احتفالية فلسطين للأدب 2016....كسر الحصار الثقافي
انطلقت احتفالية فلسطين للأدب (بالفست) السنوية الجوالة أول من أمس وتنتهي في السادس والعشرين من الجاري، وباشرت التنقل بين مدن فلسطينية عدة: نابلس، القدس، حيفا، رام الله... وتتضمن قائمة المشاركين هذا العام شخصيات أدبية بارزة عالمياً مثل الإرلندي كولم ماكان، والجنوب أفريقي جي.م. كوتزي، والأميركي باري لوبيز.
غاية الاحتفالية، وهي تشهد دورتها التاسعة هذه السنة، التعاون مع الفلسطينيين على كسر الحصار الثقافي الذي يفرضه الاحتلال العسكري الإسرائيلي على البلاد، ولهذا يتنقل المشاركون الضيوف بين المدن ليلتقوا الجمهور الفلسطيني المحروم من حرية التنقل في وطنه. يلتقي المشاركون نهاراً، خلال جولات سياسية وتاريخية، بالفنانين والكتّاب والناشطين السياسيين، ويقدمون ليلاً قراءات أدبية متنوعة أمام الجمهور مع نظرائهم الفلسطينيين.
ومن المنتظر أن تكون احتفالية هذا العام الأكبر والأكثر تميزاً بحضور 33 كاتباً من فلسطين وخارجها، وبجولات مخطط لها بعناية تضع المشاركين القادمين من مختلف الدول وجهاً لوجه أمام واقع الاحتلال الملموس في مختلف أرجاء فلسطين. يقضي المشاركون وقتاً في مدينة الخليل ومخيم عايدة، وفي حي ســلوان والشيخ جراح في القدس، ويزورون إحدى القرى التي اقتلع الجيش الإسرائيلي أهلها وهدموها في العام 1948، كشاهد من شواهد النكبة الفلسطينية المســتمرة منذ ذلك العام.
ونظراً إلى الحصار المفروض على غزة، يقيم النشاطات هناك مجموعة من الفنانين والمثقفين من أهل غزة تزامناً مع النشاطات في رام الله والقدس.
"رحلتي في فلسطين لن أنساها مادمت حياً"
عن احتفالية فلسطين للأدب وأهميتها، يقول الكاتب النيجيري - الأميركي تيجو كول الذي شارك في دورة من دوراتها السابقة: «أظهرت احتفالية فلسطين للأدب لي وللكثيرين بجلاء حقيقة الحياة والنضال في فلسطين. رحلتي في فلسطين لن أنساها مادمت حياً».
ووصف الروائي الإنكليزي تشاينا ميفل الاحتفالية بكونها أكثر الاحتفاليات الأدبية التي شهدها «أهمية وقوة». وأطلق أحد الكتّاب على احتفالية فلسطين للأدب لقب «الرجل الحديدي بين الاحتفالات الأدبية لما تشمله من تحد نفسي وجسدي لا مثيل له في العالم الأدبي».
وكانت الاحتفالية استضافت أكثر من 180 كاتباً من بلدان عدة خلال سنواتها التسع، وكثيراً ما قامت بدور المستشار لناشرين ومنظمي مهرجانات ومديري مجلات في بريطانيا وأميركا والهند، مستهدفة تعزيز الحياة الأدبية الفلسطينية وإيصال صوت القضية إلى مختلف أنحاء العالم.
ومن المشاركين في الاحتفالية هذه السنة: أحمد جميل عزم، أحمد مسعود، آمنة أبو صفط، أسماء عزايزة، أنجيلي جوزيف، إنوا إلامز، باري لوبيز، مسرح البسطة، باسمة التكروري، باكتي شرنجاربور، بِن إهرِنْرايك، بنيامين موزر، جاك شينكر، جوكاستا هاملتون، جون ماكسويل كويتزي، جلمود، جيهان بسيسو، خالد الناصري، خالد جمعة، ريكي لورينتيس، ريمي قنازع، سائد السويركي، سارة مكنالي، ساعدية هارتمن، علي أبو عجمية، غياث المدهون، كولام ماكان، لي براكستون، ليلى العلمي، مجد كيال، محمد الشاهد، محمود أبو عريشة، مصطفى قصقصي، ناتالي حنضل، هيكل، هيفاء زنكنة، ياسر خنجر.
من خلال محاورته لعشرات النصوص العربية والأجنبية بحث الأديب السوري خليل صويلح في كتابه (قانون حراسة الشهوة) عن سر شهوة الإبداع محاولاً "هتك اللغة من الاحتشام المزيف وخلع أقفال العفة عن الكتابة".
ويضع في محاولته تلك مقارنة أو بالأحرى يبرز المفارقة بين حساسية المجتمعات العربية الآن لحرية الكتابة وبين الحرية في كتب التراث العربي من ألف ليلة وليلة إلى "نزهة الألباب" للتيفاشي. (المصدر: الحياة اللندنية)