مهرجان ''ليالي بيرزيت''- مساحات من الفرح والأمل
تعج الحياة الفنية الثقافية بمدينة رام الله وقضائها إثارة وصخبا متناسية أجواء الجمود السياسي التي تعيشه "المقاطعة"; المطبخ السياسي الفلسطيني الذي لا يبعد كثيرا عن صدى هذه الفعاليات التي تسعى لإيصال "رسالة لكل العالم بأن الشعب الفلسطيني محب للسلام والحياة وسيناضل حتى يحقق حقوقه "، كما تقول "لقنطرة" الدكتورة ليلى غنام محافظ رام الله والبيرة التي كانت قد حضرت مهرجان ليالي بيرزيت.
وأقيمت على مدار هذا الشهر العديد من الفعاليات مثل مهرجان "دندنات للموسيقى" الذي نظمته دار الندوة الدولية في بيت لحم "لتبادل الخبرات العالمية وتغيير الأفكار النمطية عن الشعب الفلسطيني لدى الغرب وكسر الحواجز الثقافية والجغرافية المفروضة على الشعب الفلسطيني" ، كما تحدث القائمون على المهرجان. ومهرجان أيام "جفناوية " الذي أقيم شمال رام الله، وسعى إلى ترسيخ الوعي بالتراث والثقافة الفلسطينية، عبر مشاركات عدد من الفرق الثقافية وحفلات غنائية، وبهدف الترويج للسياحة الداخلية ودعم الصناعات الوطنية الفلسطينية، وسيقام أيضا مهرجان التراث الشعبي في بير زيت، ومهرجان الموسيقى والرقص الدولي وغيرها من الفعاليات المميزة.
فياض"الجمود السياسي يجعل هذه الأحداث أكثر أهمية"
وفي أجواء مميزة وعلى مدار ثلاث ليال مثيرة افتتحت جامعة بيرزيت مهرجانها "ليالي بيرزيت" بحضور رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض. وعلى هامش افتتاح هذه الفعاليات الثقافية تحدث رئيس الوزراء الفلسطيني لموقع "قنطرة" "بأن إقامة هذه المهرجانات هو تجسيد لهوية التراث الفلسطيني، ويعبر عن ثقافة شعبنا ووعي الشعب الفلسطيني واهتمام في البعد الثقافي وإبراز هذا البعد والأمل في المنطقة" . وأضاف د.فياض بأنه في ظل "الجمود سياسي تأتي هذه الفعاليات بالضبط من منطلق حرص شعبنا على إبراز هذا التحدي على تمسك بالحقوق بالهوية بالثقافة تصبح هذه الأحداث أكثر أهمية ، ويعزز هوية شعبنا وهوية المكان" .
مهرجان ليالي بيرزيت "يعكس الجو الليبرالي المنفتح"
مهرجان ليالي بيرزيت "يعقد من أجل تكريس البعد الوطني وإحياء للمورث الثقافي الفلسطيني وتكريس الهوية الثقافية الفلسطينية لدى الشباب في جامعة بير زيت ولدى الجمهور الفلسطيني" ، كما تحدث لقنطرة رئيس المهرجان وعميد شؤون الطلبة في جامعة بيرزيت الدكتور محمد الأحمد. وأضاف الأحمد ضم المهرجان بعض الحرف، وعروض مسرحية ودبكات فلكلورية، وشعر وأفلام في من أجل جمع التبرعات لدعم الطالب المحتاج. ويعكس المهرجان هوية جامعة بيرزيت المبنية على الفكر الحر وعلى قبول الآخر وعلى الجو المنفتح والليبرالي"، كما يوضح لقنطرة الأحمد .
عزام الأحمد المهرجانات "ليست بديلا عن الجهد السياسي
عزام الأحمد رئيس الكتلة البرلمانية لحركة فتح الذي حضر افتتاح مهرجان ليالي بيرزيت وتحدث لقنطرة عن صيف الأراضي الفلسطينية "تشهد المناطق الفلسطينية في الصيف حركة فنية نشطة لها علاقة بدعم الصمود الفلسطيني وتطوير ودعم الاقتصاد الفلسطيني ". "ولكن هذه المهرجانات ليست بديلا عن الجهد السياسي والنضال الفلسطيني وإنما جزء مكمل ولا يتعارض مع الجهد السياسي، ويجب الحياة أن تستمر، وهذا دليل أن شعبنا تواق ليبني وطنا متقدما حضاريا"، كما يتحدث عزام الأحمد لقنطرة.
وأضاف عزام الأحمد لقنطرة "في نفس الوقت حالت الجمود السياسي تشعرنا بالإحباط في ظل تعنت إسرائيل والولايات المتحدة من التزامات عملية السلام، وهذا لا ينثنيا عن النضال في كل الأشكال المتاحة والممكنة والخروج من حالة الجمود وأقامت حلم شعبنا في إنهاء الاحتلال وبناء الدولة".
وفي أجواء المهرجانات التي استقطبت آلاف الزوار من مختلف المناطق شبابا وفتيات بأزياء عصرية وأخرى يرتدين ملابس تراثية وشيبا وشبابا يرقصون ويدبكون على نغمات من التراث الشعبي وعلى أصوات الموسيقى الصاخبة متناسين هموم الحياة ومشاكل السياسة، الجميع يرد الاستمتاع والفرح ، ويعكس مدى انفتاح الثقافة الفلسطينية ورغبتها بالحياة.
ليلى غنام" الفعاليات جزء من الحراك السياسي لتوصيل رسالة الفلسطينيين
وتقول الدكتورة ليلى غنام محافظ رام الله والبيرة "لقنطرة" في افتتاح ليالي بيرزيت "المهرجان يشكل رسالة للاحتلال الإسرائيلي أنه رغم كل المضايقات والإجراءات لإسكات الشعب الفلسطيني، يصر الشعب على محافظته على تراثه وتاريخه، وإدخال الفرحة على قلوب الناس" . " واعتبرت غنام أن"النشاط الثقافي لا يعني البعد عن السياسة هو نوع من المقاومة ومهمة يجب أن نظهر بها أمام العالم الحضاري بثقافتنا والحفاظ على تاريخنا، وهذا جزء من السياسة الفلسطينية وجزء من الحراك السياسي لتوصيل رسالة الفلسطينيين".
وخلقت هذه المهرجانات حراكا ثقافيا وفنيا في الأراضي الفلسطينية تعكس مدى تحسن الظروف الأمنية وانفتاح الثقافة الفلسطينية على العالم، إلا أن الاحتلال والحواجز الإسرائيلية المنتشرة بين المدن الفلسطينية تفسد فرحة الزوار، كما تقول الشابة مرام الحسيني من مدينة القدس التي استمتعت بفعاليات مهرجان ليالي بيرزيت.
مهند حامد- رام الله
مراجعة: هشام العدم
جقوق النشر: قنطرة 2012