ابن رشد الأندلسي: أكثر المفكرين تأثيراً في الفلسفة الإسلامية والأوروبية
شارح أرسطو ورائد الحوار بين الثقافات والأديان، ابن رشد، المعروف باسمه اللاتيني "أفيرويس"، يعد من أهم الفلاسفة المسلمين، وأكثرهم شهرة.
ولد ابن رشد عام 1126م في عاصمة الأندلس قرطبة، التي أصبحت إلى جانب القاهرة مركز العالم الإسلامي بعد تراجع بغداد.
كان ابن رشد يُسمّى في أوروبا "المعلّق" بسبب كتابته تعليقاً على فلسفة أرسطو، التي كانت أكثر اتساعاً وحجماً من أي تعليقات كتبها فيلسوف آخر، وعلاوة على ذلك، فمن خلال ترجمة تعليقات ابن رشد إلى اللاتينية تم تقديم أرسطو إلى أوروبا.
أحدث ابن رشد ما يمكن وصفه بالزلزال الفكري في أوروبا، وكانت أطروحته أن هناك حقيقة واحدة فقط يمكن الوصول إليها عن طريقين مختلفين: عن طريق الإيمان، وعن طريق الفلسفة. وعندما يتعارض الطريقان فهذا يعني أن علينا قراءة النص المقدس بطريقة تأويلية، وبكلمات أخرى، البحث عن فلسفة الحقيقة (أو العلم) أكثر أهمية من الإيمان. وبصرف النظر عن ذلك، فإنه ضد القول بخلود الروح، وضد القول بحدوث العالم.
تسللت أفكار ابن رشد إلى الفلسفة الأوروبية عن طريق التفكير اليهودي: ولكي نوضح ذلك علينا الرجوع بالزمن مرة ثانية، إلى ابن ميمون، هذا المفكر اليهودي الهام، والطبيب الشخصي لصلاح الدين، كان معاصراً لابن رشد، وعندما قرأ كتبه تبنى فلسفته بالكامل تقريباً، وقد اعتبرت كتب ابن ميمون أعمالاً نموذجية لعدة قرون في العالم اليهودي.
تعرف على دور دور الفيلسوف الأندلسي ابن رشد والمسلمين في تكوين الفكر الأوروبي