هل هزم المحافظون الأتراك؟
في نهاية شهر مايو/أيار من عام 2023، احتفل الرئيس أردوغان مع مؤيديه بفوزه في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية. يومها قرر فريق أردوغان إعلان النصر من حي أسكودار القديم في المدينة، وهو الحي الذي ولد وقضى فيه أردوغان فترة شبابه. وفي تلك اللحظة، صعد أردوغان على متن ناقلة، تشبه الناقلات التي تختارها فرق ومنتخبات كرة القدم عند الاحتفال مع جماهيرها بنيل كأس إحدى البطولات. لم يخف الرجل السبعيني يومها فرحه الشديد بالنصر، كما ظهر من خلال تأديته لأغنية شعبية مع مؤيديه. لكن المفاجئ يومها، لم يتعلق فحسب بطريقة أردوغان في الاحتفال، وإنما أيضا في كلمته.
ففي الوقت الذي كان فيه المراقبون يتابعون كلمته، لمعرفة سياساته ورؤيته لمستقبل تركيا في الفترة المقبلة، بدا أردوغان لا يحمل في جعبته أي أجندات أو وعود اقتصادية، وعوضا عن ذلك ذهب للحديث عن المثلية الجنسية، وضرورة حماية العائلة التركية، كما طالب مؤيديه بالتحضر للفوز في انتخابات البلدية التركية. وبعد ساعات من هذه الكلمة، كان أردوغان قد انتقل إلى أنقره لإلقاء كلمة أمام مئات الآلاف، ولم تختلف كلمته كثيرا عن كلمة إسطنبول، إذ بدأ كلامه بإلقاء قصيدة للشاعر عارف نهاد آسيا، وهو شاعر تركي ولد بدايات القرن العشرين، تقول كلماتها «نحن من بحت أصواتهم يا إلهي.. فلا تدع المآذن دون أذان.. فنادي بالنحل كي ينتج العسل.. وهذه الجموع التي تنتظر بطلها لا تتركها دون بطل».
وفي هذه الأبيات نرى الإسلام ومآذن الجوامع هي الأساس لإنتاج روح الأمة التركية، ودونها لا يمكن للبلاد أن تبقى وأن تستمر. وعلى الرغم من أن البلاد كانت آنذاك تعيش في ظل أزمة تضخم وركود اقتصادي، فضّل أردوغان أن يكون خطابه متركزا على الإسلام وعلى حماية العائلة من الأفكار المثلية. وفي الوقت الذي اعتبر بعض المحللين أن تقديم أردوغان لهذه الموضوعات على الاقتصاد، تظهر هروبا إلى الأمام، فإنها بدت لأردوغان مواضيع أكثر تعبيرا عن تلك اللحظة، التي لم تمر بسهولة، وإنما بشق الأنفس بعد جولة انتخابية ثانية لم يحسمها رأي الناخب التركي من الاقتصاد، وإنما التحيزات الهوياتية.
تركيا - إيمان بقوة النساء السياسية
قبل انتخابات تركيا المحلية 31 /03 /2024 ساعدت عائشة كارابات -الكاتبة بموقع قنطرة- في تدريب نساء طامحات للمنافسة الانتخابية في بلد لا تزال فيه نسبة النساء السياسات منخفضة. عائشة كارابات تكتب لقنطرة عن تجربتها التدريبية.
في مقابل هذه الصورة، وبعد عشرة أشهر تقريبا من نشوة أردوغان بالانتصار في حي اأسكودار، جاءت نتائج الانتخابات البلدية التركية لتعلن عن هزيمة مرشح حزب العدالة والتنمية أمام مرشح المعارضة، وخسارة الحزب لبلديات عديدة في المدينة وخارجها، ما مثّل ضربة رمزية لخطاب أردوغان بعد انتخابه، والمنتشي بالنصر. وهي نتيجة ردتها غالبية التحليلات إلى الأزمة الاقتصادية، وحالة التضخم التي تعيشها البلاد، والتي طالت كل شيء من إيجارات وأسعار البيوت وحتى ثمن تكلفة إعداد طبق وجبة منمين (بيض وبندورة) أو الكفتا التركية.
لكن بموازاة هذا التفسير، يبدو أن هناك عوامل أخرى لعبت دورا في هذه الهزيمة الانتخابية، وأن التضخم قد سرّع من بروزها، خاصة أن عدد الذين صوتوا للمعارضة في الانتخابات البلدية، هم ذاتهم ممن صوتوا لهم في الانتخابات الرئاسية، ما يعني أنّ المعارضة لم تحصل على أصوات جديدة، أو تتمكن من إقناع المحافظين بخطابها. يمكن القول إنّ التصويت في تركيا لم يعد مبنيا على خطط المرشحين في الغالب، وإنما على خلفية كل مرشح، وإلى أي جهة يتبع، لكن بما أنّ المحافظين لم يصوّتوا للمعارضة، فلماذا هزم حزب العدالة؟
آيا صوفيا وضريح أتاتورك
قبيل الانتخابات الرئاسية الأخيرة في تركيا، بدا أنّ هناك موجة ورغبة كبيرة بالتغيير في البلاد، خاصة داخل الأوساط الشابة، التي وجدت نفسها خلال سنوات قصيرة محرومة من أشياء عولمية كثيرة، ولذلك اعتقدت المعارضة أن هناك شعورا عاما بالاستياء من السلطة، وأنه لا شك قد دمر سمعة أردوغان. لكن في النهاية، لم يكن هذا الاحباط كافيا لحدوث التغيير، خاصة أنّ خطاب قادتها أثار شكوكا ومخاوف لدى المحافظين عموما، والذين قرروا في النهاية إعطاء فرصة جديدة للرئيس أردوغان، وتأجيل محاسبة الحزب الحاكم حتى ما بعد الانتخابات. وهذا أمر لم يطل مؤيدي العدالة والتنمية، أو الأحزاب المشاركة في تحالف السلطة فحسب، وإنما أيضا غالبية مؤيدي الأحزاب المحافظة الصغيرة في المعارضة.
وفي ظل هذه الأجواء، بدت ليلة الانتخابات الرئاسية التركية يومها مفعمة بالتوتر وإرسال الرسائل الهوياتية. وهذا ما عبرت عنه صورتان، الأولى لمرشح المعارضة كليجدار أوغلو، الذي أنهى جولته بزيارة ضريح أتاتورك، مؤسس الجمهورية التركية العلمانية. وبين الرئيس أردوغان، الذي أنهى جولته بزيارة آيا صوفيا، الجامع الذي شهد في السنوات الأخيرة عددا من المعارك الهوياتية بين تركيا وبعض الدول الأوروبية، وهناك وقف الآلاف وراء مرشحهم المحافظ وهم يرددون هتافات (الله أكبر).
كلية إلهيات وانتخابات بلدية
وفي الانتخابات البلدية الأخيرة في إسطنبول، عاد أردوغان مرة أخرى، وزار آيا صوفيا برفقة مرشحه الخجول مراد كوروم. مع ذلك لم يتمكن هذه المرة المرشح، المولع بمتابعة مسلسل «أرطغرل» التركي الشهير، من الحصول على مساعدة من أوساط المحافظين. وعلى الرغم من أن التذمر من الأوضاع الاقتصادية لعب دورا في ما جرى، مع ذلك يبدو أن هناك عوامل أخرى أثرت بشكل كبير في تراجع أصوات المحافظين (العدالة) مثل: تذمر شرائح واسعة في أوساط المحافظين والعدالة والتنمية من الحزب وبعض قياداته، وأيضا تجاهل الحزب إعادة النظر بالسياسات الحضرية التي سار عليها في مدينة مثل إسطنبول.
فعلى مقربة من مدينة إسطنبول، وبالقرب من الحدود مع بلغاريا، تقع مدينة أدرنة. وتضم المدينة كلية للإلهيات، وفي الغالب يكون أساتذة هذه الكلية من المؤيدين للحزب. لكن في هذه الانتخابات، بدا أنّ قسما من مدرسي هذه الكلية قد أحجم عن المشاركة، وعلى الرغم من أنّ هذه الطبقة من الأساتذة تتقاضى رواتب شهرية تتراوح بين 1500 و2000 دولار، في مدينة صغيرة، وهذا ما يعد دخلا جيدا، مع ذلك فقد بدوا رافضين المشاركة، ردا على شعورهم بالتهميش من قبل الحزب لصالح نخب أخرى، وفي الغالب مجموعات اقتصادية، أو مقربة من جماعات نافذة.
كما أنهم غالبا ما ربطوا هذا التهميش بتوجه بعض نخب الحزب إلى القبول بسياسات المثلية، وهو قول لا تدعمه أي تصريحات، لكنه اتهام ربما يذكرنا بالاتهامات ذاتها التي وجهها الرئيس أردوغان إلى معارضيه عندما وصفهم بمؤيدي المثلية. ولعل هذا الربط بين الآخر والمثلية، هو خطاب بات سائدا في أوساط المحافظين في تركيا والشرق الأوسط عموما. إذ أصبحت المثلية ومحاربتها تتصدر خطاب الجماعات المحافظة السنية أو الشيعية (الضاحية الجنوبية، بغداد) في السنوات الأخيرة، وأصبحت جزءا أساسيا من خطاب هذه الجماعات الهوياتي، خاصة بعد هزيمة الإسلاميين في المنطقة. وهذا ما جعل عبارات مثل (الشريعة هي الحل) تتراجع لصالح عبارات أخرى مثل (العائلة مقابل مجتمع (م)/ المثلية)..
في سياق قراءته للتاريخ العثماني، يذكر جمال كفادار تشبيه بعض المؤرخين للدولة العثمانية بالبصلة، التي تتكون من عدة طبقات. ولعل الشيء ذاته تراه اليوم شرائح ونخب عديدة تجاه الحزب، فالأزمة بالنسبة لها لا تتمثل في لب البصل (أفكار العدالة والتنمية) بل في الطبقات التي تشكلت حول هذا اللب، وهي طبقات تتألف من شبكات من المستفيدين والمستثمرين. ولعل هذا الامتعاض عبّر عن نفسه، إما من خلال عدم مشاركة شرائح واسعة في الانتخابات، أو تصويت جزء منهم لصالح حزب الرفاه من جديد، وهو حزب يبدو أن جزءا من نجاحه لا يعود لبرنامجه المحافظ التقليدي والساخط، بقدر ما بات موطنا لقسم كبير من الناقمين على العدالة والتنمية وسياساته.
الحداثة الثانية في تركيا
بين حداثة أتاتورك الجمهورية وإسلام القرن الحادي والعشرين الإردوغاني تم افتتاح مركز أتاتورك الثقافي الجديد مقابل مسجد تقسيم الجديد. توماس أفيناريوس كان هناك.
إسطنبول وإسلام العشوائيات
بعيد عام 2016، بدا أنّ حزب العدالة والتنمية، قد فقد مدينة إسطنبول، وذلك بعد قرابة عقدين من سيطرته عليها. وعلى الرغم من محاولات الحزب إجراء عدد من التغييرات على وجوهه في المدينة، لكن ذلك لم يمكنه من استعادتها، والتي بقيت ترفض ترجيح كفة الحزب في أي انتخابات، وهناك من يفسر هذا الرجحان بكون إسطنبول قد بقيت مدينة ذات ميول علمانية، بالإضافة إلى تأثيرات التضخم الاقتصادي التي تبدو أكثر وضوحا مقارنة بالمدن الأخرى، وخسارة الحزب أيضا لنسبة كبيرة من الأصوات الكردية المحافظة. لكن في المقابل هناك أيضاً من يربط هذه الخسارة ببعد آخر، يتعلق بعدم إيلاء الحزب لإسلام العشوائيات مكانة كبيرة في برامجه مقارنة بالزمن الماضي.
فقد أدّت سياسات التجديد الحضري التي تبناها المحافظون، وإعادة تصميم المدينة، إلى خلق نوع من العنف الرمزي/المكاني، وفق تعبير عالم السوسيولوجيا التركي جيهان توغال. إذ بدأ الحزب في العقد ونصف العقد الأخير، مهووسا بإنشاء مناطق معمارية جديدة في المدينة، وخلق نسخة أخرى من الإسلام (إسلام باشاك شهير) بعيدة عن نسخة إسلام العشوائيات، التي دعمها المحافظون في نهاية التسعينيات. يعتقد بعض الزائرين للمدينة، أن إسطنبول تتمثل في أحياء مثل تقسيم أو كاديكوي أو الفاتح، لكن في المقابل هناك إسطنبول الأخرى، ولا يمكن اكتشافها أحيانا، دون التنقل بالباصات الحكومية، التي غالباً ما تسير في الأحياء القديمة، بينما تتاح للباصات الخاصة عبور الطرق السريعة. في فترة العشرينيات والثلاثينيات ظلت مدينة إسطنبول مدينة مخصصة لأولئك الحضريين، الذين نعثر عليهم في روايات أورهان باموق في نيشان تاشي وبيه أوغلو، وقد شهدت هذه الصورة تغيرا مع أواخر الأربعينيات تقريبا، عندما أدى التصنيع الأولي ومكننة الزراعة إلى دفع جيل من أبناء الريف للنزوح نحو المدينة، والذين بنوا غرفا لهم في مناطق زراعية حول المدينة القديمة. وبحلول الستينيات، نمت هذه الأماكن لتصبح أحياء عشوائية كبيرة، ومراكز للنشاط العمالي في السبعينيات والثمانينيات. ومع قضاء السلطة لاحقا على النقابات العمالية، تحولت العشوائيات إلى مراكز لنشاط المحافظين والمتدينين. يلاحظ توغال أنه في فترة الثمانينيات، بدا أنّ المثقفين المحافظين في منطقة الشرق الأوسط عموما، يحاولون إعادة إحياء مفهوم مثالي للمدينة الإسلامية، يتمحور حول المسجد، وعدد من الأسواق والمدارس والمراكز الثقافية. كما أكدت هذه الرؤية ضرورة عدم الالتزام بالمباني الشاهقة، التي تعد مثالا على الرأسمالية المتغطرسة. وفي حالة حي سلطان بيلي، الذي يقع في الجانب الآسيوي من المدينة، حاول المحافظون جعله حيا خاليا من الكحول، وتنظيم البلدة حول مسجد رئيسي، وخلق عدد من المقاهي والمتاجر الإسلامية، ما أثار حساسية لدى الجيش التركي الذي قام في عام 1996 بوضع نصب لكمال أتاتورك بالقوة وسط الحي، ولتشكل هذه الحادثة بداية ما عرف لاحقا بانقلاب 1997.
وبعد توليه السلطة، حاولت العدالة والتنمية تحسين ظروف المناطق العشوائية، وأيضا ربط هذه المناطق بوسط المدينة بشكل أفضل، من خلال بنية مواصلات واسعة، وبالأخص في ما عرف بمشروع المتروبوس، الذي ربط بين ضفتي المدينة، أو توسيع شبكة المترو، التي أعادت تشكيل فضاء المدينة. كان أبناء نيشان تاشي والأحياء التقليدية، هم الفاعلين الحضريين، بينما دفع المترو بأبناء الهوامش للوجود في الفضاء العام التقليدي، وأيضا في توسيعه لاحقا.
مع ذلك، فإنّ ما يسجل على سياسات حزب العدالة في السنوات الأخيرة، أنه وفي ظل سياساته لدمج إسطنبول في الاقتصاد العالمي، اتجه نحو إهمال المناطق العشوائية، لصالح فكرة هدمها أحيانا، أو بناء مناطق جديدة تضم مجمعات ومولات وشوارع عريضة. كما دفع الأسواق القديمة والباعة الصغار، الذين شكلوا أحد قواعد الحزب، إلى الهامش. وهذا ما نراه مثلا في أسواق البازارات، وهي أسواق شعبية تقام في الأحياء مرة أو مرتين في الأسبوع. بيد أنّ الملاحظ في السنوات الأخيرة قيام البلديات، التي ليست بالضرورة علمانية، بنقل قسم كبير من مقرات هذه البازارات إلى أطراف الأحياء، بدلا من مراكزها الرئيسية، وحتى لو لم تتمكن من ذلك، فقد تأثرت البازارات أيضا بهذه التحولات، وغدا جمهورها متركزا أكثر على الطبقات الوسطى والفقيرة، بينما أصبحت المولات هي المكان البديل لنخبة محافظة ميسورة الحال. كما أنّ ارتفاع قيمة الإيجارات في السنوات الثلاث الأخيرة تقريبا، جعلت أوساط وسطى محافظة تنزاح نحو أحياء أقل تنظيما وخدمات، ما فاقم من شعورها بالتهميش والغضب.
هل انتهت سنوات العسل؟
شكلت نتائج الانتخابات البلدية ضربة كبيرة للأوساط المحافظة (العدالة والتنمية بالأخص). مع ذلك، فإنّه من المبكر ربما الحديث عن نهاية نفوذ المحافظين في تركيا بعد قرابة 23 سنة من وصولهم للحكم. فالمعارضة من ناحية، ما تزال غير قادرة على تبني خطاب أكثر انفتاحا، ولذلك فهي لم تستطع كسب أصوات أخرى. كما أنّ أردوغان، رغم الإرهاق الذي أخذ يظهر على وجهه، ما يزال يحتفظ بلمسة شعبية واسعة. ويبدو أنّ وجود المحافظين في تركيا، لم يعد مرتبطا فقط بالسياسات المحلية، بل ما يزال نموذجهم مغرياً لشرائح سنية واسعة في الشرق الأوسط وآسيا الصغرى، التي تنشط فيها تركيا، أو حتى لدى الأتراك الألمان.
ولذلك يبدو أن العدالة في الفترة المقبلة، لن يذهب فحسب إلى التركيز على الإصلاحات الاقتصادية ليصالح بها شرائح واسعة من جمهوره الناقم، خاصة أنّ حل الملف الاقتصادي قد يحتاج لسنوات، وإنما قد يلجأ إلى توليفة جديدة تقوم على دعم وتقديم بعض الجرعات الاقتصادية (للمتقاعدين مثلا) ومصالحة بعض القيادات والنخب المحافظة، وتقديم بعض التنازلات، وترميم الحزب وشبكاته الاجتماعية، وهو أمر ليس بالسهل، لكن الأهم في هذه التوليفة، أن الحزب سيسعى إلى تحويل نفسه إلى حزب أكثر محافظة، من خلال تبني مفاهيم أكثر صلابة عن الزواج والعائلة، ما يعني القطعية مع خيال الإسلام الليبرالي الذي صنعه في العقود الماضية، خاصة أن تردي الأوضاع الاقتصادية، والفتور في العلاقة مع الأوروبيين، الذين تبنوا بالأساس دعم النموج الليبرالي التركي، كلها تصب أيضاً في توجه المحافظين أكثر نحو نماذج أخرى محافظة (الصين).
ولعل هذه التوليفة، قد تساعد العدالة في ترتيب بيت المحافظين، خاصة أنّ شرائح واسعة من هذه الجماعة، حتى إن بدت أنها ناقمة على سياسات الحزب الاجتماعية والاقتصادية والمكانية، لكنها في المقابل تبدو اليوم أكثر رغبة من السابق بالتعبير عن نفسها التقوي، في مواجهة ما تعتقده مشروعا إمبرياليا مثليا. ولعل هذا ما يجعل الصراع في تركيا في الفترة المقبلة، لا يتركز فحسب على الاقتصاد لتوفير لقمة الخبز، بل على معنى الإسلام القادر على توفير عسل روحي وفق القصيدة التي ذكرها الرئيس أردوغان، ما قد يطيل زمن المحافظين لفترة أطول مما نتوقع…
حقوق النشر: محمد تركي الربيعو 2024