تطلعات الشباب العرب للعام الجديد
"التغيير الذي أريد أن تشهده بلادي هو تحقيق العدالة، والكرامة لكل إنسان، والحرية لكل مواطن،" تقول هدير من مصر.
"تمنيت لو أنني أتسكع في شوارع الشام دون خوف، تمنيت أن أكون مواطناً في بلدي،" يقول أحمد من سوريا.
برزت الحقوق السياسية والمدنية، يليها الاقتصاد، والتعليم والتقنية، والسلام وتوقف الحروب بوصفها أهم المجالات، التي يتطلع الشباب العرب إلى حدوث تغييرات جوهرية بشأنها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. يأتي ذلك في استطلاع مصغر أجرته (صدى) لمعرفة مجالات التغيير التي يرى الشباب العرب أنها ضرورية لتحسن الأحوال السياسية والاقتصادية والاجتماعية في بلدانهم.
تنوعت إجابات الشباب العرب بحسب ظروف كل بلد، ولكن اللافت هو أن الشباب اتفقوا في مجملهم على أن مشاركة الشباب في صنع القرارات السياسية والاقتصادية، وخفض معدلات البطالة وتحسن الظروف الاقتصادية وتحرير الأسواق العربية من نظم الاقتصادات الريعية سيكون من العوامل الأساسية لاستقرار البلدان ووقايتها من الاضطرابات السياسية.
المطالبة بالتمتع بالحقوق المدنية والسياسية في ظل حكم القانون والعدالة الاجتماعية، واحترام حرية الرأي والتعبير وحقوق الإنسان جاءت في المركز الأول في قائمة التغيير، بينما احتل مجال تنمية الاقتصاد وخلق بيئة اقتصادية مناسبة للشباب المركز الثاني في قائمة المجالات التي يريد الشباب العرب أن يشهدوا فيها تغييرا خلال العام الجديد.
في البلدان العربية التي تشهد حروبا وصراعات مسلحة مثل اليمن وسوريا وليبيا، شكل توقف الحرب والصراعات أولوية قصوى، إضافة إلى عودة السلام والاستقرار في بلدانهم. شكل تحسين الاقتصاد الأولوية الثانية، يليه الاهتمام بالتعليم، وضمان الحريات العامة واحترام حقوق الإنسان.
ترتيب أولويات التغيير عند الشباب العرب
- ضمان الحقوق المدنية والسياسية
- تنمية الاقتصاد وحل مشكلة البطالة
- الاهتمام بالتعليم والتقنيات المتقدمة
- السلام والاستقرار وتوقف الحروب والانقسام
- احترام حقوق المرأة
- رعاية الثقافة والفنون
تلقت صدى 79 مُشارَكة من 19 دولة عربية، أكثر المشاركات جاءت من الأردن 12 مشاركة، والمغرب 10 مشاركات، والعراق 10 مشاركات، وتاليا اليمن وليبيا ب 6 مشاركات لكل منهما. مُثلت بقية الدول العربية ب 1-4 مشاركات.
أغلب المشاركات جاءت من إناث، حيث شاركت 44 شابة في هذا الاستطلاع في الوقت الذي شارك فيه 35 شابا. تنوعت مشاركات الشباب العرب بين المكتوبة 32 والمسجلة في مقاطع مصورة 46، وقد شاركت الإناث ب 27 مقطعا مصورا و17 مكتوبا، بينما شارك الذكور ب 19 مقطعا مصورا و16 مكتوبا. تجدر الإشارة إلى أن قوائم التغيير لدى الذكور والإناث من المشاركين لا تختلف كثيرا، فقد جاء ترتيب الأولويات موحدا، غير أن التركيز على حقوق المرأة ورعاية الثقافة والفنون جاء في قوائم الإناث فقط.
وجهت (صدى) إلى المشاركين، ضمن الفئة العمرية من 21-35 سنة، هذا السؤال:
ما التغيير الذي ترغب أن تشهده في بلدك العام المقبل؟ ولماذا تعتقد أن هذا التغيير مهم لبلدك وللمواطنين؟
تنوعت اهتمامات الشباب العلمية والعملية، وكذلك المناطق التي ينتمون إليها، ولكن همومهم وتطلعاتهم اتفقت على توفير بيئة آمنة للشباب للمشاركة السياسية وصنع القرار، واحترام حريات الرأي والتعبير والصحافة، ومحاربة الفساد السياسي والاقتصادي، والعدالة في توزيع الثروات، وحل مشكلات البطالة، وضمان العدالة الاجتماعية، وتحسين مستويات التعليم والمناهج والاهتمام بتقنية المعلومات والتقنيات المتقدمة لمواكبة التطور السريع الذي يحدث في العالم. تجدون إجابات الشباب العرب وتطلعاتهم للعام الجديد في المقاطع المصورة والمكتوبة التالية.
يمكنكم متابعة النتائج الكاملة لاستطلاع "صدى" حول تطلعات وأولويات التغيير عند الشباب العرب عبر الرابط التالي:
https://carnegieendowment.org/sada/86064
مقاالات تحليلية من موقع قنطرة حول الموضوع
كتاب "حياة ثورية: يوميات الربيع العربي"
الإسلام في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: هل بدأ الشباب يدير ظهره للدين؟
خروج المارد الشعبي العربي بلا رجعة من قمقم الضغط المعيشي
في تونس...الحريات السياسية لا تكفي
ماذا بقي من الربيع العربي بعد عشر سنوات على انطلاقه؟