصرة المعبرة أيضا عن المحبة والسلام، كيف ترى هذا المزيج بين التراث والمعاصرة؟
صليب فوزي: اتفقنا مع العديد من الشعراء، وبالفعل قدمنا العديد من الأغاني الجديدة، والمزج بين التراث والمعاصرة، جزء أساسي من رحلتنا ومشروعنا الفني، فالهوية الإنسانية تاريخ ممتد، والفن والثقافة من أكثر المجالات التي تعبر عن تاريخ وهوية الشعوب والمجتمعات.
ماذا عن مشاركتكم في مشروع "شباك الفن"؟
صليب فوزي: توفير مساحة للفرق الفنية لتقديم أعمالها بصورة مجانية للجمهور فكرة مميزة وضرورية في ظل ندرة المساحات الفنية في السنوات الأخيرة، ونتمنى أن تجربة "شباك الفن" تتاح في كافة المحافظات المصرية وليس في القاهرة فقط.
حاوره: إسلام أنور
حقوق النشر: معهد غوته 2018