أنصار صالح مع تيار الربيع العربي بعد مقتل زعيمهم؟
قام الرئيس اليمني السابق على عبد الله صالح، الذي حكم بلاده لمدة 33 عاما، بمقامرة سياسية أخيرة لكنه خسرها اليوم الاثنين 04 / 12 / 2017 عندما لقي حتفه على يد حركة الحوثي المتمردة حليفة الأمس في الحرب الأهلية عديدة الأطراف في اليمن.
وأكد مسؤولون في حزب المؤتمر الشعبي العام لرويترز أن صالح البالغ من العمر 75 عاما قُتل خارج العاصمة صنعاء. وقالت مصادر من الحوثيين إنه قُتل في هجوم بقذيفة صاروخية وبالبنادق.
وكان صالح محنكا في إبرام التحالفات وفي تعزيز مصالحه الشخصية والعائلية في المجتمع القبلي المدجج بالسلاح والمنقسم على نفسه بشدة. وفي السابق، تمكن صالح من توحيد اليمن بقوة السلاح لكنه ساهم أيضا في دفع بلاده نحو الانهيار خلال الحرب الأخيرة. وسبق وأن شبه صالح حُكم اليمن "بالرقص على رؤوس الثعابين". وكان يقود بلاده بمزيج متوازن من القوة والسخاء.
وأفلت صالح من مصير زعماء عرب آخرين إما قتلوا أو أطيح بهم في الانتفاضات والصراعات التي تشهدها المنطقة منذ عام 2011. وتحت وطأة احتجاجات الربيع العربي المطالبة بالديمقراطية، وقّع صالح على استقالته في حفل نقله التلفزيون عام 2012 بينما كانت ابتسامة خفيفة ترتسم على وجهه.
وشن صالح ستة حروب على الحوثيين في الفترة من 2002 إلى 2009 قبل أن يدخل في تحالف ارتجالي مع الجماعة التي استولت على العاصمة صنعاء عام 2014، وانقلبت عليه في نهاية المطاف. وتنافس الجانبان على مدى سنوات من أجل النفوذ على الأراضي التي كانوا يديرونها معا. وربما لم يغفر الحوثيون لقوات صالح قتلها لمؤسس الحركة ووالد الزعيم الحالي.
وسعى التحالف العربي، والمؤلف في غالبيته من دول خليجية، إلى مساعدة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا على استعادة السلطة، وذلك خوفا من أن تكون جماعة الحوثي تعمل بالوكالة لصالح خصمهم اللدود إيران.
وكانت قوات صالح ومقاتلو الحوثي نجوا معا من آلاف الغارات الجوية التي شنها التحالف العسكري الذي تقوده السعودية على مدى ما يقرب من ثلاث سنوات من الحرب.
ومع اندلاع أزمة إنسانية بسبب الصراع، فقد تبادل الطرفان الاتهامات حول المسؤولية عن المصاعب الاقتصادية في الأراضي التي حكموها سويا في شمال البلاد. وبلغ الخلاف بينهما ذروته يوم الأربعاء الماضي عندما تحول إلى معارك في شوارع صنعاء.
كان صالح يبدو شخصا لا يمكن زعزعته في اليمن، أحد أكثر بلدان العالم فقرا وانعداما للاستقرار. وتمكن من تأليب أعدائه بعضهم على بعض، إذ تسببت الصراعات القبلية والحركات الانفصالية والمتشددون الإسلامويون في زعزعة استقرار اليمن.
ونجا صالح من هجوم بالقنابل على مسجد القصر الرئاسي في عام 2011 والذي أسفر عن مقتل كبار مساعديه وتشويه جسده. وبعد الإطاحة بزعماء آخرين في انتفاضات الربيع العربي، وجد طريقة للتقاعد سلميا في فيلا في العاصمة والتخطيط للعودة مرة أخرى. واضطر صالح للتنحي عام 2012 في إطار خطة انتقالية برعاية الخليج بعد احتجاجات على حكمه، لكن هذه الصفقة وفرت له حصانة وظل لاعبا سياسيا قويا.
وكان صالح المعروف بذكائه وحنكته شخصية محورية في الحرب التي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 10 آلاف شخص وتشريد مليوني شخص وصاحبها انتشار للجوع وتفش لوباء الكوليرا. وأصبح صالح حاكما لليمن الشمالي عام 1978 في وقت كان فيه الجنوب دولة شيوعية منفصلة، وقاد اليمن الموحد بعد اندماج الشطرين عام 1990.
وكثيرا ما شكا المعارضون من أن اليمن فشل تحت حكم صالح في تلبية الاحتياجات الأساسية للشعب إذ يعيش اثنان من كل ثلاثة على أقل من دولارين في اليوم. وتمكن صالح من الحفاظ على وقوف القوى الغربية والعربية في صفه، وكان يصف نفسه بأنه حليف رئيسي للولايات المتحدة في حربها على الإرهاب. وتلقى مساعدات عسكرية أمريكية تقدر بعشرات الملايين من الدولارات للوحدات التي يقودها أقاربه.
وبعد هجمات 11 سبتمبر 2001 على عدد من المدن الأمريكية،أصبح اليمن على رادار واشنطن بوصفه مصدرا لتجنيد مقاتلي تنظيم القاعدة الذي كان يتزعمه أسامة بن لادن. وولد بن لادن في المملكة العربية السعودية لكن عائلته تنحدر من منطقة حضرموت اليمنية.
[embed:render:embedded:node:19289]
وتعاون صالح مع السلطات الأمريكية في الوقت الذي كثفت فيه وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) حملة هجمات بطائرات بدون طيار على شخصيات رئيسية في تنظيم القاعدة والتي أودت أيضا بحياة عشرات المدنيين.
ولد صالح عام 1942 بالقرب من صنعاء، وتلقى تعليما محدودا قبل انضمامه للجيش كضابط صف. وكان ظهور صالح الأول على الساحة عندما عينه الرئيس أحمد الغشمي، المنتمي مثله لقبلية حاشد، حاكما عسكريا لتعز، ثاني أكبر مدين اليمن الشمالي. وعندما قُتل الغشمي بقنبلة في عام 1978، خلفه صالح.
في عام 1990، ساعد انهيار الاتحاد السوفيتي على دفع اليمن الشمالي بقيادة صالح واليمن الجنوبي الاشتراكي إلى الوحدة. وأغضب صالح الحلفاء الخليجيين بمساندته لصدام حسين خلال الاحتلال العراقي للكويت في 1990 و1991، مما أدى إلى طرد ما يصل إلى مليون يمني من السعودية. لكنه حصل بعد ذلك على استحسان القوى الغربية لتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية التي وضعها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وبذل جهودا لجذب المستثمرين الأجانب.
وانتصر صالح عندما حاول الجنوبيون الانفصال عن اليمن الموحد عام 1994، وتقارب مع السعودية التي سمح لها بنشر مذهبها الوهابي في بلاده. ويعيش أحمد نجل صالح قيد إقامة قيل إنها جبرية في الإمارات حيث كان يعمل سفيرا لبلاده هناك قبل انضمام الإمارات إلى التحالف الذي تقوده السعودية للحرب على تحالف الحوثي وصالح.
وقد يكون أحمد علي، وهو قائد عسكري سابق قوي كان والده يعده على ما يبدو لخلافته، الفرصة الأخيرة لعائلة صالح لاستعادة النفوذ.
وحكم الرئيس السابق علي عبد الله صالح اليمن طيلة 33 عاماً، أحكم خلالها قبضته على السلطة وشن حروباً ضد الحوثيين، قبل تنحيه في شباط/ فبراير 2012 بعد 11 شهراً من الاحتجاجات ضد نظامه. وفي 2014، تحالف صالح مع المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، لاستعادة السيطرة على صنعاء قبل انهيار هذا التحالف قبل أيام.
في ما يأتي التطورات الرئيسية في اليمن منذ تنحي علي عبدالله صالح الذي أعلن الحوثيون مقتله الاثنين (الرابع من كانون الأول/ ديسمبر 2017)، عن السلطة في شباط/ فبراير 2012 إثر ضغوط من الشارع:
- 27 شباط/ فبراير 2012: أعلن صالح تخليه عن السلطة لصالح نائبه عبد ربه منصور هادي بعد 33 عاماً في الحكم.
وكان صالح يواجه احتجاجات في الشارع منذ أشهر عدة قبل أن يوافق إثر ضغوط مارستها دول الخليج على خطة انتقالية تنص على تنحيه عن السلطة مقابل منحه حصانة مع المقربين منه.
- صيف 2014: الحوثيون الذين اعتبروا أنفسهم مهمشين بعد حروب عدة شنتها عليهم قوات صالح خلال فترة وجوده في الحكم، شنوا هجوماً من معقلهم في صعدة بشمال اليمن نحو صنعاء. وتحدى الحوثيون، وهم من الأقلية الزيدية، السلطة المركزية طوال عقد من الزمن. وتؤيدهم إيران التي تنفي أي تورط عسكري إلى جانبهم.
- 21 أيلول/ سبتمبر 2014: دخل المتمردون المتحالفون مع وحدات عسكرية قوية كانت لا تزال موالية لصالح، إلى صنعاء حيث استولوا على مقر الحكومة بعد أيام من المعارك. يُذكر أن الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وهو من المذهب الزيدي أيضاً، خاض ست مواجهات عسكرية مع الحوثيين خلال رئاسته.
- 14 تشرين الأول/ أكتوبر 2014: سيطر الحوثيون على ميناء الحديدة (غرب) وتقدموا نحو وسط البلاد.
- 20 كانون الثاني/ يناير 2015: سيطر الحوثيون على القصر الرئاسي في صنعاء.
- 21 شباط/ فبراير 2015: اضطر هادي للالتجاء من صنعاء إلى عدن التي أعلنها العاصمة "المؤقتة".
- آذار/مارس 2015: تقدم الحوثيون جنوباً وسيطروا على عدن. وبرر زعيمهم عبد الملك الحوثي الهجوم بمكافحة المتطرفين السنة من شبكة القاعدة وتنظيم "داعش".
- 26 آذار/ مارس 2015: أطلقت تسع دول بقيادة السعودية عملية "عاصفة الحزم" الجوية التي أصبحت لاحقاً "استعادة الأمل" لمواجهة تقدم الحوثيين. ولجأ الرئيس هادي إلى الرياض.
- 17 تموز/ يوليو 2015: أعلنت الحكومة "تحرير" محافظة عدن، وهو أول نجاح للقوى الموالية التي يدعمها التحالف العربي بقيادة السعودية.
- بحلول منتصف آب/ أغسطس 2015: تمكنت القوات الموالية للحكومة من استعادة خمس محافظات جنوبية.
- تشرين الأول/ أكتوبر 2015: استعادت القوات الموالية السيطرة على مضيق باب المندب حيث يعبر جزء كبير من حركة الملاحة البحرية في العالم. لكن الهجمات على صنعاء ما زالت متعثرة منذ ذلك الحين.
وأسفرت الحرب في اليمن عن مقتل اكثر من 8750 شخصاً منذ آذار/ مارس 2015، بينهم أكثر 1500 طفل، فضلاً عن إصابة نحو 50 ألفاً بجروح، وغالبية هؤلاء من المدنيين. وحذرت الأمم المتحدة من أن اليمن يواجه "أسوأ أزمة إنسانية" في العالم. وخلف وباء الكوليرا أكثر من ألفي وفاة، في حين يحتاج ثمانية ملايين شخص إلى مساعدات غذائية عاجلة.
انعطافة الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح
وشكلت انعطافة الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح نحو السعودية حدثا قد يغير شكل الحرب في اليمن في اتجاه عزل الحوثيين، ومؤشرا الى عودة صالح الى أحضان الرياض.
وتفجر الاستياء المتصاعد بين صالح والحوثيين على خلفيات مالية وتقاسم السلطة والنفوذ وشبهات بإتمام صفقات سرية، في اليومين الأخيرين حين أعلن الرئيس السابق استعداده "لطي الصفحة" مع السعودية. وترافق ذلك مع مواجهات عسكرية على الأرض في صنعاء بين الفريقين قتل فيها أكثر من ستين مقاتلا، وتمددت خلال الساعات الماضية إلى خارج صنعاء.
وكان صالح حليفا للرياض قبل أن يخوض في السنوات الثلاث الأخيرة حربا ضدها إلى جانب الحوثيين. وكان الحوثيون ينفذون عمليات ضد قواته عندما كان لا يزال في السلطة قبل تنازله لصالح الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي في 2012.
وسيؤدي فك التحالف بين صالح والحوثيين الذي كان متوقعا إلى حد كبير، وما يستتبع ذلك من خلط للتحالفات في اليمن، دورا مفصليا في تغيير قواعد النزاع يرى محللون أنه لن يكون بالضرورة نحو الأفضل.
في المقابل، يزداد وضع المدنيين العالقين وسط المعارك بين الحوثيين المدعومين من إيران والقوات الموالية لصالح، تعقيدا في بلاد مزقتها الحرب والفقر والأوبئة والمجاعة.
وتقول المحللة السياسية المتخصصة في شؤون شبه الجزيرة العربية في مجموعة الأزمات الدولية ابريل لونغلي آلي "لا شك أنه أمر مفصلي، ولكن اتجاهه غير واضح"، مضيفة "المعارك جارية في العاصمة وتتجه نحو الاسوأ. قد تكون معارك دامية جدا".
وكان صالح عبّر على مدى شهور عن عدم رضاه من تنامي نفوذ الحوثيين الذين وصفهم قبل أيام بأنهم "ميليشيا". والحوثيون يمنيون شماليون تربطهم علاقات بإيران، وقد اتهموا صالح على مدى شهور بأنه غدر بهم على خلفية شبهات بعقده لقاءات سرية مع السعودية، العدو اللدود لإيران.
والحوثيون على خلاف مع السلطة المركزية في اليمن منذ حوالى عقد من الزمن. في العام 2014، شنوا هجوما كاسحا انطلاقا من معقلهم في صعدة في الشمال، ودخلوا صنعاء في 21 أيلول/سبتمبر وسيطروا على مقر الحكومة بعد أيام من المعارك خاضوها بالتحالف مع وحدات من الجيش اليمني بقيت موالية لصالح. وواصلوا تقدمهم في اتجاه وسط البلاد، وسيطروا على مناطق واسعة.
في 26 آذار/مارس 2015، أطلق تحالف يضم تسع دول عربية بقيادة السعودية عملية "عاصفة الحزم" (عدل اسمها لاحقا إلى "إعادة الأمل") للتصدي لتقدم المتمردين الحوثيين. وساعد التحالف القوات الحكومية في استعادة عدد من المناطق وبينها عدن.
وظهر العداء بين الحوثيين وفريق علي عبدالله صالح الى العلن في آب/أغسطس 2017 عندما تبادل الطرفان الاتهامات بالخيانة وترافق ذلك مع اشتباكات في صنعاء. في الأشهر اللاحقة، ساءت العلاقات قبل أن ينهار التحالف السبت. ورحبت الرياض بانفتاح صالح على التحالف الذي تتزعمه.
وتتواصل المعارك بين مقاتلي الطرفين للسيطرة على مواقع رئيسية في صنعاء، ما يثير مخاوف من فتح جبهة جديدة في النزاع المستمر منذ ثلاث سنوات والذي حصد أرواح الآلاف وأدى إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم، بحسب الأمم المتحدة. ولم يتضح بعد ما يمكن أن يؤدي إليه قلب الموازين في صنعاء.
ويقول لوران بونفوا، الخبير في شؤون اليمن في مركز أبحاث العلوم السياسية "سيانسبو" ومقره باريس، "لا شك أن السعودية شجعت صالح على إنهاء التحالف عبر تقديم وعود سياسية".
وأعلن رئيس الوزراء اليمني أحمد بن دغر أن الرئيس اليمني عبده ربه منصور هادي سيعلن قريبا عن "عفو عام وشامل" عن كل من تعاون مع الحوثيين، ويعلن تراجعه عن ذلك، في مبادرة واضحة تجاه أنصار صالح. وتقول لونغلي آلي "لا يزال من غير الواضح لماذا اختار صالح التحرك الآن. مهما كانت دوافعه، نحن الآن أمام حرب مختلفة لا يمكن التكهن بمن سيفوز فيها".
وتتابع: "النتيجة مرهونة بعدد من العوامل المتشابكة، بما فيها موقف القبائل اليمنية حول صنعاء، وقدرة الحرس الجمهوري على التوحد بقيادة صالح، والسيطرة على وسائل الاعلام المحلية وكيفية تحرك التحالف الذي تقوده السعودية".
وحكم صالح اليمن طيلة 33 عاما أحكم خلالها قبضته على السلطة وناصب الحوثيين العداء، وشن حروبا ضدهم، وقد لقيت شكواهم من التهميش أصداء في جنوب البلاد.
وغرق اليمن في أزمة منذ تنحي علي عبد الله صالح في شباط/فبراير 2012 بعد 11 شهرا من الاحتجاجات ضد نظامه، قبل ان يضطر إلى نقل السلطة إلى عبد ربه منصور هادي الذي كان نائبه آنذاك. وانضم بعد سنتين إلى الحوثيين الذين أقاموا حكومة لهم في صنعاء. ويقول محللون إن موقف صالح الحالي ينبع من عدم رضاه على تصاعد نفوذ الحوثيين في صنعاء.
وتقول لونغلي آلي: "منذ بدء الشراكة بينهما، كان استمرار التحالف بين الحوثيين وصالح مستبعدا، بسبب شعور بعدم الارتياح بين الفريقين اللذين لهما عداوات مشتركة، إنما تفرقهما اختلافات عقائدية وسياسية كبيرة".
وتضيف: "مهما حصل في المعركة الجارية في صنعاء، يجب أن يتم التفاوض حول حل دائم للنزاع يؤمن المكانة السياسية والحماية لجميع الفرقاء. ولا يمكن استبعاد أي فريق لأن ذلك سيؤدي إلى مزيد من العنف".
وخدم صالح (75 عاما) في سلاح المشاة اليمني وتقدم سريعا ليصبح زعيما لليمن الموحد، وهو منصب وصفه في الماضي بأنه "رقص فوق رؤوس الثعابين". وانتخب رئيسا لليمن الشمالي في 1978، وأُعلن أول رئيس لليمن الموحد في 1990، بعدما اتحد شمال البلاد ذو الغالبية الزيدية مع الجنوب حيث الغالبية الاشتراكية. أف ب ، رويترز